إليكم هذه الترجمة لمقدمة ادوارد سعيد لكتاب “كوميك” بعنوان “فلسطين” للرسام والصحفي الأميركي جو ساكو. عنوان المقدمة الأصلي “Homage To Joe Sacco” ولتكون جميع صور هذا العدد من كتاب ساكو الصادر عام 2003
***
كتب “الكوميك” ظاهرة عالمية مرتبطة بالمراهقة. يبدو أنها متواجدة في جميع اللغات والثقافات، من...
حين أتت السيدة المحسنة التي تنتمي لجمعية رعاية الأطفال لزيارتنا سألتنا، كما يفعل الجميع، لماذا ننجب كل هذا العدد من الأطفال، فانبرت زوجتي التي كانت تشعر بانقباض في ذلك اليوم لتعلن صراحة ودونما مواربة: "لو كانت لدينا الإمكانيات لذهبنا إلى السينما في المساء. وبما أننا لا نملك النقود فإننا نأوي إلى...
محروماً كما عهده من غطاء هوائي يعمل كدرع وقائي، وجد القمر نفسه عرضة منذ البداية وبشكل مستمر لقصف النيازك ولعوامل التآكل من أشعة الشمس مباشرة. وفقا لتوماس جولد من جامعة كورنل، تحولت الصخور على سطح القمر إلى مسحوق عبر استنزاف مستمر من جسيمات نيزكية. وفقا لجيرارد كيبر من جامعة شيكاغو، هروب الغازات...
وقعت الجريمة، كما تبيّن، في الظروف التالية. القاتل شمار، كان في الساعة التاسعة من هذا المساء المقمر، واقفاً على الناصية، حيث كان على ضحيّته بيزيه أن ينعطف من الزقاق الذي يوجد فيه مكتبه إلى الزقاق الذي يعيش فيه. كان يمكن هواء الليل البارد أن يخترق المرء، أياً كان، حتى العظام، ولم يكن على شمار سوى...
اشتهر غاستون باشلار عند جمهرة القراء في فرنسا بأشد كتبه اثارة : " تحليل النار النفسي " . ولعل أفضل مقترب الي طريقته في النقد الادبي هو أن نتأمل في هذا العنوان ، الذي يربط ما بين طريقة مشهورة في العلاج العقلي وبين ظاهرة طبيعية هي ايضا أكثر الرموز كلها غني واستعمالا . فاذا استطعنا أن نلم بما يعنيه...
“أُوغُو” لصّ يسرق نهاية كلّ أسبوع فقطّ، تسلّل ليلة سبت إلى أحد المنازل، فضبطته “آنا”، الثّلاثينية الجميلة الدّائمة السّهر، متلبّسا بجريمته. بعد أن هدّدها بالمسدّس سلّمته حليِّها وأشيائها الثّمينة، راجيّة منه ألاّ يقترب من طفلتها “باولي” ذات الثّلاث سنوات. مع ذلك فقد لمحته الصبية التي أسرتها بعض...
في المقدمة الشيقة التي كتبها لرواية ‘الجميلات النائمات’ (1) للياباني ياسوناري كاواباتا، يختزل غابرييل غارسيا ماركيز أحداث الرواية على النحو التالي:
إنها ‘قصة منزل غريب في ضواحى طوكيو، يتردد إليه برجوازيون يدفعون أموالا طائلة للتمتع بالشكل الأكثر نقاء للحب الأخير: قضاء الليل وهم يتأملون الفتيات...
ظنّه الأطفال لمّا رأوه ، أول مرة ، أنه سفينة من سفن الأعداء. كان مثلَ رعنٍ أسود في البحرِ يقترب منهم شيئا فشيئا. لاحظ الصبيةُ أنه لا يحمل راية ولا صاريًا فظنوا حينئذٍ أنه حوتٌ كبير، ولكن حين وصل إلى ترابِ الشاطيء وحوّلوا عنه طحالبَ السرجسِ و أليافَ المدوز و الأسماكَ التّي كانت تغطيهِ تبيّن لهم...
ماريو بينيديتي
في المجموع، رأيت في منامي إدموندو بيلمونتي خمس مرات. بيلمونتي رجل أربعينيّ نحيف وتعبير وجهه خبيث، ممقوت في كل مكان وموضوع إجباري في كل محادثة على طاولات الموظفين أو الصحافيين.
في أول حلم، كان بيلمونتي يتجادل مطولاً وبشراسة معي. لا أتذكر جيداً موضوع حديثنا، لكن نعم أتذكر أنه كان...
تسكن اللغة، قلب هوية الشعوب ومقاومتها للمشاريع الكولونيالية. غير، أن العربي، يتميز بخصوصية “تأرجحه”، بين اللغة الكلاسيكية ولهجات محلية، أحيانا غير مفهومة لبعضها البعض. فهل، بوسعنا أن نصنع من هذه الثنائية غنى وقوة ؟
كيف نتكلم ونكتب العربية ؟ السؤال خطير إلى حد ما، تحكمه عوامل إيديولوجية، لا صلة...
خلال ذلك الوقت الذي كان فيه والدي في المستشفى، كان من المنطقي أن اترك السيارة في مرآب تحت الأرض في المستشفى. وددت أن اتوقف عند الجزء العلوي من المدخل في الهاوية الصغيرة واسمح لسيارتي الأوبل البيضاء بأن، تنزلق الى أسفل المنحدر. كنت لأضغط الزر و امر تحت القضيب وأباشر بالبحث عن بقعة لركن سيارتي،...
أحب السفر بالمركب. فالمركب في هذا الزمن، زمن السرعة وازدحام الأجواء، يعد ترفا يستغرق السفر فيه وقتا كافيا. إنه مناسبة لعدم التفكير في شيء، ولإعداد النفس
لدخول إيقاع جديد. الوقت صيف وأنا كنت على المركب المسمى "مراكش"، الذي يصل بين سيت وطنجة. بالكاد أصبحت على متن المركب حتى قدم نحوي رجل قصير...
أربعةُ حيوانات كانغارو كانوا في القفص – ذكرُ واحد و زوج اناث ومولود جديد لصغير كانغارو –
انا وصديقتي كنا نقف امام القفص ، لم تكن حديقة الحيوانات هذه شعبية جدا كي نبدأ بها ، مع انه كان صباح الاثنين .. الحيوانات تفوق الزوار عددا .. وبدون مبالغات : ولّد هذا في نفسي الاسى .
اهم امر لنا كان رؤية...
بكسل و لامبالاة، يحرك مالك الحزين جناحيه برشاقة في الفضاء، أعلى الكنيسة، أبيض و بعيدا، مستغرقا في ذاته، في سماء متحركة، ساكنة، تستر ما تستر و تكشف ما تكشف دون نهاية. بحيرة؟ تطمس ضفافها ! جبل؟ آه، يا لجماله ـ أشعة الشمس تنسكب ذهبا على منحدراته. وتلك الشلالات في الأسفل. نباتات السرخس. عليه يسقط...
أسرار أخرى كثيرة، في ذلك الفندق المفرط في غرابته، لم يكن فهمها سهلاً على آنا ماجدلينا باتش. فعندما أشعلت سيجارة، انطلق جهاز إنذارٍ، بصفاراتٍ وأنوار، وجاءها صوت آمر يقول لها، بثلاث لغات، إن هذه الغرفة مخصصة لغير المدخنين، وهي الغرفة الوحيدة التي وجدتها شاغرة في ليلة المهرجانات تلك. وكان لا بد لها...