نثر

المسافة بين مكة وواشنطن بحسابات الطير _عدة بحار وطرق وألاف القتلى وبحسابات أبي الذي مازال يقيسها باتساع قدمه عشر خطوات برجله اليمنى ولأن الشمس تشرق في مكة وتخفي وجهها في اللحظة نفسها عن واشنطن لابد أن ندرك أن الدوران لايعرف المسافات بل يعرف ارتطام الحصى في الماء الساكن ويعرف أن الدم السائر في...
المشكلة ذاتها فى كل مرة يطلع نخلة الجيران يعود مبطوحا ومع ذلك يصر بعد أسبوع واحد فقط يعاود المحاولة والمشكلة ذاتها فى كل مرة تتكرر. بدلا من رأسه عصب قدمه بقطعة من ملابس أمه ولأجل ذلك سالت دماء كثيرة من البيت حتى جذر النخلة إلى منتصفها تقريبا فنبتت ورود كثيرة قطفت أمه الورود ووضعتها على المائدة...
إن سقطت أوراق الخريف لهى سعيدة فلا موتها هباء ولا وقوعها كارثة بل حياة ستأتى عبر فصل آخر وعندما ينزل غابةٌ فى انتظاره وزهرٌ فى يده يتجول وتلقاء البيت تضم الريحُ ركبتها إنه قابض على العمر شغوف بحياة سعيدة . على قدر المسافة القصيرة سنوات ليست بفروع جديدة فقط كلما أقبل الربيع تزداد ولا بأوراق بل...
شهية الكتابة.. تطرقُ باب الحزن الملائكي عند اعتاب هذا المساء... فالحزن هو من يصنع لها نكهة البوح.. كعشق القهوة للجنزبيل... يلسعها بالمرارة.. ويمنحها في ذات الوقت امتياز التفرد... وبذاك الطعم المغرق بالسواد.. تعيد للاشياء توازنها المفقود.. ما اربكني .. انها تطرق بأدب ليس معروفا عنها.. وتأتيني علي...
الضباب يتوسل النوافذ المدماة أن تبقي حبيبتي داخلا سأمتطي ريشتي لأجابه العواصف المنذرة بهذه المشيئة..... سأعبئ العاطلين بالتثاؤب والسعال والعواهر بالأظافر والأيدز والجياع بالعظام والشره والأطفال بالحرمان والبكاء فأنا إله الحزن إن دعوني أستجيب... آه حفيف نهديك مازال يساورني كالمطر رحيقك المخضل على...
رخصة قيادة تذكرت حين تقدمت لاستخراج رخصة قيادة بدلا عن التي فقدتها في آخر حادثة طابور طويل و نلوح بأوراقنا لجنرال يتزين كتفاه بنجوم وقلوب وفراشات يجلس واضعا أمامه محبرة حمراء كي نبصم بأصابعنا على وثيقة العهد وأنا أتصبب عرقا وسط صهد الأنفاس الملتاعة التى تتنتظر اللقاء وكان الامتحان في كيفية...
أن أشتهيك .. أحلمُ بك.. أقتاتُ على ذكراك .. أهذا هو محض الجنون…؟؟!! أن تكون أنت الغائب الذي لا يفتأ يُعلمُني معنى الحضور.. يبيحُ لعقلي أن يرفضُ الإعتراف بأبجدية الغيابِ وحتمية الوداع المّر….. يا أنت .. يا راحلاً عبر بوابة الحنين والاحتياج…. ودالفاً كمسرب ضوءٍ على أحلامي.. أن تبقى .. هذا هو محض...
لاحت في الأفق تباشير الصباح تنساب من بين شعاب مكة المأهولة بالخواء، وأقبلت الشمس تداعب أصنام الكعبة في تزلف، وبدأت أيادي القيض تحكم قبضتها على أحياء قريش المتجاورة بمحاذاة الكعبة. جاء من أقصى القرية رجل يسعى يضرب في الأرض على قدميه، تسحب خطاه في تثاقل...
لاحت في الأفق تباشير الصباح تنساب من بين شعاب مكة المؤهولة بالخواء، وأقبلت الشمس تداعب أصنام الكعبة في تزلف، وبدأت أيادي القيض تحكم قبضتها على أحياء قريش المتجاورة بمحاذاة الكعبة. جاء من أقصى القرية رجل يسعى يضرب في الأرض على قدميه، تسحب خطاه في تثاقل...
وتتوقف حركة القطارات المتجهة إلى واشنطن ويحصد الفلاحون بمناجلهم عباد الشمس ولأن الرسول كان صائغا يعرف متى يبرق الحلم رسم للهواء مداره ولأن أطفالنا يمضغون البارود وقت التنزه ويعرفون متى تشققت الأرض يحركون السواقي في حقول الحلم حفنة من أثر الرسول جعلتنا نقذف السحب بالحجارة ونرصف ممرات لصعود وهبوط...
هل جربت مرة أن تقف مكان الشيطان ليرجمك الحجيج فى مكة وينهال عليك الحصى من سفاح أو مجرم هل جربت مرة أن تذبح بدلا من كبش أو ناقة كأضحية تستلقي على ظهرك ويجز رقبتك لص أو قواد أو إمعة هل راودتك فكرة تفجير جسدك كي تراه أشلاء تدهسه السيارات جرب أن تكون كلبا وذئبا في آن لقطيع من الأغنام أو أن تكون...
لإرتباكِ الضوء علي ملمحك النبيل شهقةٌ تُحيل التوجسَ لإرتياح باهي المدى… حين ينحني رغما عن إرادته إمتثالاً لإشتهاء إرتياد تفاصيل الصدق في عينيك… يُضيء للذات صخب الحياة المترعة بالدفء ومعني الإحتياج... رحيق الأمنيات.. وفضيض دمع يلوحان من شاهقٍ عتيدٍ.. يراهنان على : إشتياقٌ يرادف معني التوهج...
منذ أن فطمت وأنا أحمل السجائر بأسناني وذلك بحيث أن أدع شفاهي نقية فكنت أخبئها في جيبي وأمسحها بين الفينة والأخرى كالنظارات... وعندما حانت الفرصة أخيرا وجدت أما لألثم يدها وامرأة لأقبل ثغرها وقبرا لأمطط شفاهي و أتحسر على فقدان صاحبه قادوني إلى إحدى الساحات المغبرة عاريا ثم سلبوني إياها نزعوها من...
و…. أهمل القدر كل شئ .. كل شئ… ولم يُهمل مصادفة أن في اليوم ذاته كتبت – وأنت حبيس خاطري – : “والدمع إذ يفارق المقل.. تجفُ الروح “ فقرر فجأة أن يصير عطوفاً… كي لا تجف روحي .. وتظل علي إبتلالها … فأهداك الموت… لكنه لم يفعل سوى ان كشف عن وجه – الموت – القمئ.. فلو بدا كرجلٍ .. كان سيكون علي هيئة...
وللأشياء التي تُصادفنا في مقتبل العمر تأثيرٌ كما السحر.. كأن تتعثر بلحنٍ طروبٍ.. فيميد بك الخاطر.. عفواً عن الصدر تتفتق زهرة.. يزقزق الفؤاد كما عصافير السادسة الممتلئة بالانفعال.. قادرٌ هو –بجدارة – أن يُغير خارطة المكان … يرتفع قوسه لأعلى.. اشرعُ بالركض..أو هكذا احسب .. في محض خيالي فقط...
أعلى