مختارات الأنطولوجيا

حصل ذلك في بورما، في صباح يوم أتخمته أمطارُ الليل بالرطوبة، وتسللت أشعةُ شمسه المتلكّئة، وكأنّها ورق قصدير أصفر، وانتشرت على باحة السجن من فوق جدرانها العالية. كنّا ننتظر خارج زنازين من حُكِم عليهم بالإعدام، لكل زنزانة حاجزان من القضبان، وكأنها أقفاص حيوانات صغيرة. بلغت مساحة كل زنزانة عشرة...
القتل ثانى خطيئة بعد اختراق الثوابت ليحاكموننا كمجرمى حرف أو يحرقنا الظل فنفر سوياً بالخوف وأشجار الأثل تصفعنا لافتة عن أضرار التدخين وأخرى عن صائدة الأحلام بالجهة الأخرى لهزائمنا لافتة لامرأة تشرك بالأفلام الهابطة وبالرجل الغامض الوقت كما يبدو جاوز أعمدة النور والشارع يرصد طفلا تاه كما يبدو عن...
يــقــول عــامــر هـو الانـبـوطـي أحــمــد ربــي لســت بـالقـنـوطـي وأســتــعــيـــن الله فــي ألفـيـة مــقـاصـد الأكـل بـــهـا مـحـويـة فيـــها صنوف الأكل والمطـاعم لذت لكـــــــل جـــــــائع وهــــــائم طـعـامـنـا الضـانـي لذيـذ للنـهمْ لحـمـا وسـمـنا ثم خبزا فالتقـمْ فــإنــهــا نـفـيـسـة...
النفسُ تَكلَفُ بالدنيا وقد عَلِمَت أن السَّلامةَ منها تَركُ ما فيهَا واللَّهِ ما قَنَعَت نَفسِي بما رُزِقَت من المَعيشَة إلا سوفَ يكفيها أموالُنا لِذَوي المِيراثِ نَجمَعُها ودُورُنا لِخَرَابِ الدَّهرِ نَبنيها قِس بالتجاربِ أحدَاثَ الزَّمَانِ كما تَقِيسُ نَعلا بِنَعلٍ حين تَحذُوها...
ان طبيعة التنازع والتحاسد والتنافس صفة لازمة في الانسان لا خلاص منها، لا فرق في ذلك بين العالم والجاهل منهم، أو بين الفاضل والسافل. ولا ننكر أن يكون هناك فرق ظاهري بين العالم والجاهل في هذا الامر. فالجاهل يتنازع ويتكالب ولكنه لا يستر عمله هذا بستار من التأويل والتسويغ. يده على خنجره فلا يكاد يرى...
كان المفكرون الطوبائيون، ولا يزالون، يمدحون التعاون والتآخي واتفاق الكلمة. وامتلأت مواعظهم بذلك امتلاء عجيباً. وهم قد اجمعوا على هذا الرأي بحيث لم يشذ فيه منهم أحد إلا في النادر. ونحن لا ننكر صحة هذا الرأي الذي يقولون به. فاتفاق الكلمة قوة للجماعة بلا ريب. ولكننا مع ذلك لا نستطيع أن ننكر ما...
غربة أديب في الوقت الذي كان فيه الصاحب بن عباد يسيطر على الجو الأدبي برقاعاته ويحف به المتزلفون يزينون له مايصنع. ظهر أديب عبقري لا يعرف كيف يتزلف أو ينافق - هو أبو حيان التوحيدي . وفي الوقت الذي كان فيه الهمداني ينتقد أسلوب الجاحظ لسهولته ووضوحه، كان أبو حيان يقتدي بالجاحظ في أسلوبه مؤثرا...
تجادل ذات مرة الجاحظ والإسكافي حول إسلام أبي بكر وعلي. يقول الجاحظ: ان أبا بكر أفضل من علي من هذه الناحية لأن أبا بكر أسلم وهو رجل ناضج العقل، أما علي فأسلم وهو صبي لم يبلغ الحلم. واسلام المتقدم في السن، على رأي الجاحظ، أفضل لأنه يعاني مؤنة الروية واضطراب النفس ومشقة الانتقال من دين قد...
* قال له رئيس جامعة تكساس عند تقديم الشهادة له: (أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع) *** يعتبر الدكتور علي الوردي من ابرز رواد علم الاجتماع على الصعيد القطري، وعموم الوطن العربي والعالمي ايضا. حيث يصنف كاحد كبار المفكرين المتنورين الذين تركوا أثرهم في أجيال عديدة من الطلبة...
كان السجن الحجري عميقاً، على هيئة نصف كرة أرضية متكاملة تقريباً، كذلك باحته (وهي مرصوفة أيضاً بالأحجار) قد أتخذت - قليلاً- شكل نصف دائرة هائلة - مثيرة في الحقيقة، بطريقة أو بأخرى، لهول أتساعها، شعوراً تعسفياً بقدر من الأضطهاد - يقطعها الحائط المقسم عند مركزها، هذا الحائط الذي رغم أرتفاعه الشديد...
نأتْكَ بليلى دارُها لا تَزورها وشطّت نواها واستمَّر مريرُها وخفت نواها من جَنوب عُنيزةٍ كما خفّ من نيلِ المرامي جفيرُها وقال رجال لا يَضيرُكَ نأيُها بلى كلَّ ما شفَّ النفوسَ يضيرها أليس يضير العينَ أنْ تكثرَ البُكا ويمنعَ منها نومُها وسُرورُها أرى اليومَ يأتي دونَ ليلى كأنما أتى دونَ ليلى حِجةٌ...
ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ وهلْ ما وأتْ ليلى بهِ لكَ ناجحُ وهلْ في غدٍ إنْ كانَ في اليومِ عِلّةٌ سَراحٌ لما تلوي النفوسُ الشحائحُ سَقتني بشُربِ المُستضافِ فصرّدتْ كما صرّد اللّوحَ النّطافُ الضحاضحُ ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا...
1 أَبي طولُ هذا اللَيلِ أَن يَتَصَرَّما وَهاجَ لَكَ الهَمُّ الفُؤادُ المُتَيَّما 2 أَرُقتَ وَلَم تَأرُقُ مَعي أَم خالِدٍ وَقَد أَرَقَت عَينايَ حَولاً مُجرِما 3 عَلى هالِكٍ هَدَّ العَشيرَةِ فَقدَهُ دَعَتهُ المَنايا فَاِستَجابَ وَسَلَّما 4 عَلى مَلِكٍ يا صاحَ...
يا هِندُ كَيفَ يَنصَبٍ باتَ يُبكيني = وَعائِرٍ في سَوادِ العَينِ يُؤذيني كَأَنَّ لَيلى وَالأَصداءُ هاجِدَةٌ = لَيلُ السَليمِ وَأَعيا مَن يُداويني لِما حَنى الدَهرُ مِن قَوسي وَعَذّر بي = شيبي وَقاسَيتُ أَمرَ الغَلظِ وَاللينِ إِذا ذُكِرتُ أَبا غَسّانَ أَرقَني = هَمٌّ إِذا غَرَضَ...
وقفت‏ ‏فى ‏مدرج‏ ‏الحساب‏ ‏روحى ‏على ‏كفى ‏وكفى ‏تقبض‏ ‏جمرة‏, ‏وملك‏ ‏على ‏كتفى ‏الأيمن‏ ‏يسطر‏ ‏النوايا‏ ‏وملك‏ ‏على ‏كتفى ‏الأيسر‏ ‏يمحو‏ ‏الخطايا‏ ‏وفى ‏السكون‏ ‏البهيم‏ ‏سمعت‏ ‏صوتا‏ ‏آتيا‏ ‏من‏ ‏جبال‏ ‏المحال قال‏: ‏أنت‏ ‏قاتل‏ ‏قتيل قلت‏: ‏نعم‏, ‏لكنى ‏لم‏ ‏أقترف‏ ‏قتل‏ ‏أحد‏ ‏ولو‏ ‏كان‏...
أعلى