قصة قصيرة

قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ موشي بولص موشي مَتَاهَةُ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ تَيَتَّمَتْ وَهِيَ فِي مُقْتَـبَلِ الْعُمْرِ، عَاشَتْ فِي كَنَفِ شَقِيقَتِهَا الْكُبْرَى، وَبِمُرُورِ الْأَيَّامِ تَخَالَفَتا فِي الرُّؤَى وَتَنَافَرَتا، وَبَعْدَ...
منذ حين انهى كبير الحي كلامه والنسيم ينبعث من مكان ما ، الوافدون على حلقة الجدار يكابدون مثقل سهوم أوهم الكبير بأنهم في حالة انجذاب كلي اليه، رغم أن الاستماع في مجلس الجدار أنهى مذاقه: ــ الكل يمعن في الإنصات الى فوران نفسه قيل هذا من جانب ما، وتراجع الذي حاول أن يقوم، وكدأبها مرت فتاة الحي...
نزلت للّا لكبيرة، كعادتها أيام عاشوراء، ضيفة على المختار ابنها أو ضيفة على بيتها كما تقول. وللا لكبيرة عجوز أخذ منها الزمان الأسنان وقوة العضلات وعفا عن سمعها وبصرها وأكرم حنجرتها ولسانها وضاعف طيبوبتها. والمختار لم يكن ابنها حقا بل لم تكن تربطه بها صلة قرابة، لكنه في صباه، كما تدّعي، جفف ثدييها...
تسير مع زميلتها بثقة تشبه خُيلاء ملكة ، بطولها الفارع تأخرت قليلًا وتقدّمَتْها الزميلة إلى داخل العيادة، شهقت النظرات مع القَوام الممشوق ، وهي تمدّ يدها لتغلق الدِّرفة اليسرى للباب ، وصلت بدون جهد إلى السقاطة العليا ، ثم أكملت إغلاق اليمنى وراءها. وهي تغيب ، ندّتْ من أحدهم نَأْمةٌ سمعها...
ماتت الغالية بوادي زم ، عاد المكي إلى برشيد نقل الخبر لأمه "لالا فخيتة"، سألته: - متى وقع ذلك ، وكيف؟ رد المكي بصوت حزين : - منذ يومين ، ماتت في دار الحاجة السالكة، كنت حاضرا أنا والمعطي زوج ابنتها كنا نشرب الشاي ، فجأة، داهمها ألم شديد في صدرها، صرخت ،ثم خرت ساقطة ، مر ذلك بسرعة، عندما...
في اعتراف، لن يترتب الآن عليه ارتكاب جريمة شرف، في قريتنا على الأقل، قالت لي قريبة من الدرجة الثالثة، حسب شجرة النسب الذكوري: إنها تزوجت قريبها بسبب “بوسة” قبل الزواج، ولولا الخوف من الفضيحة الاجتماعية والحمل، لأن كل بنات جيلها في القرية كن يعتقدن أن القبلة، حتى لو كانت على الخدين، قد تؤدي إلى...
ربما كانت السنة الثانية على التوالي التي زاملني فيها بشير بالفصل الدراسي حين زج به في السجن. أذكر أن الحي اهتز على وقع الخبر. صوتت أمه وولولت أختاه، وخرجت كل نساء الزقاق من منازلهن لتطييب خواطرهن. وجاء من أخذ بيدهن وقادهن إلى منزل السي الطاهر علّ وجهه الذي لم يرق ماؤه كله يشفع لهن في الكوميسارية...
«انت خاين.. خاين» صاحت صباحُ بذلك فى وجه زوجها، فكان صوتُها المُعذّبُ الشجىُّ مُشوَّشَ الأحرف، كأنه حشرجةٌ تخرج من صدرها مشتبكةً بأشواكِ العوسج، أو كأنه ترنيمٌ متبّلةٌ بعلقمية ذلك العشب الشيطانى الذى ينمو على ضفاف الترعة شحيحة الماء، الملتفّ مسارهُا الحلزونى حول قريتهم الفقيرة المشتق اسمها «نجع...
كانوا أربعة أطفال: عهد وزكريا ومحمد وإسماعيل، أكبرهم عمره عشر سنوات، مروا على الشاطئ فى غزة، فوجدوه خاليًا تمامًا. كانت تلك فرصتهم التى لا تتكرر كثيرًا فى القطاع الذى ضاق على سكانه. مليونان من البشر يعيشون على مساحة لا تزيد على ٣٦٠ كيلومترًا مربعًا. لكن ها هو الشاطئ، اليوم، لهم وحدهم برماله...
جذبنى صوت عزف على آلة عجيبة. قريب هو الصوت من صوت الناى والكمان. صوت حزين لا يخرج من وتر. وصوت آلة نفخ هو. سرت نحو مصدر الصوت فى حديقة مظلمة، يمتد ظلامها على شاطئ ترعة (البوهية)، حتى قاربت أطراف المدينة رأيته جالسا فى الظلام مستندا بظهره الى ساق شجرة، وحيدا يعزف على آلة كالعصا. همست مفتونا...
تطلعت صبرة عبر عينين مثقلتين بالكرى الى اسفل الشارع وما حول بيتها ببطء، ورمقت همة ناسها بهذا اليوم وما يستوجب عليهم فعله تخليدا لصاحب الذكرى.. ثمة خليط من البقوليات على صفائح مسطحة، والقدور الكبيرة تجلس على عروشها الحديدية كأنها صور اثرية او الواح سماوية تعيد جمالها كل سنة مرة. كان الشارع تغمره...
يعرف أن السيدة (مالارد) تعاني من مشكلات في القلب لذا فإن حرصا بالغا أخذ في الاعتبار لينقل لها خبر وفاة زوجها. وبجمل مفككة وعبارات مبطنة كشفت (جوزفين) لأختها ماحاولت إخفاءه عنها, وكان السيد (ريتشاردز) صديق زوجها موجودا هناك حيث وصل قبل هنيهة من مكتب الصحيفة التي جاءت اليها أخبار كارثة سكة الحديد...
أَمْضَى جُلَّ خِدْمَتِهِ الْوَظِيفِيَّةِ الْمَدِيدَةِ مُتَمَلِّقًا لِهَذَا الْمَسْؤُولِ أَوْ ذَاكَ، مَاسِحًا الْأَكْتَافَ دُونَ خَجَلٍ أَوْ وَجَلٍ. اِكْتَسَبَ سُمْعَةً سَيِّئَةً بَيْنَ أَقْرَانِهِ مُتَسَلِّقًا السُّلَّمَ الْوَظِيفِيَّ بِسُرْعَةٍ تَبْعَثُ عَلَى الْأَسَى وَالْحَيْرَةِ أَحْيَانًا،...
يَبدأ الفزعُ الهائل من جنوني بكْ.. يرسمُ أروقة ومسارات، علامات للدهشةِ والتخيل. أرىْ جدي النائم في عتمِ الليلِ. أراهـن أن الشتاء أروع بكثير من كل الأيام التي مرت، مسافة بيني وبين الحلم تتواري، تخلق قسوة لا أعرفها ألــعن قسوة البرد ورائحة السجائر في غرفةِ مسدودةِ كسماءِ الغيمِ، طاولة...
في صبيحة ذلك اليوم .. خرج مستعجلا من البيت.. علي غير عادته .. يتأبط حقيبته الرمادية .. يقف في نفس المكان .. ينتظر الأتوبيس الذي يقله إلي العمل .. كجزء لا يتجزأ من روتينه اليومي .. واقفا ينتظر حتى يفرغ النازلون.. فهو لم يعد قادراً علي المقاومة.. فجسمه النحيل يعجز علي دفع تلك الأجسام الضخمة ...
أعلى