ملفات خاصة

قطعة ثالثة من محاضرة ألقيت في دمشق ولم تنشر ولقد اشترط القانون اليوم فيمن يولى القضاء سناً معينة لابد من إكمالها وامتحاناً مسلكيا. والشرع لم يشترط إلا البلوغ. ولما قلد المأمون يحيى بن أكثم قضاء البصرة وكان ابن ثماني عشرة تكلم بعض الناس فيه لحداثة سنه، فكتب إليه المأمون: كم سن القاضي؟ فكتب في...
قطعة أخرى من محاضرة ألقيت سنة 1942 ولم تنشر القضاء، أيها السادة، مركب وعر، ومسلك خطر، وكيف لعمري يستطيع بشر، لا يعرف من الأمور إلا ظواهرها، قد خفيت عنه البواطن، وحجبت الأسرار. . . كيف يستطيع أن يقيم حقيقة العدل، ويصيب كبد الحق، ويقوم مقام الرسل والأنبياء، والرسل يتصلون بالسماء بالوحي، ويسلمون...
قطعة من محاضرة ألقيت في دمشق سنة 1942 ولم تنشر (مهداة إلى الرجل الذي أرادنا في شخصه صفحة حية من أمجاد قضاتنا الأولين، وفاخر به عصرنا العصور السالفات. . . عارف الكندي) يا سادتي! أحب أن أكون هذه العشية مؤرخاً لا شاعراً، وأن أعرض عليكم حقائق ثابتة بأسلوب هادئ، فلا أفخر ولا أبالغ، ولا أملأ...
فى واحدة من الأمسيات الرائعة، كان هناك موظف حكومى لا يقل جمال وروعة عن تلك الليالى،يُدعى " إيفان ديميرتش تشيرفياكوف"، كان يجلس بالصف الثانى بأحد الصالات ، محدقا بمنظار الأوبرا الخاص به، فى عرض cloches de corneville (هو عرض أوبرالى كوميدى، يتكون من ثلاث فصول، للمؤلف روبرت بلانكيت). كان ايفان...
الكون غارق في السكون. . . والفضاء العريض يموج في رهبة، وقد هجع كل حي إلى مضجعه يتقلب في جنوبه. . . والطير قابعة في أوكارها تحتضن صغارها. . . حتى من وكل إليه الأمن قد سرت سنة من النوم إلى جفونه فراح يغط في خفقة وسبات. ولف ظلام السحر كل شيء سوى غلس الصبح الوليد في الشرق وهو يتجلبب بصفرة شاحبة. ...
دعاني مرة لزيارته في قرية (كوشو كوي) حيث يملك قطعة ضئيلة من الارض ومنزلاً أبيض من طابقين، واطلعني علي ضيعته المتواضعة وهو يحدثني طيلة الوقت حديثا ينبض بالحيوية.. قال:- لو ملكت مالا وفيرا لاقمت هنا مصحة من أجل المرضي من معلمي القرية .. نعم .. بودي لو أنشأت بناء يملؤه الضياء .. أتفهمني ؟ .. فيض من...
من الماضي أو التلميذ كان الجو في بداية أمره منعشاً هادئاً. . تنبعث خلال سكونه الحالم أغاريد طير (الأج) العذبة. . . والمستنقعات قد حفلت بأجسام ضئيلة حية ترسل أنات متحشرجة محزنة أشبه بفحيح الأفاعي. . . وانطلق طائر (البكاسين) فرددت الريح صدى دوي الرصاصة التي صوبت نحوه. . . بيد أنه حينما بدأت...
أخذ السحاب الجون يتكاثف حتى حجب السماء، وطبق الأرض، وأرسل المطر هتانة، حتى أصبح إقلاعه بعيداً أمده. فجاء اليوم عابس الوجه. لا ترى في أرضه غير البرد الساقط، وطير الزاغ ويبلله القطر، وفي داخل المنازل امتد غبش الليل واشتد قارس البرد حتى أمسيت تشعر بالحاجة الشديدة لحرارة المدفئة. كان بافيل بتروفيتش...
يعود ايفان كراز نوكين، وهو محرر متوسط في صحيفة يومية، دائما لمنزله في ساعة متأخرة من الليل مكتئبا حزينا، على سحنته الوقار وفي مشيته الجلال. وأحيانا تراه جامعا أشتات فكره مستغرقا بكليته في تصوره كأنما يترقب أن يفتش أو يفكر في الانتحار. ذرع عرض غرفته، ثم توقف ونفش شعره وقال في لهجة (لابرتس) منتقما...
أين الليالي اللواتي سَبَّبَت سَقمي يا ليلةً بعدها عيناي لم تنمِ مَرَّت كَطيفِ خيالٍ كان يُسعِدُني لو دام لكنه وَيلاهُ لم يَدُمِ يا نظرةً أرسلت سهماً إلى كَبِدي فبات من جُرحِهِ في ثورةِ الألمِ سرى الهوى كلهيب النار في جسدي فالقلب في حُرقَةٍ والجسمُ في سَقَمِ سُهدي حنيني عذابي لوعتي لهفي دموعُ...
الحلقة الخامسة استمرارا في عرض مفهوم "الحريم الحنسي" كأحد تمظهرات الحريم في الانتاج الفكري للراحلة فاطمة المرنيسي، وتتمة للحلقة الرابعة التي تناولت هذا المفهوم، تستدعي الكاتبة النسوية "رحاب منى شاكر" مقالة "العذرية والبطريركية" المنشورة سنة 1982 لصاحبتها فاطمة المرنيسي. وةتقر النسوية "رحاب...
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ...
يَا بَدْرَ لَيْلٍ تَوَسَّطَ الفَلَكا ذِكْرُكَ في القَلْبِ حَيْثما سَلكا إِنْ تَكُ عن ناظري نَأَيْتَ فَقَدْ تَرَكْتَ عَقْلي عَلَيْكَ مُشْتَرَكا أَسْلَمْتُ عَيْنَيَّ لِلْسُّهادِ كما أَسْلَمَ جَفْني عليكَ ما مَلَكا ما كُنْتُ أَرْجو السُّلُوَّ مِنْ سَنَنِ الدَّمْعَةِ إِلاَّ لِشانىءٍ فَبَكَى وَلا...
في أصيل أحد الأماسي المطيرة في مدينة (وهان) الصينية قبل أربعة أعوام، وقفتُ عند قبالة نافذة غرفتي المطلة على الشارع الرئيسي، في المدينة بفندق مارشال أوتيل، أطوف بعيني الثملة بسحر المدينة، لمحت في الرصيف المقابل للفندق شاب وفتاة يجلسان على الأريكة الموضوعة للراحة في الرصيف، بعناق وانسجام قل نظيره...
تعودت دوما، وما أسوأ العادات إذا لازمتنا في غير ميعادها.. أن أصحو علي طعام في فمي.. كبرت ولم تكبر معي عاداتي فأصبحت أتكاسل عن القيام بها بنفسي.. فقط أحتال علي عقلي واهما إياه أن وقت الطعام قد إقترب، فيحتال عليّ عقلي وتنفتح عيناي نصف فتحة، ويستيقظ جسدي نصف استيقاظ وأنطلق بنصف طاقة حتي أجد...
أعلى