ملفات خاصة

رواية " أنا وحاييم " الصادرة عام 2018 عن دار ميم-الجزائر، ومسكيلياني للنشر والتوزيع-تونس، الطبعة الأولى والمتوجة مؤخرا بجائزة كاتارا للرواية العربية، تنقلنا إلى جزائر منتصف القرن العشرين، وما عرفته من أحداث صنعت تاريخنا المعاصر، من التحضير للثورة التحريرية إلى التخبط/الانحراف الذي ميز السنوات...
اذا قدر لك زيارة مدينة ود مدني ، لا تكّن عجولاً في العودة ، تمهل قليلاً وأنت تسلكُ طريق شارع النيل نحو الخروج عند جامع الحكومة إنحرف عن مسار سيل السيارات نحو اليمين قليلاً ، حينها ستسير علي الشريط الموازٍ للنيل العظيم ، الآمر لا يتطلب سيارة خاصة لان الحافلات الهرمة ستقلك ببطٍ محبب ، يتيح...
لكنّها للمرّة الأولى ترى عين الشّمس الخنفساء المقلوبة على ظهرها الآن، وتضحك. * * * حين كان الذّئب عند العتبة، كنت أمشي وحيدة، فتميل الريح. أجرّ خلفي بحارا ومحيطات أجرّ جيوش حيوانات وأسماكا. كنت فراشة تجرّ كركدنًا وتضحك. * * * حين كان الذّئب عند العتبة، كنت في حجْر البحر، أصوّر له كيف يخفي الذّئب...
حين كتب أبو الدراما الحديثة “هنريك إبسن” النرويجي مسرحية “نورا… بيت اللعبة” في القرن التاسع عشر، كان ذلك بمثابة هزّة بل انتفاضة في ضمائر الأوروبيين وعقولهم: كما نُظر إليه على أنه تحريض على خروج المرأة هناك، أخيراً، من حِجرها القسْري، فلقد عبّرت (نورا) عن روح الحداثة التنويرية، حين رفضن الاستكانة...
عزيز لعمارتي شاعر من مكناس او رجل يحيا في المهجر / بلجيكا ، يطل علينا بنبرات تخرج الزمن من ضاحية المكان النابت على صدره سيولة تشرق الصباحات بعذوبة غريبة عمقها عندما تغترب شمس القصيدة تنجلي اصوات الكلمات فتزقزق الابتسامات . هو يقول : " اشرب من رحيق الصباح لربما تنبت في صدرك القصيدة.." أما انا...
...إيه الأساطيل لا ترهبوها قفوا لو عراة كما لو خلقتم وسدوا المنافذ في وجهها والقرى والسواحل والأرصفة انسفوا ما استطعتم إليه الوصول من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة مرحبا أيها العاصفة.. مرحبا... مرحبا... مرحبا أيها العاصفة مرحبا أيها العاصفة... احرقوا أطقم القمع من خلفكم فالأساطيل والقمع شيء...
الحديث حول علاقة الأدباء والمفكرين والكتّاب، فضلًا عن الشّعراء، بالقهوة يشبه، إلى حد بعيد، حديثاً عن علاقة الطّريق بالاتجاه أو السطور بالكلمات، فهي علاقة ذوبان وتماهٍ وعناق، عاشق بمعشوقة، لحن بإيقاع، لسانٍ بشفتين. القهوة، بين الأخذ والرّد التاريخي تاريخ القهوة جدير بأنْ تفرد له مساحاته في...
وقتَ صلاتِها للماءِ طَلَبتُ حُباً، . رفَعتُ ذراعَيها وانهَمَرتُ بهَيئةِ الصَلْبِ فيما وراءَ البئرِ، خَلَّلَني شَعرُها فوقَ قلبي التَعْسِ أن أهَبَ الطبيعةَ عنصُرَين من الألمِ، وأهُبَّ مَحموماً أمامَ امتدادِ الجمالِ في فَردِ الذراعَين على مِنكَبَيّ وخارجي. شفتاي . حَوَّمَتا ـ وفَتَحتُ الأمانَ...
الإهداء: إلى العزيز الدكتور سعيد يقطين " الحقيقة تجلو أكثر عندما تكون محفوفة بالصعوبات الشائكة، والسر يعجبنا أكثر عندما يصعب علينا كشفه." " إمبيرطو إيكو" ونحن نتعقب آثار المحققين ومكافحي الجريمة الأوائل في أدبنا العربي الكلاسيكي، يطل عليها، من خلال صفحات بعض حكايات "...
المُمرّضةُ التي تُصرُّ على تغييرِ ملاءاتِ سريري البيضاء بنفسها، وفي نفس التوقيتِ تمامًا، تمَّ طردها هذا الصباح من المشفى بتهمة سرقة أزهارٍ من غرف المرضى وازعاج الأموات. البارحة، حدّثتها عن الرائحة الضيّقة للشعر في جسدي المفتوح. حدّثتني عن بكاء أطفال في راحتيها. عن مضاجعةِ الأموات، التي لا تؤذي...
سأجلس جسد المرأة الحرام على نافذة قدمي وأهدهد أعضاءها غاسلاً يباسي بلهاث موادّها اللزجة التي تحتبس في فرجها/ أسألها من أين كونت هذا الإغراء الباهر ولن تجيب إلا بردفيها المصقولين كما صقلت مرآة تاريخي المنهوب فأجيبها أنا بأنها جاءت بهذا الإغراء الباهر من شدة عقم اللحظة المتدلية من ثغرة القداسة...
دودٌ نوويٌّ ينخُـرُني يأكلُ خبزَ الرّوحِ، ترابَ الذكرى الغالي وتذيبُ الوحشةُ أحوالي قهرٌ يصنعُ سلسةَ جبالٍ يرميني ما بين جبالي يربطني من جبلٍ للجبلِ التالي يطلقُ فوقي عرباتِ النار تهشّمُ عظمي وتشدّ تشدّ شظايا اللحمِ هنا وهنا وأنا، أنتَ، ونحنُ هنا قمحٌ لطواحين القتل العبثيّ البالي وأنا نحنُ...
قالت لي أمي: اذهب إلى جارتنا وقل لها هاتي الأمانة. فسألتها وأنا أهم بالذهاب.. وما الأمانة؟. قالت وهي تداري ابتسامة: لا تسأل عما لايعنيك ولكن احفظها عندما تتسلمها (كأنها روحك ). وذهبت إلى جارتنا وبلغتها الرسالة، تحركت أعضاءها لتطرد الكسل وقالت: يجب أن تر بيتي قبل ذلك وأمرتني أن أتبعها ومضت أمامي...
هكذا تختبئ المدن في الصمت كلما غادرت الذاكرة صدر الماء.. لو تعبت الدروب من الريح لتوسدت الشرفة وجه الحقيقة ولانتحب الأمس قصص اليأس.. لو ينزف الحائط تنبؤات الإسمنت.. لاشتاق العالم لحاسته الوحيدة كيف يخطط الشعراء ضوءًا ثملًا بالاستعارة.. هكذا وبدون أحاديث العتمة ترقص الأرض بفستان الرؤيا كلما اقتنع...
في تراثنا الأدبي العربي نمط من الكتابة لا أحسبُه قادراً في عصرنا الحاضر على استمالة الكثير من القرّاء الجادين، إلا من باب الإطلاع على صورة عهد مضى، ومجتمع انقضى، سبقه بحوالي ثلاثة قرون نمط أو أنماط من الكتابة الأدبية التي ما تزال موضع اهتمام الدارسين وأصحاب الذائقة الأدبية. ذلك هو نمط “المقامة”...
أعلى