(17 - الأخيرة)
اشتعلت سماء بغداد وأرضها، دك القصف العنيف والمركز العديد من المواقع القيادية والقصور الرئاسية وتجاوزها إلى الأحياء السكنية، بدأ الغزو البرى من الجنوب وتضاربت الأنباء عن مدى توغل المدرعات الأمريكية - البريطانية في مناطق أم القصر والفاو والناصرية والبصرة، يبدو أن مقاومة شرسة وغير...
(16)
وقفت مترددا أمام مدخل الفيلا التي تسكن بها ندى، كان الوقت قد تأخر كثيرا، ورغم كل المحاذير إلا أنني قررت أن أصعد إليها، فتح لي والدها الباب، استأذنته في الدخول، رحب بي، بعد اعتذاري عن الزيارة في هذا الوقت المتأخر خاطبته قائلا:
ـ كنت أريد أن أفاتحك في أمر هام، لكن هل تسمح لي أولا أن أتحدث...
(15)
استدعاني عبد الرحمن على عجل، طرت على الفور من نيويورك إلى دبي، وفى خلال أقل من أربع وعشرين ساعة كنت جالسا بمكتبه، كان معه بعض المسئولين بالقناة، كان يبدو عليه الانفعال والتوتر الشديدين، خاطبني مباشرة دون مقدمات :
ـ لم يعد هناك أي داع لبقائك في نيويورك، يجب أن تكون في العراق الآن.
استفزني...
(14)
أصبح من الواضح أن الخلاف بخصوص حرب العراق قد أحدث شرخا داخل العالم الغربي، ويبدو أن التصريحات الحمقاء لرامسفيلد وبعض صقور الإدارة الأمريكية تجاه فرنسا وألمانيا وروسيا بما تحمله من نبرة استهزاء وسخرية لا يمكن تجاهلها قـد ساهمت كثيرا في صنع هذا الشرخ الواضح، ورغم أن العديدين يرون أن رفض...
(13)
اتصل فريد من واشنطن ليطلعني على ما أسماه "حمى ضرب العراق" التي تسود أجواء العاصمة الأمريكية، فمن خلال اتصالاته بأعضاء الإدارة والكونجرس، فضلا عن العديد من الجهات المتنوعة ... رسمية وغير رسميـة، يبدو واضحا أن هناك حالة من الهوس بضرورة توجيه ضربة عسكرية حاسمة لبغداد والإطاحة بصدام حسين، ورغم...
(12)
صدمتني نيويورك منذ اللحظة الأولى لوصولي إليها، ابتداءً من المطار الهائل الذي حطت به طائرتي والإجراءات الأمنية الصارمة التي واجهتني، مروراً بشوارعها ومبانيها العملاقة التي بدت لي غير إنسانية شيدها عمالقة أسطوريون، وانتهاءً بمتاهتي لعدة ساعات أصابني خلالها اليأس العميق إلى أن تمكنت أخيرا من...
(11)
استقبلتني ندى بلهفة كبيرة عند عودتي من الأراضي المحتلة، كان اتصالي بها قد انقطع تقريبا خلال فترة تواجدي هناك، رغم أنها لم تغادر قط قلبي وعقلي، إلا أن الحالة العامة التي كنت أعيشها هناك جعلت اتصالي بها يتدنى إلى درجة لم نعهدها منذ أفضى كلانا بمشاعره إلى الآخر، كان ترحيبها بي قويا ودافئا إلى...
(10)
التقيت مع مجموعة من الفتيات والسيدات الفلسطينيات، كن بين أم ... أو أخت ... أو ابنة ... أو قريبة لشهيد أو جريح أو مُبعد أو مُعتقل، دار حواري معهن حول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الممارسات العدوانية الإسرائيلية المتصاعدة، حكين لي عن تجاربهن الخاصة في العيش تحت...
(9)
وقع صدامي الأول مع جنود الاحتلال عند عبوري من الأردن إلى الأراضي المحتلة، تعامل معي حرس الحدود الإسرائيليون بصورة مستفزة للغاية، تعمدوا تعطيل إجراءات دخولي بحجة فحص أوراقي والتأكد من سلامتها، اندلعت بيني وبينهم مشادة كلامية حادة، اتهمتهم بإعاقة عملي كمراسل معتمد وهددت برفع الأمر إلى...
(8)
سادت بين العاملين في القناة حالة من الغضب العارم مع بدء ما أسمته إسرائيل "حملة الجدار الواقي" وما رافقها من حصار لكنيسة المهد في بيت لحم وجرائم حرب بشعة في مخيم جنين، كان الأمر في الواقع صدى لحالة من الغليان الشعبي المتصاعد تجتاح الشارع العربي بأكمله تندد بالتخاذل العربي الرسمي عن دعم...
(7)
بالتزامن مع تصعيد عنيف ومتواصل للأحداث على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية، وأحاديث عن خطة سعودية للسلام، بدأنا العمل في سلسلة جديدة من الحلقات مخصصة لمناقشة حاضر الانتفاضة الفلسطينية ومستقبلها، تم طرح عدة محاور للنقاش شارك فيها نخبة من الشخصيات العربية والأجنبية وثيقة الصلة بالموضوع، كما...
من نافذة اختناقها، تطلّ على الزّقاق الضّيق، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر إبتسامة من دمع. لكنّ وجه ابن عمهّا (رضوان)
المقيت، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها، ترمق خاتمها الذّهبي، الذي يشنقُ أحلامها بازدراء، ترتدُّ نحو...
12-
قالت "أمي": أحضر لك "أبوك" حزمة "شيتات"[67] من السينما، تكفي لتغطية جدران غرفتك إن رغبت، وسيكون ذلك مؤقتاً، حيث الطلاء لا ينفع مع جدران متداعية، حيطانها من الطابوق الأحمر.. وجدت الأمر يروق لي وقررت العمل وحديّ. دون ان اجعلها تشاركني، اذ أتعبها الحَمل، وبالكاد تجرّ خطواتها، لم تكاسل لحظة عن...
عادت "أفراميا" إلى طريق الآلام، ووجدت المرحلة الثامنة حسبما أشار لها "أحمد"، لكنها كانت مضطربة، وعاجزة عن التركيز، وقد أحست بدوار جعلها تجلس فوق صخرة بالقرب منها، وكانت السماء فوقها تتفتق كالسراويل، وتنخلع عن الأرض كالبرانس، ونظرت نحو قرص الشمس، وكانت أشعتها ملتهبة وحارقة، كانت ثمة أوحال وغيمات...
11
"قرطاسُ لحظكِ سيفيض ألقاً،
وأن لا تعذلي".
لكنها قالت: "ما الكتابة والعذل يا صاح..حتى ليلي لم أنَمْه: بعدما سمعت حفيف ورق الخريف"..
***** ***** *****
كانت الإضاءة ليلاً جيدة جداً وتفترش على مساحة الحديقة العامة التي تحاذي النهر وشارعيه، والممتدة من قنطرة "خليل باشا".. حتى تقاطع ساحة...