نصوص بقلم نقوس المهدي

كنت قاب قوسين أو أدنى من الأمية، حين أحضر أبي فاتورة الكهرباء الأولى في حياته، كان يتأمل في حروفها اللاتينية التي لا يعرف منها سوى شكلها المختلف. لقد طال مكوث الفاتورة في يده وطال مكوث عينيه في الفاتورة. كنت اراقبه ببراءة وقد أصابتني عدوى الحيرة التي في عينيه، حين نظر إلي مطولا كأنه ينتظر مني...
قـ ر ي ب ا دأبت جمعية التواصل للثقافة والإبداع منذ إعلانها عن أول دورة للمسابقة القصصية لفائدة طلبة وطالبات الجامعات والمعاهد الوطنية على منح الدورات أسماء مبدعات منحن الساحة الأدبية والفكرية إصدارات أثرت المشهد الثقافي المغربي، وكان لابد من طرح هذه الأسماء ليتعرف عليها الشباب المبدع والطموح...
مشهد أول ( هو نفسه في غرفة صغيرة واطئة السقف بالكاد تظهر صورة ظلّية له، يصعب تحديد عمره ) صوتان يترددان داخله، ولهما صدى في المحيط الضيق للغرفة: -اصمت -سأصمت -اصمت -سأصمـ.. -اصمت -سأ.. -اصمت سـَ.. -اصمت ينقطع الصوت. بينما تُسمع أصوات انهيارات وضجيج وأصوات غير مفهومة في الخارج.الصوتان يعودان...
هذه رؤياي.. واشتقت لها فيها هنا موتٌ جميلٌ.. وشهيدُ كان ما كان ولا شيء.. سوى ما كنتُ أهوى.. وأريدُ كل أشيائي هنا موجودة حتى دموعي واشتياقي والبريدُ لم أزلْ أحمل عنواني كوشمٍ في جبيني فالقريبُ الآنَ عن بُعدٍ يراني ويراني.. في القريبين..البعيدُ لا أرى منفاي منفىً أنا في جنةِ عدنٍ وعلى...
•• "مصر يا أم العجايب شعبك أصيل والخصم غايب خلى بالك من الحبايب" كان هذا هو النداء، أو الرجاء، أو الدعاء من الشيخ سيد درويش - لمصر التي أحبها، وكتب، ولحن، وغنى، وعاش لها. ومات من أجل عزتها، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها. لقد كان ذلك العبقري يتمنى - ونحن نحتفل بمئويته - أن نواجه بقوة، وعزم،...
الى فاطمة وهي في خلد الغيب إلى فاطمة بن فضيلة فاطمة الخضراء شجرة تنبت في خلد الغيم كل البلابل تنطق اسمها فتهتز أوتار هنا وهناك اسميها ابنتي وتسميني شاعرتي كل الحروف التي نكتبها تستحيل فاءات فاء للفيء الذي يمتلئ بضحكاتنا فاء لفرس الرمل التي ترسم بخببها قصائدنا فاء للفأل لان قلبها...
الإنزياحات التركيبية ..والسّرد التعبيري ( ان البشر يحسبون أنهم أحرار ولكنهم مرغمون ومحددون ولكن توهما يدغدغ أناتهم ويغذي كبريائهم ) .. تتجلى قوة أي نص سردي يحمل رسالة محددة ولكنها مضمرة تضمينية ، في خلق انزياحات خلاقة متجاوزة لما سبق لتثبيت معان تحفز المتلقي إلى مشاركته الوجدانية...
رفيق العمر إهداء السماء عظيم الحب لك ولك الوفاء تغلغل في ثنايا القلب أكثر ولاتخشى تصدٍ أو جفاء فأنت القلب دونه لا حياة وأنت الروح دونها لا شفاء وأنت العين ليس لها بمرأى سواك فأنت برهان الضياء إليك خلود نفسي في الصباح وفيك شرود ذهني في المساء إن استكثرت أُثني عليك أكثر ولكن يمنع القلم الحياء...
كنت ارى في الدموع والبكاء الصامت لغة العجز أمام هول الواقع الصعب، واكتشفت أن لي حكاية مع الدموع السياسية – ليس الدموع العاطفية - . أول مرة أرى الدموع السياسية عندما بكى جدي حزناً على مقتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف في حادث سقوط طائرة عام 1966 ، فوجئت بدموعه ورفضه تناول طعام الإفطار بعد...
خبّي مَعَك قَلبي لفّو بِمنديل الغَرَقْ بُكرا إذا الليل احترقْ غَطيّه بِ حُبّي خِدهم عْيوني وْ رُوحُ ضوّن مَعكْ مَفْضُوحْ وانْسى معك هالرّوح عَ مَفرق الْغُربة نبضي مَعكْ هِربانْ وْقلبي مَعَك إنسانْ رَح يِهزمْ النّسيانْ بْنَسمِةْ هَوَى غَرْبي
يضيقُ القميصُ تفرُّ الخواتمُ من خنصري ينامُ بعوضُ الكَلام تصحو دماءُ الفصاحةْ بلا ذاكرةْ .. يضيقُ الجدار فتركضُ لوحاتُ فِنْسِنْتْ على صَدْرِ حبٍ قديمٍ إلى ثُقبِها المستحيلْ إلى الآخرةْ .. لماذا يضيقُ الجسدْ؟ أَ لِي موطنٌ في العوالمِ أصلا، غير خلايا الجسدْ؟ لِدَمّي ولحمي مَذاقُ اِغْتِرابْ...
كانَ "نزارٌ" متعبًا جدًا مِنَ العروبهْ مِنْ عُقمِ أرحامِ النّساءِ.. يائسًا.. فقد يكونُ حملهنَّ بالرّجالِ "نُطفةً" كَذوبهْ كانَ يراها أنَها جرِيمةٌ وهاربٌ كأنَّها عُقوبهْ.. أمّا أنا.. فمتعبٌ مِنْ وطنيتي.. ومن مِصريّتيْ إنّهما كبيرتانْ.. جريمتانْ.. مُعاقبٌ عليهمَا بِأنْ أكونَ فيهما...
ولايزالُ في قلبي شيءٌ من حَتاَّها، تُحدثني وإذا قالت (حتى) توقفتْ عن الكلامِ وتمزقتْ حبالُ صوتِها، أقول لها : أكملي! حتَّى ماذا... حتَّى ماذا؟ فتشير بإصبعها بأن الكلامَ لايستطيعُ الخروج ، ياحسرةً على حتَّاها، أرادتْ يومًا أن تستفزني! تقول لي : حتَّى الذين يُحبون لايفعلون مثلك، لم تشعرني يومًا...
I was driving my car ten hours ago to accompany my youngest son to school, I stood for a long time cursing traffic paralysis that lasted for so long that it changed all my plans for that day! Since then, I became tired of repeatedly standing throughout the day. I can now count the number of...
وحْدِي أربِّي على رمْلِ الأسى وَطَنا تُسَاكنُ الرّيحُ في أنفاسهِ دِمَنا تفُضُّ كلّ مجاهيلِ الغيابِ إذا طيْرُ المواويلِ عادتْ ترتَجِي وَكَنا تمرُّ فوق اسمرار الغيم أبخرةً بأجْنُحِ الحُلْمِ إذْ تستَأْثِرُ الفَنَنا أنا الغريبةُ في أرضٍ أقاسِمُها (إِمْزادَ داسينَ) يُفضي وجْدَهُ هُتُنا أَسترهفُ...
أعلى