قصة قصيرة

يوم أحد كئيب، كل ما حاولنا أن نتسلّى نبوء بالفشل. في البداية تسلّلْنا إلى مقبرة النصارى، كان حسن العامل بالفرّان قد حكى لنا أنهم يدفنون الحلي الذهبية مع أمواتهم، تسللنا وبحوزتنا مطرقة ووتد، لكن سطوح القبور كانت صلدة، ورغم كل الجهد الذي بذلناه لم نفلح سوى في تحطيم سور قصير كان يحيط بقبر من هذه...
نكتب رسالة غرامية لنرسلها لعبد العزيز، رسالة غرامية خيالية٠ بعد أن نختلف في البداية حول الاسم نتفق في الأخير ونوقعها هكذا: ًزينب المجنونة بحبكً، يعني بحب عزيز. تقول له زينب التي اخترعناها من بين ما تقول إنها ما عادت تنام بسبب غرامها به، وإنها قد تقدم على الانتحار إذا ظل يتجاهلها. نرسم في أسفل...
أظن أننى كتبتُ هذا المشهد من قبل، لكننى سأكتبه مرة أخرى. فى قارب، فى منتصف بحيرة، جلس رجل وامرأة. وعاليا فوق فى السماء المظلمة يُطِلّ القمر. الليل ساكن ودافئ، مناسب تماما لمغامرة هذا الحب الحالم. هل الرجل الذى فى القارب خاطِف؟ هل تكون المرأة الضحية السعيدة المفتونة؟ هذا لا نعرفه؛ نحن نرى فقط كيف...
عالم مختلف كأن الله قد عندما خلقنا نسي أن يقيدنا بعنوان بشر، فبتنا كالقاذورات التي يلقي بها بعد صناعة مشوهة لإنسان ظننته شبه كامل حتى صارعته.. تقول لي أمي أني منذ الصغر وانا احب ما كان يفعله والدي قبل موته حيث كان يعمل في أحد المطابع ينقل منها بقايا الورق والجرائد والكثير من المطبوعات من وإلى...
عندما فتحت عيني اكتشفت بأنني قد حللت بجسم غريب عني ، جسم يبدو أكثر نضارة وشبابا من جسمي الحقيقي ، دققت النظر في المكان الذي أتواجد به ، علني أعثر عن شيء يزيل دهشتي ، انا في غرفة نوم فسيحة ، مستلق على سرير ناعم الملمس ، وإلى جانبي تنام سيدة في حدود الثلاثين من العمر ، بوجه أبيض ناصع ، وشعر بني...
" الملحمة " منذ عهد الفضيلة الأول الذى أُسر فيه هذا الإله العتيد وقومه البشريين غير الآدميين ، وأُجلوْ تحت الأرض وحتى الأن نجد هذا الإله مكبلا بأغلال أحكمتْ صنعها ضمائر حية , كما نجد قومه الذين ألّهوه محبوسين داخل كهوفهم بسد منيع لبناته وذراته بُنيتْ من وحْى رحمة عمّتْ البرية فى زمانهم. إنه إله...
رجلان في طريق - نص بلا هوية . قال لصديقه وهما ينتظران باص الوالي على الجانب الشرقي من موقف جاكسون... - لقد طعن اسبينوزا طعنة كادت أن تودي بحياته..صحيح أنه نجا منها لكنه لم يبلغ بعدها الخامسة والأربعين حتى أصيب بالسل ومات كما لو كان شحاذا.. في تلك اللحظة وقف رجل طاعن في السن في منتصف المساحة...
اتصل بي مدير الشركة وقال: - أهنئك لقد قررنا أن نعطيك دور هاملت. ككل الممثلين، كنت أحلم دوما أن ألعب هذا الدور. كدت أجن من الفرحة وشكرت المخرج بحرارة ووعدته بأني لن أدخر جهدا من أجل القيام بهذه المهمة بشكل صحيح . كانت التدريبات على وشك أن تبدأ عندما دعاني مدير الشركة مرة أخرى. و كان يبدو منزعجا...
لم تكن هي نفسها عندما فتحت الباب وخرجت، لم تكن تحمل معها مجلتها النسوية وهاتفها الوردي الرائق، حتى عطرها الفرنسي الجميل لا يفوح في الفضاء كعادته. عيناها حمراوان وشفتاها ذابلتان من غير مكياج، وجهها شاحب تغطيه سحنة الأموات... مرت من أمامي في مكان التقائنا المألوف كأنني غير موجود، لم تنظر قط نحوي...
لم تكن إلا لحظة عابرة ،هكذا تخيلها أحمد، في شقته التي بدت مزينة بمختلف الشهادات المعلقة علي جدرانها ، وكأننا في معرض فنان تشكيلي بارع حاز مختلف الميداليات و الأوسمة ، لم يكن أحمد الذي اجتاز كل امتحانات سنواته الدراسية بنجاح باهر يحسب أنه في يوم ما في لحظة ما سيجلس ممسكا رأسه براحتي يديه يحملق في...
ودع "إيمان" بسرعة البرق.. سار في شوارع المدينة بخطى متسارعة.. الغبطة تملأ جوانحه، لقد اختارته لتلك المهمة النبيلة..عبق من التاريخ يحثه على السير.. تذكر أمجاد أجداده الكنعانيين.. ودولتهم العظيمة في "يور سالم"... قبل خمسة آلاف سنة – من الآن- بنى أجدادك مجدا عظيما على هذه الأرض، أرض النبوءات، أولى...
كان الشارع خاليا وموحشا لدرجة غريبة، وهو ما جعلني أحس بقشعريرة شديدة في سائر جسدي إلا أن ذلك لم يمنعني من متابعة السير، وحين هممت بالرجوع بعد يأسي من أن أجد أحدهم ... سمعت ذلك الصوت، فاتجهت نحو مصدره وعندما اقتربت تبين لي أنه صوت ضحك قوي جدا؛ فتابعت السير حتى أبلغ مكان صاحبه. كان رجلا في...
ينظر إلى الأشياء من حوله ويمد سبّابته إلى الأعلى ويحاول أن يرفع بصره بعينين غائرتين، ويهمس: - رضا الله ورضا والدتي هو كل ما يهمني . يحك أنفه بسرعة، ويبتسم عن أسنان نخرها السوس، ويسأل صديقه للمرة الثالثة عن اسم الشركة التي يعمل بها، هذه المرة لم يجب عن سؤاله. يضع يديه فوق ركبتيه وهو يضحك من...
تأرجح المقعد به فى حديقة بيته .. وتأمل الآخر يتأرجح ، على الناحية الأخرى، داخل حديقة بيته المقابل . كان يفصل بينهما شارع هادئ وأسوار، وبعض المارة وفضاء هواؤه ساكن. أشجار كبيرة هنا وهناك . أمسك دفتر يوميات فأمسك الآخر دفتراً وهو يرمقه . بدآ يقرآن ويقلبان الصفحات فى ذات التوقيت تقريباً ، ومن وقت...
يرقد أبى بالحجرة المجاورة. لم أكن أعرف فى يوم من الأيام، أنه سوف يجىء الوقت الصعيب، الذى لا يرانى فيه أبى، ولا يسمعنى، وهو الذى كانت أحاديثنا لا تنتهى أبداً منذ ذهابى إليه حتى مغادرة البيت. كنا نقلب الماضى والذكريات، كما نقلب السكر داخل أكواب الشاى الساخنة صباحاً، وجميع من فى البيت لم يستيقظ...
أعلى