نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
في الساعة العاشرة صباحاً، اتخذَ مكانَه بمقهى "النجاشي" ، بشارع جمال الدين الأفغاني .
اختار طاولة على الرصيف، بقرب الباب الزجاجي. وبحركة رشيقة ، جرَّ أحدَ الكراسي، ثم جلسَ واضعا إحدى ركبتيه على الأخرى.
كان يضع نظارتين سوداوين ، ويرتدي قميصا أزرقَ بلا أكمام ، وسروالَ دجينز ، بحزام جلدي سميك ، و...
ذاكرة العسل المرّ يلتفّ الحزن حول عنق البحر ..يطوّق الرّمال وهمس الموج ، ساكنة هي مدينة الحلم، البواخر وشواطىء الصيادين ، شباكهم المثقوبة منذ فجر صارخ ،لم يقذف البحر أحشاءه لا بسمكة ولا بمحارة. كل شيء يتخدّر ، صخور تخبّىء سرّا ،نقشا ، وذكريات.المقاهي التي كانت تضج بالمتنزهين أقفلت أبوابها ،، ملح...
وا شٙوْرُو… واتّوما شٙوْرُ
يتوقف أعضاء المجموعة بتقنية مدروسة.
وهو يحط ” الكمنجة” جانبا، يصرخ الشيخ متأففا: الدقة مبحوحة، العيطة مجروحة، كيفاش أل باعني ما نشريه، مع من تفهمت، أللا شغلك هداك، حنا هنا كنقلبو على المعيشة، نشريو ونبيعو كيفما بغينا، ال أعطى بزاف ياخد ما بغا، يأخذنا كلنا، آش سايرين...
استسلم بين أحضان المنية.
وانبعث غضبه مما التقطه سمعه وروحه تحلق للاستقرار بدار البقاء. "إكرام الميت التعجيل بدفنه"، تناهت الدعوة بأصوات متعددة وعلى فترات متفرقة.
تعاظم غضبه بسبب الإلحاح بالإسراع في دفنه.
عاش قيد حياته متفائلا، يعشق رغد العيش ويتقاسم المحبة والأنس مع الآخرين. وحتى عندما ألم به...
خارج الجزيرة المحاطة بالأسوار، الأرجل تسير في الطرقات و لاشيء غير الأرجل.. فوقها فراغ يظهر عليه شعر متراكم، و قبعات و عمائم .. أحيانا تبدو ربطات العنق معلقة في الهواء تتبع الرياح أينما هبت، و أحيانا ترى أحزمة و ساعات يدوية و أساور وخواتم دوائر دوائر، تحيط بالفراغ.. و أحيانا أخرى سجائر تدخن بدون...
سدد بسوط من حرير ، يستعمله عادة للهش اللطيف ، لمسة خفيفة لذبابته، كي يروضها على التأدب..هي ذبابة مدللة.. وتكون في غالب الأحيان لبقة وفق مزاجها، ونبيهة لا تغفل أو تتيه عندما يتعلق الأمر بما يرضيها..لقد أصبحت أليفة لديه، تسبقه إلى سيارته الأميرية، وتجلس على قمة الأريكة الخلفية في ارتخاء حالم، حيث...
(سلّم ينتهي في الفضاء). سمِعته يُصرّ تحت أقدام الرجال. استطعتُ أن أعدّهم: عشرة، من خلال الوطء والصرير، ثم أربعة، سبعة،،، وآخرين (ينزل أحدهم) تعلمتُ أسماءهم ـ لا من خلال ألم السلّم، بل من مناداة بعضهم بعضا علناً دون حياء ـ. في كل يوم أسمع أسماء جديدة (تعلمتُ ذلك من أخلاق النمل في النفق، إذ تذهب...
أيمن مارديني - عطر ماما.. قصة
فتحت صندوقي الأسود لأجد فيه: بقايا من نزق طفولي أحتفظ به بعيداً عن أيام الكهولة، بعضاً من طيش مازلت أمارسه بحذر شديد خوفاً أن ينفد مخزونه لدي، طفولة أمارسها عندما أكون وحيداً: أقفز ببلاهة مثلاً في غرفة نومي،أو أرقص بعفوية و رشاقة على موسيقى باخ، أتدحرج على...
مليكة نجيب - الحلم الأخضـر
أنا الرجل المحترم، ترتجف الورقة بيدي بلا روح، تنتابها هستيرية الإحباط وتجثم مخالب الأقلام على أنفاسها، فتلجم لغوها، وتتجسد الكلمات هراوات حديدية تزهق روح الورق وتبرز الإشارات الضوئية الحمراء قانية تمنع الحركة والمرور، والإشارات كلمات خطت بتحد على ورق محلي رخيص...
مليكة نجيب - مروّض الحلزون.... قصة
نمضي ردحا من الزمن في خلق الأفكار وتنقيحها حتى تخصب وتينع بتفريخ حجج للبرهنة والإيضاح.
ويحدث أن نهيم بأفكارنا ويصعب علينا كشف عورتها للآخرين قبل نضجها، مخافة أن تتيه في زحمة الـتأويل، وتجانب مصب الترتيل.
وتولد الفكرة أحيانا نتيجة علاقة غير شرعية عبر طيش...
طالما أحببت و أنا صغير أن أختبيء أسفل طاولة الكتابة في غرفة أبي، و التي أسماها مجازاً " غرفة المكتب".
هناك لعبت بغبار الشمس المتسلل من نافذة الغرفة، و قطفت منه الكثير لألوكه، و معرفة طعم الضوء. تسللت الى عوالم ألف ليلة و ليلة، و كتب أبي الفقهية، غرقت في عدم الفهم لإبن عربي، والنفري، الا أني...
أتاه الليل فأقعى فوق عشه، وخزه عود في حيزومه فتململ ، عدّ ل جلسته قليلاً فصار العود أكثر إيلاماً،وبغضب النسر الملك سحبه بمنقاره ورماه بعيداً ، ثمَ عاد إلى نومه...تحسَس ما تحته ... إنَه كنزه ،رمز قوّته و ملكه،تناثر في أرجاء العشِ جمعها متلمساً إيَاها، بضع عظيماتٍ لطرائد صعبة لا يفوز بها إلاَ...
- كم سعر هذا الرب؟
بحسب ملابسك الأوروبية المستعملة فأنت لا تستطيع دفع ثمنه! خذ هذا الرب فهو رخيص ولا يتوفر إلا على خاصية واحدة، فهو يخبرك بأصحاب الأرقام الهاتفية التي تزعجك وأنت تتخبط في كسلك المُفجع، خذه سوف لن تندم، ضعه على الطاولة وضع على يمينه مزهرية حتى لا يشعر ربُّك بالملل! ولي نماذج مصغرة...
جرسٌ في حيّنا واجبٌ أن أقرعَه، وستارٌ يُخفي مسرحا آن أن أرفعَه، جامع يحصي مُصليّيه وماله وجامعَه، مُقبّبُ، مُسيّجٌ بواجهات أربعَه، عمارة تطاولت ولا يزال دون صومعَه.
صاحب العمامة اللآّمعَه أفتى في رمضان في اللّيلة الرابعَه: أجّلوا أيها المؤمنين الصومعَه، وابنوا لي بيتا أين أقبعَ، ولكم عليّ دروسه...
ملتفّة شوارع هذه المدينة .. وشاح متسربل بهالات من دموع قادرة على الاستنفار في كل لحظة يكفّن جسد الشوارع الراقدة في عزّ المنفى .. أكشاك بيع الصحف تستنفر هي الأخرى.
تزحف المقاهي و ويزحف الرواد .. تعانق المقاهي الحانات والمراقص التي يتجمهر حولها ساهرو الليل.. تُسدّ الشوارع بأجساد الباعة والتجار ...