سرد

30/01/2013 الوليمة -1- ربما يأتي وقت أكثر ملاءمة، يقف فيه بين يدي الحقيقة.. لن يكون في حاجة للاعتراف، ولا لتقديم ملخص للأعمال، أو مذكرة بالأحداث، ولن يكون ربما موعد محدد. لكن الأشياء تبدو كأنما على موعد، والأحداث تجري، كما لو أن دليلاً أعد لتقديمه وثيقة إثبات في مناسبة ما. ليس في هذا مايثير،...
حين فكرتُ في افتتاح محلّ أعتاش منه، بعد عجز ربّ الأسرة، لم يكن لديّ حلّ آخر، أو احتمال أكثر خبرة وجدوى. فلا ينسى الكثيرون ممن يزوروننا أن يمتدحوا اهتمامي بالورد وأصنافه؛ وقد يبالَغ في ذلك: "هنيئاً لمن يعيش مع الورد وبين أحضانه"، لإثارة اهتمامي وغيرة زوجاتهم.. ربما؛ أو زوجي الذي يعلّق أحياناً...
تستطيع الوردة أن تعيد الأشياء التي أَوَّلُها أنت، وآخرُها؛ أمّا متونُها فأسُّها أنت أيضاً! كلّ وقتٍ لهفة، وكلّ لهفةٍ توق، ونبض، ووقت.. وأنت الحرص لم يستجدّ، والولع يتجدّد. أُعايِنُها، أتفحصّ بتلاتِها، وِعاءها.. مخافة أن تكون كائنات عابثة أخرى قد وصلت إليها، حتى لو كانت حشرات أو خيوطاً عنكبوتية...
هل يمكن أن أعود خائباً هذه المرّة أيضاً؟! صعب عليّ تحمّل ذلك؛ ماذا سيقولون عني؟! ليقولوا ما يشاؤون! لم يقصّروا في التهم والألقاب، مذ كنت شابّاً، وتيتّمت باكراً. تغرّبت مراراً، وما طال بي الغياب؛ لأنّي أحبّ أرضي، أحبّ ضيعتي، ولا أستطيع الابتعاد عن ترابها. حين دخلت عليهم في ذلك الركن المعتم، في...
لم أخرج من جِلدي بعد؛ مع أنّ كلّ شيء يكاد يوصل إلى هذا الحال، لا لتتعرّف إليّ، وأنت تعرفني؛ بل لكي أعبر هذه المفازة العصيّة، بما يمكن أن يكون أقلّ الخسائر. لون العينين تتكفّل به عدسة لاصقة، ليست متوافرة للجميع؛ لن ألجأ إليها؛ ستقارن بين الصورة في الهويّة ووجهي! هل يمكنك أن تحدّق في عينيّ؟! ألهذه...
ارتجّ بعصبية.. هل دفعتَه بقوة تحدث كل هذا الصخب؟! أم انقاد من ثقله بعدما وجهتَه؟! أصداء انغلاقه المدويّة تتردّد في مسمعيك، وتجتاح رأسك، حواسك كلها، فتزيد من قلقك.. الذي يتضاعف مع بحثك المحموم عن المفتاح في ثقوبك. كان مشيك متسارعاً آن وصلت.. ليست المرة الأولى، ليس المشوار الأول، رغم أنك لا تخرج...
ارتجّ بعصبية.. هل دفعتَه بقوة تحدث كل هذا الصخب؟! أم انقاد من ثقله بعدما وجهتَه؟! أصداء انغلاقه المدويّة تتردّد في مسمعيك، وتجتاح رأسك، حواسك كلها، فتزيد من قلقك.. الذي يتضاعف مع بحثك المحموم عن المفتاح في ثقوبك. كان مشيك متسارعاً آن وصلت.. ليست المرة الأولى، ليس المشوار الأول، رغم أنك لا تخرج...
1 قد يبدو “جميل” خارجا على السياق في المواصفات البشرية فإذا رسمنا مثلا علامة استفهام سيكون تكورها الكبير رأسه الذي هو أكبر عضو في جسده فهذا الرأس ملتصق بجذع قصير تتدلى منه ساقان نحافتهما دقيقة حتى يحار من يراه ويتساءل: كيف بإمكان هاتين الساقين أن تحملا الرأس المكور الكبير؟ رأس “جميل” الذي لا...
أسكن فى شارع قريب من المحكمة، و لأن عملى بجوار المحكمة، لابد لى من المرور كل يوم من أمام باب المحكمة حتى أصل إلى مكان عملى البائس فى بدروم حقير بجوار شونة الغلال. فى كل مرة أرى الشاحنة الزرقاء الكبيرة ( فى بعض الأحيان أكثر من شاحنة ) يقف على باب سلمها الخلفى جندى يبدو مرهقاً وشاحب الوجه دائماً،...
فى جلسته المريحة فى هذا المقعد الجديد الذى أتت به زوجته من دولة الإمارات فى الإجازة الأخيرة ، لا يتذكر هل كانت إجازة نصف العام أم نهاية العام ، ليس هناك فرق ، فى هذه الجلسة المريحة وعبر الشرفة التى تطل على شارع مغلق ، تذكر وتذكر وكل ما يتذكره يبدو له ناقصاً أو مشوشاً مثل كتبه ومشاريعه التى لم...
مثلما يتعرف الواحد منا علي ظهر أخيه أو أبيه أو صديقه القديم‏,‏ تعرفت علي البالطو من ظهره‏..‏ فانخطف قلبي‏,‏ جاشت مشاعري حتي سخنت برغم شعوري المفاجيء بالعري التام‏.‏ مشيت وراء البالطو بخطو وئيد يتناسب مع خطو لابسه‏, الذي بدالي من ظهره شخصا مهيبا‏,‏ مديد القامة‏,‏ نحيف البدن‏,‏ تماما مثلما كنت أري...
السرابُ يحمل عيون الجِمال ويضعها في واحة الصحراء التي ترحلُ أينما حلّت الشرانقُ المادّةُ رحمها نحو رأس النخيل،فالسرابُ يضحك على تلك الرؤوس المترنّحة بكأسِ إله المتاهة التي لم يدخلْها الصحوُ يوماً في حين أنَّ المدينة تختل خلف العقل حينما تهبُّ العاصفةُ الترابيّةُ نحوها مربّيةً لحية الحقيقة وتهربُ...
تستضيف صديقتي صديقتها الألمانيّة، امرأة عشرينيّة بشعرها الأشقر وجسمها المنضّد كالحرير، بارعة في اقتحام المخيّلة، تخبرني صديقتي أنّ هاتفها لم يكفّ عن الرّنين للاستفسار عن تلك الضيفة الطارئة، يتهافتُ عليها الذّكور محاولين العبث بما لديها، وتحاول صديقتي حراستها بكلّ ما أوتيت من أمانة وصداقة. ثمّة...
في السادسة مساء سمعتُ طرقا على باب منزلي. فتحتُ فوجدتُ رُقَية، عشيقتي القديمة، تقف خلف الباب، وهي تمضغ العلك كعادتها بدلال. أخذتها في حضني. لم أرها منذ سنة ونصف. هي أيضا بدتْ لي مرتبكة بعض الشيء. دخلتْ بمشيتها المتثنية وجلستْ على الكنبة السوداء، وسط الحجرة. لاحظتُ أنها في منتهى الأناقة. كانت...
كنتُ تلميذا في العاشرة من العمر. وذات صباح دخلتُ الفصل الدراسي وجلست في مكاني المعهود مثل باقي التلاميذ، فلما فتحتُ محفظتي لم أجد بداخلها أدوات ولا دفاتر ولا كتبا. وجدتُ فقط ضفدعة زرقاء بلون السماء، تحدق في ببلاهة. أخرجتُ الضفدعة ووضعتُها على حافة النافذة، فقفزَتْ تلك المخلوقة الزرقاء فورا إلى...
أعلى