في أكثر من موضع عبر الشاعر حسين عفيف (1902 - 1979) عن رأيه فيما يكتبه وينشره باسم «الشعر المنثور»، وعلى أغلفة كثير من دواوينه تطالعنا هذه الكلمات: «هذا الكتاب ما هو بالشعر ولا هو بنثر. لا يصارح، بل يُوحي لتفهم وحدك. في إيجازه يكاد يطوي العالم طيًا، فكم ضاق بالشرح صدر وضاع في التيه هدف».
مرة...
ومن هنا فالعودة إلي حسين عفيف هي بمعني ما محاولة للإمساك بجذور هذا التهميش، وهدفها الرئيس هو إثارة اسئلة عن أسباب تغييب عفيف في الكتابات التي سعت لرصد حضور قصيدة النثر في الكتابة العربية، وهو تغييب لا مبرر له سيما وأن الرجل كان حاضرا وبقوة في المجلات الأدبية التي كانت قاطرة لمشروع التجديد الأدبي...
على الرغم من أن حسين عفيف (1902 - 1979) كان منذ ثلاثينيات القرن الماضى شاعراً منفرداً فى قصيدة النثر ، يؤلف الروايات ويكتب الدراسات السياسية والاجتماعية ، فلم يلتفت إليه أحد من النقاد والباحثين الذين تناولوا تاريخنا الأدبى والفكرى الحديث .
ولولا المقالات المتفرقة التى كتبت عنه فى الدوريات...
بُكَائِية
دمعاً وسلاماً للموتى إذ تخضرُّ الدمنُ، المرعَى
ويعود إلى الأسوارِ
إلى الثُّقَب الخطَّافُ
يطيرُ غماماً من ريشٍ وزعيقٍ
بين الأوجهِ حتى نحذرَ، نسألَ: أين يكونُ شتاءَ ؟
دمعاً (هل كان شتاءُ العامِ دفيئا؟
أو كان النبتُ الطالعُ في الأجداثِ أليما ؟
قد هبّتْ ريحُ قيامتكمْ
تتحدّى الموتَ وعادتْ...
كان ينسل بين العمارات
يخفي ويظهر،
حتى اذا ما التوى جهة النهر في المنتأى
حاصرته المزابل
فامتد بين الصفيح
وبين البروج التي هجرتها اللقالق …
كانت خيوط الفعال التي
ينسج العابرون
تحاصره في الفضاء الذي عاد أسود
فاغبر ما شيدته الأوائل
واندحر العنفوان …
وفي الملتقى حيث تبدو المساحات فارغة
حاصرته...
قالت مارينا حين أشارت الى زيد "IT IS RUNNING" سألت أخي ماذا تقصد بهذا الترميز لأني لا أجد بين الأشياء الثابتة من يستطيع الركض وحتى أولئك الذين يمرون من أمامنا على درجة من الكياسة والهدوء وهم يخطون بأقدامهم صوب السلالم الكهربائية. قال: مارينا تقصد "ان الدنيا تركض". وتذكرت كم طوّت صفحاتها موتى بيد...
تندرج (نوادر جحا) فى إطار ما يسمى بـ (التراث الشعبى) الذى يقف إلى جانب (التراث الرسمى) والفارق بينهما من وجوه :
الأول : أن التراث الرسمى هو تراث مدون ، أى مكتوب فى شكل مؤلفات ورسائل ، كانت فى بدايتها مخطوطة باليد ، ثم تحولت مع ظهور المطبعة إلى كتب مطبوعة ، بينما بدأ التراث الشعبى واستمر وما زال...
رضا الناس غاية لا تُدرك
هذا المثل قاله أكثم بن صَيفي حكيم العرب الذي عاش في عصر الجاهلية،
وأورده الميداني في مجمع أمثاله (المثل 1584)، وقد ورد في كتب الأدب المختلفة بروايتين أخريين، هما:
رضا الناس شيء لا يُنال- (الجاحظ في البيان والتبيين، ج1، 116)،
رضا الناس غاية لا تُبلغ- (ديوان المعاني لأبي...
بدايةً من جميل ما يتعلق بكتابتي لهذا الرد أنه يأتي مباشرةً بعد عودتي وزوجتي من وقفة مع مجموعة من المثقفين تحت نصب الحرية دعماً لتظاهرة تلك الجموع الجميلة التي أعادت، بمطالبها الراقية، الأمل إلينا. وبكل الإخلاص والصدق أقول إنني شعرت، وأنا أقف تلك الوقفة، بأن كل ما كتبته وأكتبه لا يعني إلا القليل...
قال لي بعض المثقفين في باريس إن هناك مدرسة جديدة في النقد الأدبي تستند إلى علم النفس التحليلي. وفي البداية لم أهتم بهذه المدرسة، ولم أفكر في البحث عن كتبها. قلت لنفسي: ماذا سوف تضيفه هذه المدرسة؟ لعلها امتداد لبعض محاولات سابقة في التفسير النفسي للأدب، ما أشد تعنتها بل ما أبعدها عن النقد الأدبي...
الشمسُ تمضي نحو مغيبها اليومي الروتيني، وكنتُ أجلس أمام باب بيتي، قريباً من عمود الإضاءة الذي ليست به أسلاك للإمداد الكهربائي وسوف لا تكون به إلّا إذا تحققت مشيئات معقدة أو معجزات بشرية كتلك التي في كتاب الطبقات لود ضيف الله.
إنهم وضعوه هنالك كدليل على إنتهاء الحرب وبدء عمليات التنمية، التي لم...
1
شكل كل من لينين وبوخارين وستالين وتروتسكى بالنسبة إلى روسيا، وماو وتشو إن لاى ودنج سياو بنج بالنسبة إلى الصين، تاريخ الثورتين العظميين في القرن العشرين. وقد قام هؤلاء الزعماء بدورهم أولاً من خلال قيادة أحزاب ثورية ماركسية ثم قيادة الدولة الناشئة عن انتصار الثورة. فاضطروا لذلك إلى مراجعة...