ليلى : أصحيح أنك ستتزوج قريباً ؟
- هذا شئ يخصنى وحدى .
- أنسيت كل ما كان بيننا ؟
- كان ...كان فعل ماضى .
- الماضى ...
- نعم الماضى الذى بعته أنت بأبخس الأثمان .
- و كل ما أقدمه لك الآن من مال ونجومية وشهرة...أليس هذا فعلاً مضارعاً ؟ أم أنك لا تتذكر سوى الماضى ؟
- دعينا نتطلع لما هو أهم .
- ماذا...
استدعانى أدهم إلى مكتبه ، كان غاضباً.....
- لماذا قمت بفصل ممدوح ؟
- على مدير التحرير أن ينفذ سياسة رئيس التحرير وليس العكس ، أليست هذه أبجديات الصحافة ؟
- بلا ، ولكنه واحد من أنجح الصحفيين فى المجلة بل فى مصر كلها .
- ممدوح ليس إلا إخوانياً عميلاً .
- عميل لمن ؟!
- عميل لكل من يتأمرون على...
وتنظرين إلى طويلاً ثم تهمسين فى خجل :
. فى فترة غيابك إلتقيت بأدهم فى حديقة المنتزه -
- أهو الذى طلب لقائك ؟
- بل أنا، لقد كنت فى حالة سيئة ، خاصة بعد مشاجرة حامية بينى وبين والدتى.
. بالتأكيد حالتك هذه كانت فرصة كبيرة له -
- أدهم وقتها اتهمنى بأننى فتاة لعوب ،وأننى سأسيء إلى سمعته ، وأنه...
بعد يوم واحد ،جئتنى ، هادئة على غير المتوقع ، ثم ألقيت بورقة مطوية أمامى على المكتب ،وهممت بالانصراف دون أن تنبسى حتى بكلمة واحدة ، استوقفتك .
- ما هذه ؟
- استقالتى .
- لماذا ؟
- هذا أفضل للجميع .
- شئ متوقع منك .
- أنا لا أستطيع أن أنكر كل ماقدمته لى من رعاية ومساعدة ،فى كرم شديد لم يمارسه معى...
وأنا فى هذه الحالة من انعدام الوزن فوجئت بزيارة علياء لى فى بيتى ... .
علياء : أين صديقك ؟
- أدهم فى مهمة عمل بالقاهرة .
- بل هو فى شرم الشيخ .
- من أين أتيت بهذه المعلومة ؟
- إنه الآن مع إحدى ساقطاته .
- أدهم يحبك ، ومن أبلغك بهذه المعلومة لا يريد سوى الإيقاع بينكما .
- سبق وأن رجوتك أن تطلب...
حين رفعت سماعة الهاتف أتانى صوت علياء :
. عمر ..لى طلب صغير عندك -
طلب يتعلق بماذا ؟ -
- بالتأكيد يتعلق بصديقك أدهم....أرجو منك أن تقنعه بالطلاق .
. علياء ..ماذا تقولين ؟! إن أدهم يحبك -
. عن أى حب تتحدث ؟ أدهم لا يحب سوى نفسه -
. هذا ظلم كبير للرجل ، إنه لم يبخل عليك بأى شئ -
- معك حق ...
حين رفعت سماعة الهاتف أتانى صوت علياء :
. عمر ..لى طلب صغير عندك -
طلب يتعلق بماذا ؟ -
- بالتأكيد يتعلق بصديقك أدهم....أرجو منك أن تقنعه بالطلاق .
. علياء ..ماذا تقولين ؟! إن أدهم يحبك -
. عن أى حب تتحدث ؟ أدهم لا يحب سوى نفسه -
. هذا ظلم كبير للرجل ، إنه لم يبخل عليك بأى شئ -
- معك حق ...
لم يكن فى حسبانى حضور أدهم فجأة ،خاصةً بعدما استبدلنا المطعم الذى كنا نلتقى به بكافيتريا أخرى فى منطقة العجمى .
نظر أدهم إلىَّ والإبتسامة الصفراء تكسو وجهه ، ثم قال بهدوء مريب :
- مفاجأة ليست فى الحسبان أليس كذلك ؟!
- ...
- عموماً أنا كنت ماراً بسيارتى من أمام الكافيتريا ، ولما لمحت سيارتك واقفة...
علياء وأدهم زوجان لديهما طفلة جميلة ، تزوجا بعد قصة حب دامت عدة سنوات ، تقابلا فى الجامعة ، وقتها كان أدهم طالباً فى السنة النهائية فى كلية التجارة ، بينما علياء فى السنة الأولى لنفس الكلية ، أحبا بعض بمجرد أن ألتقيا ، عارضت عائلة علياء هذا الحب بشدة ، تقدم أدهم للزواج من علياء عدة مرات إلا أنه...
تعددت لقاءاتى بك ، كانت فى البداية بحجة السعى للاصلاح بينك وبين أدهم ،إلا أنها سرعان ما اتخذت منحى آخر تماماً ........
هل هو القدر الذى وضعك فى طريقى أم انها مجرد مصادفة لا معنى لها ؟
تغافليننى لتضعى كل ما تريدين من أفكار فى رأسى ...تأخذيننى من عقلى ...تنزعى عنى كل ما ارتديته من عادات ،...
دعانى أدهم للقائه فى نفس المطعم الذى التقيتك به أول مرة ، ولم تكن بالنسبة لى مفاجأة أن أجدك معه ، بل إننى كنت منبهراً سعيداً وأنا اكتشف ولعك الشديد بالفن والأدب ،وكم كان حديثك ممتعاً حين تناولتى إحدى مقالتى بالنقد والتحليل وكأنك أعظم ناقد على وجه الأرض .
وفى نهاية لقاءنا تعمد أدهم أن يعنفنى...
الجزء1
وبت لا أخشى شيئاً سوى صمتك !!!
لن أرجوك أن تمنحينى صوتك !!
صوتك القادم من أعماقى ...هل هو نار تحرقنى أم ماء يحيينى ؟!
مجرد كلمة تخرج من بين شفتيك الناريتين تأخذنى إلى سابع سماء ،تحلق بى تسمو فوق السحب ..أوهى كلمة تهبط بى إلى سابع أرض ،حيث العدم .
بكل حيرتى وعبثى وجنونى صار القلم...
ج1
مقدمة
ليست ولادة قيصرية ولا علاقة جدلية , ولد ونشا حي سليطة بقوة الازميل , تشذيب عشوائي ,امتد لسنوات ,حتى لم يعد ساكنوه او اغلبهم يتذكرون جذورهم ,هل يمكن لاحد ان يرى بذورا مبعثرة في مكان فيتخيل الغابة . قليل من يتذكرون المراود والظهور المقوسة , المناجل والثياب المرقعة ,المعاول والاوبئة...
في محل يقع في الطابق الثاني , يمتهن صاحبه المونتاج ,تتكدس الكاميرات والحاسبات واشرطة الافلام السوداء... كان يجلس قريبا من صاحبه الرسام كامل..القت التحية مبتسمة : فتاة في العشرين , حنطية البشرة لكن وجهها اقرب للبياض, بنصراها بلا حلقة , ولحظ ايمن انها جريئة تمثل دور الفتاة السعيدة .. تبذل جهدا...
<ج3 >
النهر يجري .. يجري , فلتجر ايها النهر الابدي طافحا بمخلفاتهم وملغّزا بعضها في قاعك .. تتغير عليك الظلال .. تتغير اشكالها كل يوم وانت تتقبل تحولات اغصانها وجذورها ...الرسائل المعطرة الحميمية مطبوعة او مكتوبة بخط يدوي مع زهرات وقلوب حقائب السفر التي تهرات.... درّاجات الصغار الهوائية , بوقات...