سرد

* إهداء إلى صديقي الأديب المهدي نقوس مدخل : أراك تحمل شارة الحلم بين يديك وليدا يحبو يرنو نحو الشمس يغسلك بماء الروح تتوضأ على أفراح حبلى و نصر قريب ... تجاوزت الأيام حتفها و أسقطت حكما عاشته حوريات القصر، وحدها شهرزاد سقت الروح وأينعت تحت ظلال السيف روح الحكايات والأمنيات، الليل يعدو مسرعا...
إنه رجل شبه مجهول تقريبا، يرد ذكره بأسماء مختلفة لا مرجعية لها عدا مرجعيتها الجغرافية، إذ تتفق المرويات على أنه ابن زنا لم يُعرف له أب، وأنه قاطع طريق في جبال ألبرز على امتداد خراسان وفارس، حارب مع وضد الغزنويين والسلاجقة والخاقانيين والبويهيين في آن واحد. تتشابك سيرته التي يشترك في روايتها أكثر...
كان الممر طويلا لاينتهي .. أشار اليَّ حارس الأمن بالذهاب إلى الاستعلامات لأسأل عن الاسم .. احتلنى صمت جائر، وتراصت أحجاره لتثقل لسانى عن النطق. تتداخل الحروف بخلاياي، بنبضى و بأنفاسى، احتويها وتحتوينى .. أحاول اجترارها من داخلى ويتداعى هذا الصوت أول مره وهو ينطق بالاسم فى اتصاله الهاتفي .. خمسة...
حكايتي ـ يا سادة ـ أغربُ من الخيالْ. مع أنها حكاية بسيطة لا خَيالَ فيها البَتَّة. فأنا أحَدِّثكم اليومَ عن مدينة ليس كَمِثْلِهَا مكان في القَلْب. هي ليستْ مدينة بالمعنى الذي قد يخطُرُ ببالكم، وإنّما بلدة وسط بين الريفِ والحضر، وأهلها أناسٌ طَيّبون بسطاء ـ أو هكذا كانت صورتهم في مُخَيّلتي قبلَ أن...
بالرغم من أني تخطيت سن الثلاثين، وأسكن مستقلا عن أسرتي، فإني أحب أمي جدا وأزورها بانتظام، وأعود إليها دوما في اختياراتي، امي تعشق القهوة لكني لا أتذوقها الا لماما، أفضل عليها الشاي الأخضر بالنعناع من يديها الناعمتين، اعشق الشاي على قهوة أمي لأنه الوحيد الذي يربطني بجذوري، ويذكرني بطفولتي البعيدة...
تساقطتْ شظايا من بصرها على وجهه ، وهو يقف وسط الحشد الذي يكتظّ به الرصيفُ المقابل، فرفعتْ رؤوس أصابع يدها اليمنى ولوّحتْ له بها بحذرٍ خشية أن لا يلتقط بصرُه تلويحتها فيقتنصها بصرٌ آخرمتطفل. لكنّ بصرَه، التقط تلك التلويحة الحذرة، فشقّ طريقه بين الزحام قادما ً باتجاهها . عَبَرَ الشارع بخطىً سريعة...
أنا في الجيش. الشاويش هشام يستبقيني عنده: انت تعرف عبري؟ اقول آه. يسألني السؤال البضين: طيب ما تقولنا حاجة بالعبري؟ يفكر قليلا: لو اعوز اقول لعسكري كس امك. انا لا اعرف معنى الكلمة. افكر في كلمة تبدو قريبة: بوتيم امخا يا فندم. يضحك كأبله. بعدها بأسابيع، صف العساكر، وأنا منهم، جالسين أمام الشاويش...
- أزوّج الرجل بالشّاحنة التي تناسبه. أقصد أختار له الشاحنة التي تفي باحتياجاته. ألا تشبّهون السّيارة بالمرأة؟ والشّاحنة كذلك. هذا عملي باختصار. كان هذا التعريف الشفهي يطيح بكلّ إمكانية لعلاقة بين اثنين. بعد أن تكون قد تخطّت حاجز الجمال -وجمالها أخّاذ بشهادة الرؤوس الملتفّة والعيون المفتوحة على...
تـــــــلك الليـــــــــلة وضعت قرص الـ سي دي في الجهاز وجلست على الكرسي المريح أستمع لمجموعة من أغاني محمد عبد الوهاب. فمن أغنية (أي سرّ فيك) إلى (بالليل يا روحي)، و(إيمتى الزمان يسمح ياجميل)، و(النيل نجاشي). ومع تنوع الألحان بين أغنية وأخرى، من الفالس والشرقي، والتانغو، ثم خصوصية كل آلة...
كان رأسي يؤلمني من فرط المشي والصراخ في الشمس. قلت لعبد العزيز: – أخاف أن أصاب بضربة شمس. ابتسم المناضل الشاب في شماتة بريئة: – بل قل إنك أصبحت ثورياً عجوزاً. وبعد فترة صمت قصير أردفت: – من الأفضل أن نقصد مباشرة محطة القمرة لنستقل حافلة العودة. لكن عبد العزيز انتفض: – وهل يبقى طعم...
كان جحشة بائع السجائر نشيطا جدا في عمله، فيذهب كل يوم إلى محطة الزقازيق قبل ميعاد القطار، ولو سئل عن مهنته للعنها شر لعنة؛ لأنه كغالبية الناس برم بحياته، ساخطا على حظه، ولعله لو ملك اختيارا لآثر أن يكون سائق سيارة أحد الأغنياء فيرتدي لباس الأفندي ويأكل طعام البك، ويرافقه في الأماكن المختارة في...
كان التياترو مكتظا حين تمثل رواية البخيل لمولر، وكان جمهوره كالمعتاد، خليطا من طلاب التسلية ومحبي الظهور ومدعي الفن وعشاق الخيال، كان على أفندي، المترجم بوزارة الزراعة بين الجالسين، وعندما علم من إحدى المجلات عن موعد العرض، ذهب آخذًا في اعتباره أنها ستكون أيه من آيات الكوميديا، لكنه خُذل، فأخذ...
نفسي لا تصدق ما فعلته..رجل في الخامسة والخمسين..يركض خلف وهم - فتاة في العشرين-..؟كما يقول المثل"بعد الكبرة جبة حمرا". مشكلتي بدأت قبل شهر..كنت جالسا في دكان.. لبيع أجهزة الهاتف.صاحبه صديق قديم. قلب ابنه المحل من صيانة وبيع الساعات اليدوية لبيع وشراء أجهزة الهاتف وملحقاته..وكنا منشغلين بأخبار...
في الأيام الأخيرة، بدأت رجاء تستيقظ من نومها على لهيب ثدييها ودبيب كالنمل يكمش حلمتيها المنتصبتين برشاقة.. استغربت من جسدها الشقي وتساءلت: أيمكن أنني أمر الآن في مرحلة مراهقة وبلوغ كما لو كنت في سن الرابعة عشرة وأنا اليوم على مشارف الأربعين. شعرت رجاء بنفس الأعراض، صدرها يكتنز ويتكور مجددًا،...
أمس، كنت مع ريتشارد في الفراش- هكذا بدأت جنان حديثها مع صديقتيها سحر ولبنى واستمرت قائلة: كنت كلبؤة مقيدة، للتو فّكت قيودها وانطلقت للحرية، لم يستطع ريتشارد مقاومة إغرائي ولا شهوانيتي ولا عنفواني، لقد تعاركنا خلال نوبة غرام فظيعة، عضضنا على شفاهنا شغفا، تشابكنا وتدحرجنا معا إلى كل الجهات. وأيقظ...
أعلى