نصوص بقلم نقوس المهدي

ذلك البائعُ الطيّبُ يحبُّني يسألُ عنّي ويذيعُ أخباري ولا أخرجُ من عنده بعلبة سجائر و"تيكي أورونج" إلاّ بعد ربع ساعة على الأقلّ من الثرثرة منذ مدّة وأنا ألاحظُ الشّبهَ الغريبَ بينَنا: نفسُ الجبهة العريضَة نفسُ العينين الكستنائيتين نفسُ الشّفتين الغليظتين... هذا الصّباحُ خطرَ لي أن أحلقَ شاربي قبل...
في المرآة لن أدرك جسدي لن أتحسّسه وأغمره بلمعة الحياة لكن سأركل الحائط خلفي، وأتسع كفجوة لا تنتهي... الإنكار ورطتي الأبدية كان لا بد من إيجاد حيلة، صنع نمط مستقل، يجري اختباره في حياة بأكملها؛ لعله ينجح معي، في تخطي نوبات البكاء والهلع، تجاهل الألم وتضميد جروحي. بذهن صاف ومرتب، برفق وحياد،...
جثت "نورا" على الشاطئ، و راقبت بعينيها الشاردتين بيوت الرمل، التي شيدتها صغيرتها اللاهية، ثم انصرفت ببصرها، و انهمكت في تأمل فورة الموج، و الزبد. كان صدرها مثقلا بالهموم إلا أن رائحة اليود التي تسللت إلى صدرها ، منحتها شيئا من الانشراح، في حين لم يكف رذاذ الهواء الطري الذي تطاير في...
1 أينما وليت، ثمة وجه للحزن، ودعوة للغضب. أينما وليت، ثمة وجه للوطن. 2 صباح السبت، الثالث عشر عن أغسطس (آب) عام 1991، وبينما العربة التي تقل الوفد المصري تغادر (البيضا) بالجبل الأخضر، وتندفع عبر غابات الصنوبر وأشجار التفاح على ارتفاع مئات الأقدام من سطح الحر، وعلى مدى مائتي كيلو من بنغازي التي...
معابر ومسابر هل يمكن للشّعر أن يصبح محسوساً، عبْر فاصل بين جسمنا والأرض، من نوع سجّادة فارسية؟ ماذا لو أصغينا إلى الصوت المقدَّر لسجادة فارسية مشهود لها بعراقة المنعَّم والمفخَّم ؟ ماذا لو كان الطرْس نفسه نظير السجادة، التي تحتضن خريطة كوكبية وفق شعرية السجادة هذه/ تلك؟ماذا لو كانت السجادة هذه...
أرفعُ حاجبيَّ ثمَّ أعقدهُما، أُقَارِبُ بين عينيَّ بتكشيرةٍ وزمَّة فمٍ ثمَّ أُبَاعِد بينهمَا بفمٍ ممطوط.. ماذا لو واصلتُ الاستماع لأحاديث الجارات وأُصِبتُ بفوبيا الخطوط! ماذا لو كرهت الخطَّين العموديين وقد تبجَّحا بالظهورِ بعد أن استأت ثم انكمشا بعد أن ارتحت.. حقنة "بوتوكس" صغيرة كفيلة...
ضحكات .. قبلات .. حكايات .. هذه هي قصة حبي التي ولِدتْ من لقاء بيّننا كان بالصّدفة. أغصانُ لهفتي أزهرتْ شوقًا وصرختْ من فرط النّشوة: ما زلتُ على قيد الحياة، ما زلتُ على قيد الرّبيع! لنْ أقولَ أنّ القصة انتهت بالزّواج، بل تكللتْ به وتزينتْ! بدأتُ أنظر لكل شيء من شرفات الأمل والسّعادة، أهمسُ...
وليمةٌ لأعشابِ البحر، روايةٌ يصعبُ تأطيرُها في سياقٍ محددٍ، إنّها وليمةٌ سرديّةٌ دسمة. روايةٌ سياسيةٌ، فلسفيةٌ، عبثيةٌ، اجتماعيةٌ، إنسانيةٌ، واقعيةٌ، كلُّ ذلك أو غيرَ ذلك.... هيكلَت أحداثَها وقائعُ ومجرياتٌ سياسيةٌ دارت في ذلك الوقتِ في دولٍ عربيةٍ منها العِراق والجزائر..ومازالت إلى اليوم...
السعادة مطلب الجميع ،والكل يسعى لتحقيقها بشتى الأساليب والعوامل والطرق والوسائل ،وهناك العديد من المؤلفات التي كُتبت لكل من يبحث عن السعادة ،وقد أجمعت هذه المؤلفات على أن السعادة تكمن في ذاتنا ،و أن لها عوامل مساعدة تساعد في تحقيقها، و من أبرز هذه العوامل : *التدين : فالتدين له أثره الإيجابي...
( 1 ) الريح الهادئة التي تروي الحكايات . جدتي *** ( 2 ) ثمة طفل في الجنينة يطعم حمامة من هو الأكثر سعادة ؟ *** ( 3 ) أسير على امتداد درب التبانة ثمة آثار حليب مجفف على حذائي *** ( 4 ) خاتمة الربيع يقذف الأطفال بعظهم البعض بحبات الكرز *** ( 5 ) غصن متضخم...
1- زكريا محمد : عصا الراعي.. هل هي سيرة روائية؟ يقر زكريا محمد بأنه اعتمد في كتابة " عصا الراعي " على سيرته الذاتية ، ولكنه لم يرد لها أن تكون سيرة ذاتية . لقد اتكأ في كتابتها على أسطورة ( جيلجامس ) وعلى حكايات شعبية وتاريخية أيضا ولعب عليها . إن اللعب كان حاضرا حضورا لافتا في الرواية . إنه...
أطلقوا عليك أوصافا كثيرة. ألطفها وأخفها وقعا على نفسك: (اللويّن)*. هكذا بدأوا ينادونك عندما اشتد عودك. قبلت بالأمر على مضض. بدت الكلمة أقل إيلاما من غيرها. عانيت كثيرا وأنت طفل مع لونك. أطفال الجيران ينادونك ب(القلاّوي)* ويهربون. وكلما أدركت أحدهم وسلخته، تأتي أسرته إلى البيت تُرغد وتُزبد...
كانت قيادة العربة نزهة منعشة بين صفوف النخيل الشاهقة المثمرة . ... بين الظلال الوفيرة والترع المخضرة الزاخرة بالاسماك والظليلة , بين طوفتين او اسلاك او اسيجة بساتين من القصب والجذوع والبواري وكان القيصر يغني وهو يسوط الحمار برفق ( امك على البير وامي على البير )... ذات يوم عصى الحمار ولم يتحرك...
الهندام هو أكثر من غطاء للجسد الذي هو ثروة الإنسان الكبرى فوضى اللباس من فوضى العقل وفوضى الحواس وفوضى العقيدة وغياب ثقافة الجسد. الهندام هو أكثر من غطاء للجسد الذي هو ثروة الإنسان الكبرى، اللباس إحالة على منظومة فكرية وأخلاقية كاملة، هو مرآة لواقع اجتماعي معقد، صورة لوضع ديني متناقض، مرآة...
<مقدمة> بعد خمسين عاما من كتابة الشعر, وجدته لا يتمكن من احتوائي, ليس قصورا فيه او بمقدرتي عليه ,فتوجهت الى النثر وتمكنت من كتابة اول رواية لي < حي سليطة >. لقد اعتقدت , وكنت مخطئا , ان الالتزام بكتابة القصيدة والنأي عن خوض حقول اخرى ستساعد في انضاج شعر متفرد, ذات يوم نصحني صديق مقرب كاتب <لك...
أعلى