قصة قصيرة

كانوا أربعة أطفال: عهد وزكريا ومحمد وإسماعيل، أكبرهم عمره عشر سنوات، مروا على الشاطئ فى غزة، فوجدوه خاليًا تمامًا. كانت تلك فرصتهم التى لا تتكرر كثيرًا فى القطاع الذى ضاق على سكانه. مليونان من البشر يعيشون على مساحة لا تزيد على ٣٦٠ كيلومترًا مربعًا. لكن ها هو الشاطئ، اليوم، لهم وحدهم برماله...
جذبنى صوت عزف على آلة عجيبة. قريب هو الصوت من صوت الناى والكمان. صوت حزين لا يخرج من وتر. وصوت آلة نفخ هو. سرت نحو مصدر الصوت فى حديقة مظلمة، يمتد ظلامها على شاطئ ترعة (البوهية)، حتى قاربت أطراف المدينة رأيته جالسا فى الظلام مستندا بظهره الى ساق شجرة، وحيدا يعزف على آلة كالعصا. همست مفتونا...
تطلعت صبرة عبر عينين مثقلتين بالكرى الى اسفل الشارع وما حول بيتها ببطء، ورمقت همة ناسها بهذا اليوم وما يستوجب عليهم فعله تخليدا لصاحب الذكرى.. ثمة خليط من البقوليات على صفائح مسطحة، والقدور الكبيرة تجلس على عروشها الحديدية كأنها صور اثرية او الواح سماوية تعيد جمالها كل سنة مرة. كان الشارع تغمره...
يعرف أن السيدة (مالارد) تعاني من مشكلات في القلب لذا فإن حرصا بالغا أخذ في الاعتبار لينقل لها خبر وفاة زوجها. وبجمل مفككة وعبارات مبطنة كشفت (جوزفين) لأختها ماحاولت إخفاءه عنها, وكان السيد (ريتشاردز) صديق زوجها موجودا هناك حيث وصل قبل هنيهة من مكتب الصحيفة التي جاءت اليها أخبار كارثة سكة الحديد...
أَمْضَى جُلَّ خِدْمَتِهِ الْوَظِيفِيَّةِ الْمَدِيدَةِ مُتَمَلِّقًا لِهَذَا الْمَسْؤُولِ أَوْ ذَاكَ، مَاسِحًا الْأَكْتَافَ دُونَ خَجَلٍ أَوْ وَجَلٍ. اِكْتَسَبَ سُمْعَةً سَيِّئَةً بَيْنَ أَقْرَانِهِ مُتَسَلِّقًا السُّلَّمَ الْوَظِيفِيَّ بِسُرْعَةٍ تَبْعَثُ عَلَى الْأَسَى وَالْحَيْرَةِ أَحْيَانًا،...
يَبدأ الفزعُ الهائل من جنوني بكْ.. يرسمُ أروقة ومسارات، علامات للدهشةِ والتخيل. أرىْ جدي النائم في عتمِ الليلِ. أراهـن أن الشتاء أروع بكثير من كل الأيام التي مرت، مسافة بيني وبين الحلم تتواري، تخلق قسوة لا أعرفها ألــعن قسوة البرد ورائحة السجائر في غرفةِ مسدودةِ كسماءِ الغيمِ، طاولة...
في صبيحة ذلك اليوم .. خرج مستعجلا من البيت.. علي غير عادته .. يتأبط حقيبته الرمادية .. يقف في نفس المكان .. ينتظر الأتوبيس الذي يقله إلي العمل .. كجزء لا يتجزأ من روتينه اليومي .. واقفا ينتظر حتى يفرغ النازلون.. فهو لم يعد قادراً علي المقاومة.. فجسمه النحيل يعجز علي دفع تلك الأجسام الضخمة ...
إعتاد ( دحام ) ان يطرق باب منزل عائلة (حسان ) بين الحين والاخر، عندما يبلّغ من قبل دائرته في تعزيزالمعلومات الامنية التي تحتاجها بشكل دوري ، في استمارات ورقية محفوظة في حقيبة سوداء تآكلت اطرافها. وجه دحام يحمل رعونة الواقع المهتاج والمأزوم ، عيناه رماديتان تعلنان عن بلادة وحقد مرير ، كان يتلعثم...
1 ـ زيارة ليلية تماما ًمثلما توقع ، جاءه زوار الليل . طرقات على الباب الخارجي وقد انتصب الظلام خيمة عزاء بعد أن انسحب الضوء ألى مكان آخر . قالت أمه : “لا تفتح ” . وحين تصاعد الطرق لم بجد مناصاً ً من أن ينهض . وجد عند الباب مفوض شرطة معه رجل شرطة من أهل المدينة . القيا عليه تحية مبتسرة ودخلا دون...
(١) في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ حاوَلْتُ...
ولاعة سجائر، دواء للسعال، طابع بريد، سيجارة مقوسة قليلاً، مسواك، منديل، قلم، وعملتان معدنيتان من فئة خمسة شيكل، هذا جزء مما أحمل في جيوبي،فهل هناك أي غرابة في انتفاخها؟ الكثير من الناس يذكرون ذلك، يقولون: تباً، ماذا لديك في جيوبك؟ ولا أجيب غالباً، فقط أبتسم، وأحياناً أقدم ابتسامة قصيرة ومهذبة،...
كلما مررت بذلك الزقاق من تحت تلك النافذة الزرقاء المطلة على حي الصفـّاحين وسمعتُ نغمات أوتار الماندولين، إلا ورفعت عينيّ لأرى ما إذا لم تكن تلك المرأة باسطة جناحيها في الهواء. إنها النافذة التي منها ارتمت ياقوتُ، خالتي وشقيقة أمي، بعدما تمّ تزويجها بشمعون؛ لقد فعلت ذلك على إثر سماعها لأنغام...
إلى "أيسِلْ علاء" وَضَعْتُ رُخَامَة في واجهة بيتي كتبت عليها فيلا "عبد العزيز دياب" صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م الناس في الحى الذى أقيم فيه لم يعجبهم أن أطلق على بيتي المتواضع كلمة فيلا، وأعجبهم كثيرًا أن أكون صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م، لذلك اشتبكوا معي في حوارات...
كل ثلاثة أشهر يشعر المتقاعد بالغنى مرة واحدة..ففي يوم بعينه يتسلم رواتب ثلاثة أشهر دفعة واحدة.. وفي هذا اليوم يبتاع برواتبه مجتمعه سمكة واحدة مناسبة وثلاثة كيلوات طحين أبيض سلس وفاكهة للغداء، وكيلو رز وكيس لبن رائب للعشاء. عندما يدخل داره، وعادة ما يكون ذلك قبل الظهر، يغلق بابه جيداً ويسدّ...
الى د. حسين سرمك حسين بعض وفاء آخر ما ظل عالقاً في ذهنه ،مستعصياً على الزوال ،رجل رث الهيأة ، يتنقل ، كما القرد ، بين حنايا شجرة ضخمة ، يقطع ،بمنجل حاد ، فروعها الغليظة ويرميها عصياً يتلاقفها بعض رجال . أما أولئك المصطفون أمام جدار مقابل فقد خفتت صرخاتهم وغامت صورهم حتى كادت تتحول الى شيء أشبه...
أعلى