الـولـوج إلى عالم العقاد الشعري ليس بالأمـر السهل أو الميسـور.. فهو يعني جهدا يبـذله القارئ أو المستمع، حتى يحكم طرفي علاقـة التلقي بينه وبين شعر العقاد.
ربما كان مصدر ذلك وعي العقاد ويقظتـه العقلية الدائمة، حتى وهو في أسر اللحظة الشعرية وقبضـة تجربتها الإنسانية.
فهـو كما قال عنه سيد قطب مبـدع...
طغت شهرة العقاد الكاتب على شهرته شاعراً وأصبح اسمه مرتبطاً بسلسلة كتب في العبقريات والمؤلفات الإسلامية والتراجم الأدبية وأدب المقالة أكثر من ارتباطه في وجدان القارئ بشعر العقاد الذي تضمه دواوينه العشرة بدءاً بديوانه الأول « يقظة الصباح» وانتهاء بديوانه الأخير « بعد البعد « مروراً بدواوينه...
ــ 1 ــ
ــ عمي فلس واحد أشتري خبز .
ومد الرجل الهزيل يده إلى جيبه وفكر ملياً.. وقال : فلس واحد للخبز ومن أنت يا ولدي ؟ .. وتألق نور الطفولة في عيني الصبي وقال: آه ياسيدي ان امي ماتت قبل شهر وأبي غرق قبل سنة ...
وفكر الرجل مرة أخرى. فتش جيوبه...
هناك "كتبة" لم يقرأوا في حياتهم رواية أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو مسرحية (ولا مشاهدتها)
ولم يكتبوا قصة قصيرة نشروها من قبل لتشهد لهم؛
فجأة يخرجون عليك بـ "رواية" يطبعونها على حسابهم في "دكان نشر"
ثم يروحون يروجون لها باللايكات التي يشترونها من مواقعها المعروفة.
ويعرضونها لتعاليق "الأصدقاء"،...
حين جاءه عزرائيل ليقبِضَ روحهُ
كان هو يحتسي خمرته على مهلٍ ويحلم بأيامٍ جميلة قادمة
توسّل إليه أَنْ يتركه ريثما يُكمل كأسَهْ
رق قلبه عليه، فوافقه!
كأسه الأليفة من مطلع العمر، استنفرت كل ما في الزجاج الشفيف من سحر!
صار كلما أوشكتْ خمرته على النفاد يستجلبها من أعماقه الأولى حتى تفور وتملأه!
ملّ...
سيكون من قبيل الابتسار الجزم بأن المفهوم الفلسفي للانفصال، يرجع أساسًا إلى الأبحاث الإبيستمولوجية المعاصرة وما صاحبها من إعادة النظر في تواريخ العلوم، عند غاستون باشلار خاصة. فيكفي أن نعود بأذهاننا إلى التحولات التي سنتها مدرسة الحوليات في مجال التاريخ، بكتابات مارك بلوك بداية لنتأكد من ذلك...
الشهيد الشاعر مهدي طه
الشهداء لا يحق لهم ان يشيخوا ...اسطورة الغريق
اذا ابتكر النهر ثانية لعبة للغرق
سيضمخ كفي دمي
وسأصرخ من غرقي ابتعد
من مدينة الفقراء والعطش والجوع ، الشوارع المحلات الضيقة التي لا تعرف السكون ولا تعرف التخمة .. المدينة التي اعتادت على موت شبابها وشعرائها...
1 - في دنيا الشعر:
في الجو رائحة تفوح، رائحة شعر، إنها (أنفاس محترقة) للشاعر محمود أبو الوفا، ذلك الشاعر الذي لم نعرفه في حين، لأننا كنا في غفلة عن إدراك حقيقة الشعر في ذلك الحين! كنا نتلمس مخنوقا في ركام (الفكرة) المعتلة الجامدة، أو متقززاً في اللفتة الذهنية البراقة! وكنا نتلمسه في قلب...
دعينا يوم الخميس الماضي إلى سماع محاضرة للدكتور إبراهيم ناجي بك بجمعية الشبان المسيحية، عنوانها (سيكولوجية شعر محمود أبو الوفا).
والدكتور ناجي له جولات موفقة في التعليلات والتحليلات النفسية، والأستاذ محمود أبو الوفا شعره حبيب إلى النفس.
لذلك كنا نتوقع أن ينال شعر أبو الوفا عناية العالم النفسي...
قالت وقد ألفتْ على وجهها ... غبرةَ هَمّ لم تكد تنجلي:
إن تذبل الوردة ظلت لها ... بقية من عطرها الأولِ
قلنا وطيّ النفس ما طيّها ... لو شاءت الوردة لم تذبل
لو شاءت الوردة كنا لها ... ندي إذا الأنداءُ لم تنزل
لو شاءت الوردة كنا لها ... شوكاً يقيها عبث الأنمل
لو شاءت الوردة كنا لها ... أرضاً مُوطًأة...
من منكم لم يستمتع بصوت أم كلثوم وهي تشدو برباعيات أحمد رامي، التي حين نستمع إليها مرارا نجد أنفسنا أمام محتوى الخيام، وتعبير رامي؟ أحيانا، وأنا مندهش بالصوت الكلثومي، ودال الرامي، أتساءل مع نفسي: هل رباعيات الخيام في صورتها الأولى في مثل جمال وسحر ما أبدعه الشاعر العربي؟ وأحيانا أنحاز، رغم أني...