نصوص بقلم نقوس المهدي

في كل صباح تنادي عليها الست عدلات؛ تطالبها بإحضار العيش والفول وبضع حبات من الطعمية؛ يخرج عمنا السيد من شرفة البيت يرجوها أن تمر على سلومة البقال؛ تحضر له علبة السجائر؛ وحبة جوز؛ يغامزها بحاجبيه؛ صوت عمتنا أم بهلول يرج الشارع؛ بنت لعبيه هات لي صابون وكلور؛ هدوم عمك الأسطى محسوب زفت وقطران؛ ترجع...
في شارع نورث كلارك في شيكاغو حيث يحرس المتسولون المفارق ويتوزعون مثل ضربات ريشة سريالية على كانفاس المدينة، يقع بار ”غالاوي آرمز“. كان باراً إيرلندياً يحتفي كل عام بجيمس جويس. داخل جدرانه الخشبية الداكنة، وأنت تحدق بكأس بيرة سوداء، تفتتح به المساء في جو معتم، ترفرف فيه ألحان إيرلندية تحلق من...
من الممكن أن تعرفني أن أكون غريمتك أو فتاة التقيتها في قبلة وأعجبتها نكهة الدخان، من الممكن أن تقتلني الآن وننسى معضلة الأسماء وخبرة اليد التي تحطم الأعناق خلف الباب اليد التي تتحسس النهد كوردة مكسورة تتكلس فوق عجينته الرطبة ثم تمسك بآهة مكتومة تزرعها فوق برجي حمام، من الممكن أن تلتهمني ويبدو...
(١) سأخبرك يا الله برسائل ربما تكون الأخيرة من نوعها أحتفظ بكل ظفر قضمته أو قصصته في لفافة شاش تطورت إلى مناديل ورقية أحتفظ بأسناني التي سقطت حزنا من صفعة لم أكن أستحقها في برطمان زجاجي صغير يرافقني أينما ذهبت باعتباره خاص بالدواء أعددت نفسي كاملة بلا فقد كلما قصصت شعري أرسلته في نيلنا العظيم...
أنا شبيهك أيّها المسيح؛ إنّهم لم يدقّوا المسامير في عظامي ولا توّجوني بالشّوك ملكا على الغرباء لكنّهم حين صرخت: ليس وطنا؛ وطن تحكمه البغال و الأبقار. جعلوني أحمل صراخي الثّقيل على ظهري ثمّ صلبوني على أعمدة الجوع بينما حواريّوي يضحكون وهم يأكلون ويشربون من لحم موتي في العشاء الأخير...
مَا عُدتُ ذَاكَ الفتى المَهْوُوسَ مُقتفيَاً عِطرَ الصّبَايَا وَهُنَّ الحُبُّ والمَرَحُ مَا عادَ ليْ رغبةٌ في عيشَتيْ أَبَدَا وَقَدْ تَسَاوَتْ بِهَا الأحَزانُ والفَرَحُ حَبيبَتيْ.. آسِفٌ جِداً عَلَى غَضَبِي بَلَغتُ خَاتِمَتيْ.. والقهرُ مُفتَتَحُ وَالأَرضُ مَرسُومَةٌ في شَكْلِ مِشنَقَةٍ...
يجتاز الشاعر اليمني وضعا صحيا حرجا يستوجب التدخل العاجل لمنحه الحق في العلاج، والرعاية الواحبة.. كما نهيب باسرة الأدب واتحاد الأدباء والناشطين الجمعويين المبادرة لايصال حالته الصحية للجهات المختصة قبل فوات الأوان
إليَّ وإلى أصدقائي في ذكرى رحيلي الدائمة. في القبر أتحسس جسدي جيداً أرتب سرير الإقامة محاذياً الأبد بشكله النهائي بالضئيل من ضوء العتمة، أنظف روائح الموت المتسخة على كفني. في الجوار بيوت عشوائية الطين تتناثر في عراء الخلد، كأنها أجنحة شجر الميلاد منسية العزف أو كأنها مدائح رقطاء تنزف الصبَّار...
“من مقدمات الخطيبي” إضمامة من الاستهلالات، قدم بها الخطيبي بعض أعماله وأعمال غيره في الفكر والإبداع. وهي في إبداعه لا تتجاوز نصا مسرحيا واحدا، ووحيدا في كتابته المسرحية، وهو “النبي المقنع” الصادر عن دار “لارمتان” L’Harmattan في 1979. قدم الخطيبي أعمال مؤلفين معروفين، وآخرين ليسوا بالقدر نفسه...
أَحمُدُكَ اللَهَ وَأُطري الأَنبِياء مَصدَرَ الحِكمَةِ طُرّاً وَالضِياء وَلَهُ الشُكرُ عَلى نُعمى الوُجود وَعَلى ما نِلتُ مِن فَضلٍ وَجود اُعبُدِ اللَهَ بِعَقلٍ يا بُنَيَّ وَبِقَلبٍ مِن رَجاءِ اللَهِ حَي اُرجُهُ تُعطَ مَقاليدَ الفَلَك وَاِخشَهُ خَشيَةَ مَن فيهِ هَلَك اُنظُرِ المُلكَ وَأَكبِر ما...
- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك. - تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري.. - طموحُكَ! - مابه يا زوجتي؟ - قد ينهيكَ أو.. يقتلك. - غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ. - أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ.... -...
إن الموتَ يُمثِّل قيمةً أساسية في الحياة . ولا نُبالِغ إذا قُلنا إن الموت هو الحياة الحقيقية . ولا يوجد إنسان لا يؤمن بالموت ، أو لا يُفكِّر به . والإنسانُ قد تنهار عقيدته فَيَجْحد وجودَ الله تعالى، ولكنْ لا يمكنه أن يَجحد وجودَ الموت . إذن ، فالموتُ هو حَجر الزاوية في البناء البشري. والحديثُ عن...
توطئة : أصبح مصطلح الفضاء يحتل حيزا واسعا في الدراسات والأبحاث النقدية المعاصرة حيث غدت هذه الدراسات تنصب على تحليل أبعاده ودلالاته وتكشف عن تقاطباته وعلاقاته وتعيد تجميعه بعد توزيعه وفق تقنيات خاصة. ويتميز الفضاء بهذه العناصر نظرا لخصوصية استعماله وتقنية توظيفه داخل العمل الأدبي اعتمادا على...
-11- السنة البيضاء اعشق ان يكون فني وأنا أيضا جديرين بالناس الذين انتمي اليهم، وكذا الأفكار التي تمنحني القوة، بعد اربعة عقود وفي خضم المتاهات غير اليقينية للذاكرة، اتصور بالكاد خيال فنان شاب، عنيد وطموح، يشق سبيله وحيدا حالما قلقا، ومتعنتان، ينقب عن جوهر الجمال، في التافه والعادي...
أذهب إلى قرية ما لأقترض منها القليل من بذور السرور لأخطف من المجنون الهائم القليل من ورود السعادة أذهب لأسرق من أحد الأطفال بعض الاحلام السارة المفرحة لأسجل في دفتري الجديد قصيدة بديعة .. ! ------------------------ عن ( من مشكاة الشعر ) للمترجم , أربيل , العراق 2002 .
أعلى