سرد

حدّثت نفسي بصوت يحبّه ضميري: “والسّماء ذات الصّدع.. لقد خالف أمرا.. ممّا لا شكّ فيه أنّه خالف أمرا.. لهذا أمسكت به الشّرطة، هو صديق وأنا أحبّه.. لكنّي ما خالفت أمرا قطّ.. قطّ.. قطّ.. قط.. والله أمرا ما خالفت.. فلماذا لا يأخذ هو نفسه بما آخذ أنا به نفسي ؟ لماذا يا رب السّماوات !! ثم إنّه لا يجب...
… ولم يرفث.. بل ارتفع منسوب عشقه كماء السدود إلى ناصية ودّك، كما أبو ذر الغفاري وقد رفض صرة عثمان بن عفان رضي الله عنه والتي أوفدها مع عبده لقاء عتقه حين قال أبو ذر: في عتقك رقّي آوى إلى عشقه على مقربة من عشقك، يتوسد عشقك لتتوسدي طوعا أو كراها أو قسرا عشقه. يتوسد ملمس زر المذياع وأنت تنصتين...
أخرجوه من الزنزانة‏.‏ مشى في طرقة ضيقة وثلاثة من الحراس وراءه‏.‏ نزلوا درجات السلم الأربع وعبروا قاعة واسعة في نهايتها حجرة مضيئة بابها مفتوح‏,‏ يجلس بها ثلاث من الرتب العسكرية الكبيرة حول منضدة بيضاوية‏.‏ قال واحد منهم يبدو أنه رئيسهم‏. ـ سالم؟ أومأ صامتا. ـ ماتعرفش طبعا طلبناك ليه. ـ لأ. ـ...
حديث الأصابع Clavarder:dialoguer sur un "chat", par Internet, avec d'autres internautes يوسف يجلس من راعيل مجلس الحائز من زوجته Mayoufa vous a envoyé un message sur Facebook "ما خطبك ...فراسة الكرّوالفرّ؟" 20:24 Moi للاّ معيوفة ..يا 20:25Mayoufa أهلا 22:05 Moi أهلا مساء الخير 22:07Mayoufa...
حين تجيئني الأزمات أفتح قلبي لأستخرج فستانك الذي تركته عندي قبل رحيلك. أريحه فوق سريري, أتنفس منه عطر جسدك وأحتضنك يا نعمة الروح فتدفعينني بحنان رقيق وتقولين “لا, ليس الآن”. أقوم وأدور معك في منتصف غرفتي, أراقصك مع الموسيقي التي سبحنا عليها من زمن. تطيرين فرحا وتعلنين أنك تحبين أشيائي البسيطة...
قبل الزواج كانا يتحابان بعفة وطهارة. وكانت بداية حبهما لقاء جميلا في أحد شواطئ البحر، حينما رآها تمر أمامه في الأفق الأزرق الذي يعانق فيه المدى المائي سعة السماء. كانت هي تتهدهد في كامل زينتها، بقامتها النحيفة وشعرها الأشقر ومظلتها الفاتحة. وكان هو يخلط بين الوله الذي ولدته فيه تلك الفتاة وبين...
الفصل الأول ـ ياويلي ..يافضيحتي حاولت مرارا أن أبدأ. كنت أحمل قلمي و أوراقي البيضاء و أنزوي في ركن الغرفة.أظل أمرر القلم على ورقتي بطريقة عشوائية و أسرح بأفكاري بعيدا، في ذلك الماضي البعيد. وعندما أستفيق من شرودي أجدني قد رسمت نذوبا وخطوطا كتلك التي أحملها في ذاكرتي.لماذا أنبش في الماضي؟ لماذا...
اهداء : الى كلّ هذا الدّم الطاهر المسفوح أضغط على الريموت كنترول…المذيعة تبتسم تظهر اسنانها البيضاء اللامعة ..كيف تستطيع الحفاظ على أسنانها بيضاء ؟ “…وقد هاجمت اسرائيل مدينة غزة انتقاما لمقتل جنديين اسرائيليين “ تزداد ابتسامتها اتساعا…تضع عدسات لاصقة خضرا ء اليوم بنفس لون الفستان الضيق. اللون...
مخطئ من يظن أن سالم الزرزور مجرد مختار تسلق على أكتاف هذه المهنة أباً عن جد، فقد كان سالم مختاراً على الأصول أو كما يقولون مختاراً بأربعة وعشرين قيراطاً، فأهل القرية ما زالوا يذكرون المعركة الحامية التي نشبت بينه وبين محمد الأزعر وعلي الفار على المخترة قبل ثلاث سنوات، فعندما استبدلت الحكومة...
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﻃﻔﻞ، ﻧﻘﻴﺔ ﻭﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺋﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ، ﻋﻠﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺒﻲ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻴﻂ...
في اليوم الخامس، انسحبت الكتائب المتمترسة في العمق وتركت الساحة الخربة لكتائب الرايات الرمادية، تقدمت الكتائب الرمادية في شكل قوس كبير مطوقة الدخان والغبار والإسمنت المتداعي، توقف جيب مكشوف، قفز ضابط نحيل وأمر جنوداً أكثر نحافة منه بالانتشار: «اقتلوا حتى الظلال». قفز الجنود المذعورون صوب ركام...
مضى من الليل نصفه، والكائنات الآدمية لهذا الحي النائي نصفُ نيامٍ.. تتوجسُ خيفةً في مساكنها، وآذانها تستمعُ لكل حركةٍ قد تصدر بالخارج، تتوقع برهبةٍ زيارةً غير مرغوبٍ فيها، قد يقوم بها سُراة الليل، أبناء الظلام.. فالدواخل موصدة.. القناديل مطفأة.. الظلمة حالكة السواد.. والبروقُ تومضُ، يتسللُ ضوءُها...
كرش الكلاكلة القبة قبيل الفجر يهضم في صمت كوني مُهيب: نباح الكلاب، وصياح الديكة، وصرير الأسرة الحديدية، وأصوات تصادم المراكب الخشبية بصخورشاطئ التريعة، ومرور الريح من ثقوب النوافذ والأبواب المتهالكة؛ بينما يجلس [زنقلّة] القرفصاء على سطح بيته يُراقب الحي النائم كسكّير ألقى جثته في خور يابس أوان...
تتكرر زياراتُه لي ويطرح عليّ نفس الأسئلة بنفسِ نبرة الحزن: ـ ألم تصبحي طبيبةً كما وعدتني؟ أجيبُ أنا بذات الشعور الطاغي بالندم: ـ للأسف، لا! يقول لي: ـ كنتُ أضع فيك أحلامي وظننتك ستحققينها. أصمتُ لعدم قدرتي على الرَّد، أو ربما إحساس الخيبة الذي يتقطّر من كلماته يصيبني بالخرس. ■ ■ ■ رائحتك...
ونحن نرقص أمامهم، كنا على يقين أنهم لا يروننا، المساحات البيضاء بيننا وبينهم، تعميهم، إنهم يرون الألوان كلها باستثناء الأبيض، فلا تقلق، ولا تُخيّب ظن الروح التي تقف على أطراف أصابع قدميها كيما تتم هذه الرقصة. انسَ أمر القنبلة الذرية، الضمائر البشرية لن تشتري لنا بيتاً، لقد قتلوا الماضي السحيق...
أعلى