الحياة كما أن لها جسدا لها أيضا ظل
وجسدها هذا القبو الذي تسبح فيه كرات الدم
في سباق لاينتهي
وظلها هذه الكائنات الرخوة الهشة
التي تجري لمستقر لها داخل الروح
ونحن أشبه ببالونات منتفخة وملونة
تطيرنا الأقدار ولانعلم من منا سيسقط
على أسنة السيوف أو الرماح
ومن منا ستلهو به الريح
ومن منا ستتسرب...
أنا تاجر سحابات ومتعهد أمطار
لدي مزرعة واسعة من السحب
تؤتي ثمارها كلما هبت روح ناحيتها
الأرواح التي تهاجر كسرب طير
والسحابات عندي تنقل الألم
من قلب بطريق تائه على شاطيء جليدي
لقلب نسر يطير بجناحيه في صحراء قاحلة
كي تنثر رذاذ الندى على حواف الأشجار التي هددها العطش
كي تبخ بطرواتها على رمال...
البدايات :
فعلٌ لا بد منه..
قد تبدو في البدء لا منطقية... محيرة...
تسترعي الحواس.. غموضها يثيرُ التحفز..
فتشرعُ بوضع ملايين الدوائر الاستفهامية ..
ولا تنفك تسلطُ سيف الشك علي مقصلة اليقين..
الحدس: إستفتاءٌ للحسِ..
الشك: ضرورةٌ قصوي..
لذا البدايات دوماً هي الاصعب كيفما بدت خارطة الطريق...
وطن اصبح يلفه الحزن والوجوم الدفين. كل يوم تمحى اسماء شباب واطفال من سجلات الحياة. لن تظل مقاعدهم بالفصل او اماكنهم في الملاعب خاوية طويلا. فغدا سيتصارع آخرون عليها. سيقف زملاؤهم دقيقة حداد. مؤكد لن يعرفوا ماذا سيقولون في هذه الدقيقة. فقط سيصمتون بينما سينسب الكبار هذه الجرائم للقضاء والقدر...
العالم يذوي في الخلف
ونحن ها هنا نرقص بعنف بلا إستحياء
علي وقع أوتار جراحات تخصنا…
نحرك أردافنا بإتجاه بعضنا البعض
ونشابك أيدينا في الفراغ…
العالم يصرخ ونحن لا نسمع…
تلهونا إحتياجاتنا الصغيرة
عبثنا المتكرر
همومنا الفردية
وأخطاؤنا التي لا تنتهي…
آذاننا صماء فقدت قدرتها على الاستماع ..
إلا...
ذات ساق مرمرية..
عجنت
من اللبن المسكر
بفكرة ضاعت من عقل الإله
فبقى طيف
من الروح القدس
يبكي بين أصابع الورد الرقيق
لا يزال ذاك الساق
يرسل وحيه والمعجزات..
لشعراء شردهم
موت الحرف
ورسامين.. بلا فرش ولا ألوان...
وجندي .. رأى رصاصة تغتال مجده..
وعازف عبر الرياح بغير ناي..
..
شيء هناك...
رب ..
يمد بعض...
الفراشة التي دهستها أصابعك
السنة الفارطة...
النسيان الساقط على بلاطة رأسك
كرغيف خبز متحجر...
صوتك المليء بطقطقة شقار البحر
الكلمات الضاحكة كمومسات أخر الليل..
الكلمات اللذيذة ولها طعم الفراولة
الكلمات التي يدهن بها القس جبهته لطرد كلاب الحمى...
الغيمة التي تحاول الدخول
من زجاج النافذة
بعينين...
هل تعرف كيف تربي سحابة في بيتك
أولا .تعلم كيف تصطادها
تجدها وليدة في حدقة عين
أو هاربة من صدر فتاة تحبها
أو تسللت من غرفة فى معتقل
أو من مصحة على أطراف المدينة
ربما فرت من صدر قطة تموء ومرت بجوارك
ربما هربت من حادثة باص
أو من انفجار سيارة ملغومة
ربما
تجد سحابات صغيرة أسفل كل حجر
إن الحجارة أيضا...
كيف اخرج :
غيبتنى
ثقوب قميصى القديم
تركت علامتها كخاتم إصبع
ما تزال علىّ
تمنيت أن يمضى عام
ويسقط عن قميصى
قميصى الجديد الملون
بالأحمر
والأصفر
والأخضر
منقوش بالطيور مزخرف
بنبوءة العام 2020
وسوف أجتاز الحدود قريبا
يا أبى هذا قميصى فى الكريسماس :
تأتى المياه من لا اتجاه
على قبر أمى وجدت بحرا
وفى...
أتجول وحيدا
كالموت....
وفي جيبي أحمل
تبغا باردا
قصائد قديمة
وكاغد البسكويت الذي
لا أحفظ اسمه
روحي ممزقة كآخر
صيحات موضة الجينز
والعشوائية تقودني
كسفينة عمياء....
ربما أنا نرد أمهق
أو شعور بالالتزام إتجاه
خطيئة ما....
لماذا إذن
كلما مررت من زقاق
إلا وسمعت أبواب
ونوافذ بيوته تصفق بقوة؟
كلما اقتربت...
أنا لستُ مجرد إطار خرب أو قطعة بلاستيك سوداء “لستك” استغنى عنه صاحب مركبة، بعدما اهترأ ليرمى به في أقرب مكان،بل أنا منبر للثرثارين والحيارى من أبناء حي طرفي. بعدما تم دفن جزء مترهل مني على ناصية أحد البيوت.
أُرجوحة الصبيات – قبل أن تميل الشمس للغروب – اللائي يتراقصن كفراشات يوزعن ضحكاتهن حولي،...
لم تكن مالحة، كانت سرًّا كثّف في القطرة قواميسَ الحياة، لتشرق الحقيقة جليةً: وحدها الحياة مقدسة، ووحده من خلع عباءةَ الماضي منه ملك سرّ السفر.
ستدرك كنهها حين تعتنق المستقبل، فلا تتعلق بأحدهم سوى كونه مجذافًا آخر يهَب ذاته لمركب سفرك نحو ذاتك القادمة. يأتي كلٌّ في أوانه كي يرحل في أوانه أيضًا...
تلك التى دخلت قبرها وأقامت
علمتنى أن الحياة حلم وينتهى
عليك أن تبنى بيتا ثم مقبرة
هنا نعيش وهنا نعيش
وبيننا هواء يمر
إذا انقطع انتقلنا
علمتنى حياتين بينهما مأكل ومشرب وزوجات وأولاد وأعمال وقالت بلا صوت : ليس لك فى الأمر شئ وأنا اسمع أغنية الليل فاض بى الحنين أنا مزرعة البكاء وخلطة الصلصال وآدم...
فكرت كثيرا قبل أن أدلق ذاكرتي وأبعثرها خلف منزلي
كي أتحرر من سطوتها
أنا لا أعرف كيف أراوغها
كي تتركني ألبس سترتي
دون أن تذكرني بساعة شرائها
وماحدث لي من فتاة الحانة الماجنة
حين حاولت خلع بنطالي
لترى نصف عقل الرجل كما قالت لي
كي تتركني أسير في الطريق دون تذكر المساحات الخالية التي شغرت بأعمدة...
لا عليك ..
فانا لا أستطيع ابداً أن ألوم حُلماً
قرر في منتصف الطريق أن يتركني ويرحل...
إنها عادة الاحلام المزمنة..
العُتبي كل العُتبي علي باب القلب الذي يأبي أن يُوصد..
ويصّر علي ترك مساحة إنسراب للضوء..
يفتحُ مسام الوجد ابواباً ترشّحُ حنيناً..
ويحدث ما يحدث من إنسلاخ..
العُتبي كل العُتبي علي...