قصة قصيرة

قالت: -إشرب أنت الشاي. أنا أكلت من البقلاوة التي أعطتنا إياها إبنتنا بالأمس.... ضحكت وأضافت: -.... لا أستطيع منع نفسي من الأكلات الحلوة الدهينة. وضعت قدح الشاي أمامه بينما رفع بصره اليها مبتسما إبتسامة تعرف مغزاها. قالت في سرها وهي تتجنب النظر اليه "سيبدأ هذا الشيخ مجددا"، ومدت يدها اليسرى...
كان في الخامسة عشر من العمر عندما هَرَست قدميه عربة مسرعة على طريق فارفيل السريع. وظل منذ وقوع تلك الحادثة يتسول الناس، وهو يجر جسده على الطرقات وعبر المزارع مستخدما عكازتين ترفعان كتفيه إلى مستوى أذنيه، ويبدو رأسه وكأنه مضغوط بين جبلين. التقطه قسيس من دير لبييت عندما كان وليدا مُلْقًا على إحدى...
"حتى على الموت لا أخلو من الحسد " الوأوأء الدمشقي(*) الكثيرون يستعجلون مماتي حتى وأنا مسجى على الحصير، الحصير البارد للموت الكئيب، لم يكفوا عن الشماتة بي، وانتظار الشهقة الأخيرة . أولادي ، ليرثوا الصئبان والبق والقمل . معارفي ، ليتقوا عفة لساني . .الحكومة ، كي أكف عن وقاحة مهاجمتها...
كان كلافيل أبيض بنيا. كانت أطراف أرجله بنية داكنة وعيناه حبويتان و شعره مجعد. عرفته في تانديل ، في منزل ريفي حيث ذهبت في طفولتي للاصطياف مع والدي. كان ينتظرني و هو يحرك ذيله ، عند باب غرفتي ، في وقت القيلولة. بعد خمسة أيام من تعارفنا ، أخذ يتبعني في كل مكان و قد أحبني أكثر من أصحابه. كانت...
مبكرا، بدأ التعلق بالحشيش كمادة سحرية، وخيارغيرأخلاقي، لا يتم الإفصاح عنه بسهولة، رغم احتلاله مركزا متقدما على قوائم اهتماماتنا؛ كان مخدراعالي الجودة، متوافرا بكثرة. نذهب إلى أولئك الذين يوردونه للمناطق المحيطة بنا، دقائق قليلة تقذف بنا هناك، الأشقياء المستأجرون، يتناثرون في المكان، غرباء،...
رميت جذع شجرة صغير في الموقد ولم انتبه الى ان حشدا من النمل كان يسكن في داخله. فراح الجذع يطقطق، وخرجت جموع النمل هاربة ساعية بفزع الى الاعلى، وكانت تتضور الما وهي تحترق في اللهيب. التقطت الجذع بكماشة ودحرجته جانبا. فخلص الكثير منها من الهلاك. ودبت النمل على الرمل، وتسلقت على اشواك الصنوبر. ولكن...
لقد اختفت الاسلاك الشائكة ، و أصبح مركز الحدود عفنا مائلا مثل قبر قديم ، تغطيه شجيرات صغيرة. أي هيئة مختلفة كان يبدو عليها من قبل مركز الحدود هذا. كان يبدو ثابتا من بين أعالي أشجار التنوب المتمايلة برج حراسة . متتبعا مسار طريق قديمة ، وصلت إلى المقاصة. كانت الريح تهز الأعشاب الوفيرة فطرقت...
هذه ترجمة عربية لقصّة قصيرة بالعبرية وجدتها في الكتيّب: מפתח לתרגומים ולשעורים שבספר ’’שפת עמנו‘‘ מאת משה ראַטה, וינה, תרע’’ז, מהדורה חדשה בתקונים ומלואים, 20 עמ’. أي: مفتاح للترجمات والدروس التي في كتاب ”لغة شعبنا“ بقلم موشه رأطه، ڤيينا ١٩١٧، طبعة جديدة مصحّحة ومزيدة، ٢٠ ص. وهذه القصّة مثبتة...
وقفت الروح (واو) في قلب مدينة نيويورك مندهشة أمام بناء مستطيل مرتفع من حجارة زرقاء خالف أبنية المدينة الخشبية بأشكالها الكوخية. دارت (واو) حوله فوجدت نفسها أمام واجهته . رفعت رأسها فقرأت : (فندق السجن السياحي) . اقتربت لتقرأ سطوراً محفورة على جدار الواجهة : بني هذا السجن بتاريخ ..... والغي...
ما أن يعقل دراجته النارية المتهالكة مثل صدر أبيه المقعد يفعل أثر الزمن وأثر غبار المعمل الذي قضى فيه ثلاثين سنة ونيف، وما أن ينصفق الباب خلفه ويدخل حتى تحاصره أمه كما اعتادت لأزيد من شهر بسؤالها: - ما زال ما فهمتيني معنى النقابة؟ لم يعرف السر في إلحاحها الشديد على معرفة معنى النقابة،خصوصا...
خرج بعد ان أستحم وهو يغني ... قولي أحبك كي تزيد وسامتي فبغير حبك لا أكون جميلا ... سعيد بما يردد شارف على العقد الخامس من عمره بعد ان يأس بإ يجاد الحب الذي ينشد، فرك شعره بشدة مزهوا به، وقف أمام المرآة وهو يتطلع إليه قائلا: يمكن ان يفي بالغرض، كما اني احب ان يظهر الشعر الابيض على جوانب رأسي، لقد...
حين سحبت ابنتي سديم يدها من يدي، وأنا أدخل غرفة العمليات، أحسست بقلق شديد! كان الموت أيضا موضوعا حيوياً باستمرار! ومطرقة تكسر كل أمل في أن أرتب أفكاري، طيلة هذه مدة التي سبقت موعد العملية، خوفي على بناتي، وحده الإحساس الذي يزلزل كياني في كل ملمّة. أول شيء لفت انتباهي بغرفة العمليات، مساحتها...
من خلف باب غرفتى المغلق، وصلنى صوت أمى زاعقاً فظننت أنها تزجر «أم خميس» الخادمة وابنتها «فوقية» كالمعتاد، كى تتقنا تنظيف البيت وتجعلا البلاطات تلمع. أمى كثيرة الصياح عليهما لهذا السبب. بهمة عالية قمت من سريرى لأستمتع ببعض النظرات المختلسة لجسد «فوقية» البض الممتلئ، وهو يهتز بعنفوان سنوات عمرها...
كان الأحد يوماً مشمساً وذهبت لأتنزّه مع أمّي وأبي، كانت أمي ترتدي فستاناً طحينيَّ اللون وسترةً صوفية عاجيّةَ اللون، وكان أبي يرتدي كنزة زرقاء وبنطلوناً رمادياً وقميصاً أبيض مفتوحاً. وأنا كنتُ أرتدي كنزةً عاليةَ القبّة، زرقاءَ مثل كنزة أبي، لكنّها أفتحُ، وسترة بنيّةً وبنطلوناً بنياً أفتح قليلاً...
عَلقتْ صورة كبيرة له في غرفتها ذات الحوائط الشفافة، يغمرها الفرح عندما تنظر إلى ملامحه الجذابة التي تأسر عينيها، في مساحة اللوحة تلك تفوح رائحة أزهار شجيرات البرتقال نفسها التي زرعتها بحديقتها، في مساحة النبض يجلس على مقعد وثير واضعا ساقا فوق الأخرى، من قلب الصورة تتجه عيناه صوب معنى كأنه يراه...
أعلى