مختارات الأنطولوجيا

عندما إلتقيناه في ذلك الكهف القريب من ذلك النهر الفضي ، كان الشاعر يوسف الخال وحيداً . رجل ممتلئ الوجه، وعلى عينيه نظارة عريضة . فيما كانت لحيته أشبه بحقل من القش الأبيض. ابتسامته العريضة، لا تدل على أنه مأزوم ويعاني في عزلته من شيء.لذا استقبلنا مصافحاً . وقبل أن يدعونا إلى الجلوس ، أزاح الستائر...
دخلت الآنسة فاخرة، أو فاخرة هانم، الحياة الأدبية من الباب الخلفي، فلم تكن أديبة ولا كاتبة، ولكنها استطاعت مع ذلك أن تنتبذ لنفسها مكانا في الحياة الأدبية، بقي مجهولا لفترة طويلة إلى أن افتضح بعد وفاة "البطل". فمن تكون الآنسة فاخرة? إنها كما تزعم الأوراق فتاة في العشرين من عمرها تقيم في قصر في...
لا علاقة للشعر بالنبوّة، فآخر من ادعى النبوة من شعراء العرب قتلته قصيدة هجاء تافهة لا تليق بشعره. فالمتنبي لم يمت كما يموت الأنبياء أو كما يموت الفرسان، بل مات بسبب تردده وعجزه عن القتال أو عن الهرب من وجه ضبّة بطل أُهجية الموت التي كتبها. عدت إلى المتنبي كي أؤكد الفرق بين الرؤيا الشعرية...
ذكروا الشبابَ فقلتُ: إِي والله ما كنت عن ذكر الشباب بساهي لكن يَعزُّ عليَّ نعيي باقياً وبِفِيَّ لا بسواه من أفواهِ نعيُ الفتوةِ والنضارة والهوى والرقص في النيران والأمواهِ والروغ من فرضٍ عليَّ وواجبٍ لم يُعفِني لم أُعفَ من إِكراه أمرٌ وفائيٌّ صَدَعْتُ به وكم بعد الشباب أوامرٌ ونواهي؟ وبصيرةٌ...
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ وقد قرحتْ بالدمعِ منها المحاجرُ وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفا أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ فقلتُ لها والقلبُ مني كأنَّما تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ بلى نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا صُروفُ...
فى 19 يناير سنة 1860 ولد أنطون تشيكوف ببلدة تاجازوج فى أسرة فقيرة تافهة التاريخ، إذ كان جده عبدا لأحد الموسرين وقد اشترى حريته بما وفره من مال سيده، ونشأ ابنه (والد أنطون) مقتصدا مدبرا فاستطاع أن يترقى فى وقت قصير من كاتب حقير الى صاحب حانوت وعميد أسرة مكونة من أربعة أخوة وأخت واحدة، وكانت...
يتميز شعر الملحون عن مقابله الفصيح بالمغرب بعدة سمات أجملها على النحو التالي: عدم خضوعه للتقاليد التي تكرست في التجربة الشعرية العربية العمودية، من جهة، وتحرره من قيود الأغراض القديمة، وارتياد موضوعات تتصل بالحياة اليومية، من جهة ثانية، واختراعه عروضَه وأوزانه الخاصة به، من جهة ثالثة، واتصاله...
أنا أنسانٌ بلا ضوء.. لي حاجةٌ بـــ مدٍّ بلا انكسار.. منضدةٍ بلا سقف.. كرسيٍ بلا أرجل.. ليلٍ بلا نجوم .. أسمالٍ بلا عطر.. أفواهٍ بلا حناجر.. قصيدةٍ بلا حروف.. مطرٍ بلا ماء.. وطنٍ بلا نهر.. وقتٍ بلا حياة.. أنفاسٍ بلا رئة.. أحلامٍ بلا نوم.. وحِضنٍ .. يؤوي ميتا!
سبحانَ مَنْ جَمَعَ الجمالَ ونضده ورمى به عقداً بجيد محرده بلدٌ يعيشُ معَ العصور ولمْ يزلْ بينَ البلادِ الفاتناتِ زمرده ما غيَّرتْ حقبُ الزمان رواءَهُ بلْ زادهُ كرُّ السنين وجدده تتنافسُ النسماتُ في تعطيرهِ...
دون إتجاه أتوالدُ حرائقاً من رذاذ ِ أجمع ُنفسي ظماً يتربصُ باب ٌ أرتختْ تحت الرماد …. ** يلاحقني وجهك بدراً يختصر الضياء يبث الرحيل فراشات لقاء .. ينسجُ الدهشة خوف الانطفاء .. ** نبضة ٌتلو آخرى ترتبُ الضوء مرايا مقطعةُ الخطوات انثى مخمورة ٌ بالخجل ِ… تغرقني بالوان ِمن القبل ِ تعتقُ شفاهي تاركةً...
في وحشة عيدٍ متُّ بــه وأنا أطأ تلك الأرض كنت أرى وجودكَ في أعماقي ألتمسُ قُربكَ بشهقة باب أَنَّى مضيتُ تسبِقُني لهفة مفتاح.. يا …..لكثرتكْ في خيالي ليس بإمكاني!
لابد لكل مرة من أول مرة, وأول مرة كانت ليلا, وهناك قمر ينشر سلاما فضياء, والنبع صاف, يتدفق ماؤه علي مهل, وبخرير حنون, ولا تملك حين تري الماء وقد ذاب فيه القمر, ذوبانا طازجا يحدث أمامك, وفي الحال: إلا أن تظمأ, وتحاول تشرب, أو تذوق, وملت بجسدي كله, ومددت يدي وما كادت القطرات المتلألئة الباردة تصل...
جاء في مطلع قصيدة الشاعر بول ايلوار التي يرثي فيها بطل المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي جبريل بيري: “مات رجل/ لم يكن يملك ما يدافع به عن نفسه / غير ذراعيه الممدوتين للحياة / مات رجل / لم يكن له طريق آخر/ غير ذلك الذي يكره فيه الانسان البنادق / مات رجل / ضد الموت.. ضد النسيان / مات، لأن كل...
يا دير درمالس ما أحسنك، = ويا غزال الدير ما أفتنك! لئن سكنت الدير يا سيدي، = فإن في جوف الحشا مسكنك ويحك يا قلب! أما تنتهي = عن شدة الوجد لمن أحزنك؟ ارفق به بالله يا سيدي، = فإنه من حتفه مكّنك
أتاني في قميص اللاذ يسعى = عدو لي يلقب بالحبيب وقد عبث الشراب بمقلتيه = فصير خده كسنا اللهيب فقلت له بما استحسنت هذا = لقد اقبلت في زي عجيب احمرة وجنتيك كستك هذا = أم أنت صبغته بدم القلوب فقال الراح أهدت لي قميصاً = كلون الشمس في شفق المغيب فثوبي والمدام ولون خدي = قريب من قريب من قريب * أحمد...
أعلى