قصة قصيرة

ـ حمودة! أأنت صاحبها ؟ ! ـ والله ، يا أستاذة ،لست أنا ! ـ أهذه هي هدية رأس السنة الميلادية ، يا عفاريت ! كلفت المعلمة " سعيداً" ليتعرف على صاحب الفَسْوَةِ . - (جيفة) chrogne حشر سعيد أنفه بين الياقات وَشَمَّ جِلْدَ الأقفية ، وأخيراً طلعت " الحزقة" من جلباب "حمودة " ـ ماذا تغديت اليوم يا حمودة...
أظنك ناقما علي ، وأظنك الساعة ، لما عهدته فيك من غباء ، تستعجل يوم فراقي وحري بك أن لا تستعجله لأنه سيكون ، إذا حل ، يوم ضياعك . مشكلتك هي أنك لا تستطيع العيش بعدي . من يطعمك أو يكسوك إذا مت أو حدث لي مكروه ؟ ما دمت أنا حيا معافى فأنت مطمئن البال ليلك ونهارك ، ضامن لكسوتك وطعامك . أنا وأنت...
اسمه فتحي و لقبه أبو السّرور.. اسم عل مسمّى، حقيقة..كلّ الّذين يعرفونه يشهدون له بخفّة الظلّ، و بتلك الابتسامة الّتي لا تفارق محيّاه. و لكنّه اليوم، على غير عادته، يبدو مهموما كئيبا، كما لو أنّ أمرا جللا حلّ به، و هو المعروف ببشاشته، و طيبته، و دماثة خلقه، و مقابلته للحياة بقلب متفائل لا...
– انتهى الدرس، وبانتهائه بدأت عجلة الحياة تدور في الاتجاه المعاكس، الدقائق بدأت تحصدها مناجل من لحظات راقصة، وبحركات رشيقة، اهتزازات متقنة، ترقص المخلوقات. إذ أصبح هذا الرقص جزءاً من حالات انتهاء الدرس لحركات الراقصين والراقصات، تتكسر الثواني كما الزجاج المتكسر من نوافذ المنازل بفعل ارتجاج عقارب...
بعد أن توقّـفتْ ساعةُ الحائط المعلقة في المسجد ، تأمل المؤذن في حالها، شعر بافتقاد دوَران عقاربها المنتظمة ، فيما مضى ، يظلّ يرنو إليها كجزء من الحركة التي تدبُّ في المسجد مع كلّ صلاة ، لكنّه اليوم يفتقدها، ويفتقدُ سرًّا آخر لا يعلمه، لكنّه ينبعث من كل تفاصيلها. رجلٌ صالح جعلها وقفًا ، وطوال...
الطفولة.. قصة حلم، وقصيدة أمل، وخاطرة عذوبة. لا أعرف من أين اتت هذه الفكرة لدرجة أنها عشعشت في ذهني و لم تعد تهجره ، فكرة أن اصبح فارسا ويكون لدي الحصان الخاص بي ، علما إننا كنت أعيش وسط مدينة مع عائلتي ، لربما تكون هذه الفكرة أو الحلم غرس في مخيلتي من خلال مشاهدة المسلسلات البدوية على التلفاز...
خيّم حزن مفاجئ على مرتادي القهوة ، شخصتْ أبصارُهم بصمت إلى القادمين من جهة البناء الجديد المجاور لبيت العمدة ، توقف البِناءُ وها إنّ كومة الطين في سبيلها إلى أن تجفّ، وقد مسح الطيّان عرقًا ممتدّا من الجبين حتى الأقدام. البنّاءُ فوق الجدار نفَضَ يديه من تراب الدّنيا ، وتراءت الأقدارُ من علٍ كشمس...
خرج الرجلان من الباب الجانبي للمسجد المجاور للمستشفى الذي كانا فيه قبل ساعة. كان الشيخ يحمل على راحتيه جثة الوليد الأكبر ملفوفة بالكفن فيما حمل الشاب جثة التوأم، الملفوفة أيضا بكفن، واضعا إياها لصق صدره. ضربتهما شمس أول العصر الشتوية بحرارتها الساطعة، وكاد الشيخ أن يرتبك في مشيته عندما إرتد الى...
الضوء عند حافة الأفق قصة (إلي صديقي سليمان فياض، أدين له بإيقاظ عالم هذه التجربة في نفسي). بلغت الثامنة والعشرين من عمري، ليس اليوم، ولكن منذ عدة شهور، تري هل يشفع لي هذا التقدم المريع في السن إذا ما قمت ببعض الأعمال الهستيرية التي قد يحكم الناس عليَّ من خلالها بالجنون. أو علي الأقل قد يكتفون...
خذ قرارك وافتح الباب، قد تجد بعدها ما تريد ان تعرفهُ، وربما تجد صديقا صادقا او قرين طريق يطفئ لهيب النار في قلبك... أنتبه لا تقترب أكثر هناك ظلمة تتكتك، تطفئ نور انسانيتك، لا تجني منها سوى الريحُ الصفراء تتحسسها ولا يمكن ان تلمسها، تعذبك ببطء وتضحك في وجهك، ولكن في وسعك ان تسمع صفيرها احيانا،...
حين رفّت أجنحة الفجر و اعتراها لهيب الشوق إلى الضياء و بدت في الأفق دوائر الضّوء تزحف بطيئا بطيئا على السهول و الهضاب و الجبال تسحب خيوط الظلام خيطا خيطا فإذا الشمس كحسناء بتول ترفع في وقار جبينها ، من السجود إلى ربّ الوجود. حينها دغدغت عينيه أشعّة الشّمس الأولى وقد تسرّبت من زجاج النّافذة.. و...
تدلى ألرجلُ ألضخمْ على حبل المشنقة برغبةَ موت جامحة بعد أن أزلت ترباس المشنقة بهدو وخبره . كان موته جميلاً، لذيذاً و مخملياً فقد مات بانتعاش بارد. كان ذلك عند الساعة السادسة صباحاً. بعد ذلك مباشرة تم تجهيز الرجل الثانى ، سمعته يصرخ بهلع أمى .. أبى ... يا ناس ألحقونى ..أنا بريئ. نظرت اليه من كوة...
كنت صبيا صغيرا، أتابع العالم بعينين مفتوحتين عن آخرهما، أريد التعرف على الأشياء، كل الأشياء. القراءة تفتح لي أبوابا كثيرة مغلقة، كتاب هذا الزمن يتحدثون عن عشقهم للموسيقى الكلاسيكية، يرددون أسماء لها وقع خاص، وبريق لاينطفئ : بيتهوفن. باخ . موزار. فرانز ليست. خاتشادوريان. كورساكوف. بيلا بارتوك...
زَوَالَ العَاشِرِ مِنْ شَهْرِ فِيفْرِي سنة 2019 أَدَّى عَبْدُ الْفَتَّاحِ زِيَارَةً إِلَى مَدْرَسَةِ غِيزِن الَّتِي دَرَّس فِيهَا ثَمَانيَ سَنَوَاتٍ انْتَهَتْ بِحُصُولِهِ عَلى التَّقَاعُدِ . وَ خِلاَلَ هَذِهِ الزِّيَارَةِ طَافَ فِي أَرْجَاءِ قِسْمِ التَّحْضيريِّ رِفْقَةَ مُدِيرِ الْمَدْرَسَةِ...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها ماجد بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي (هيلل بن بنيميم بن شلح صدقه هصفري، ١٩٣٩، في الأصل ١٩٤٠- ، من مثقّفي حولون، معلم للعربية، رجل أعمال، ينشر ما تخطّه يده من خيرة الأدب السامري) بالعبرية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة (١٩٤٤- )، الذي بدوره نقّحها،...
أعلى