قصة قصيرة

أدركت أنها لاتنتمي لبنات حواء ,كانت رائعة الجمال تفيض أنوثة ,دافئة وناعمة كرملة شاطئ ندية ,قوية الشخصية وذكية ,مزدحمة بكل شي وخائفة من أي شي تخشى الزمن تحاول أن تضغطه بما تملك من طاقة كأنه جسم رخو ,يرتسم على وجهها دوما زهو ,لشعورها بأنها المرأة الوحيد في هذا الكون التي تنبهر بشعاع الشمس ,لكنها...
مقبرة يحدها نهر من جهة وتدور من حولها حلقة كبيرة من بيوت منظرها كريه تم بناؤها بفوضوية وكأنها قبور أختار اهل أمواتها أن تكون مميزة البنيان كي يصلون اليها بسرعة فالمقبرة تكبر كل يوم والموت لايتوقف.. وقد يتيهون في زيارة موتاهم. يجلس قرب احد الاكشاك رجلان كان احدهما يعيد طلاء رقم هاتف على مقدمة...
فتحت عينيَّ في هزال. تحسست سريري فلم أجدكِ بجانبي كعادتك، سألتهم عنك، فأنكروا معرفتك، حاولت وصفك، فاعتقدوا أنني أهذي من أثر المخدر. لأول مرة نفترق، منذ لقائنا الأول بمباركة جدتي. أتذكر سعادتي وجذلي بحديثها عن أوجه التشابه بيننا: العيون السوداء المتسعة، والمنفتحة دائماً على نظرة الاندهاش؛...
في كازينو محاذية لنُهيرٍ برليني ومن خلال النافذة الزجاجية الواسعة التي تفصل بيننا وبين رقائق الثلج وهي تتساقط الهوينا أو تنساب على الزجاج متهادية متهاذية كنا ننظر بأسى وربما بحنين أنا وصديق قديم عزيز . سألني هذا الصديق بعد تأمل حميمي بينما نحن نتناول القهوة التي لا يشبه طعمُها طعماً في تلك...
ملامح التعب لاتزال واضحة في مسارت وجهه ، وحبيبات العرق المعجونة باشعة الشمس تنتشر هنا .. وهناك ، كان ضجرا من عمله الذي قضى فيه اكثر سني حياته ، ويعرف حق المعرفة ان عمله هذا لا يرتبط بروحيته أي ارتباط ، وانه لايشعر بلذة خلال ممارسته له ، فلقد تيقن ان طريقة هذا اخذ في التحول يوما بعد يوم الى سرطان...
كانوا ثلاثة يجلسون داخل الدكان.. القيت التحية عليهم. وعيناي تدوران ضمن وجوه وجدران متقاربة، صاحب الدكان اعرفه.. والآخر ايضا لكن بشكل اقل، أما الثالث فرغم معرفتي به كصورة سبق لي وأن التقطتها ضمن احافير ذاكرتي الا انه احتل البؤرة من المشهد الكلي حين هدج صوته مرحبا بي وداعيا اياي للجلوس في مكان...
أمشي وجمر سجائري يثقب بُردة الليل المسبولة على كل الكائنات.. التبغ يدفئ صدري والبرد يعضّ أصابع قدميّ.. الهواء المرسل من خلفي يشدّ ذيل ثوبي إلى أعلى.. اصطدمتْ قدماي بحجر فسلخ بعض جلدها.. الجرح مؤلم جدا في الليل البارد.. ما بين المقبرة والمستنقع أمشي وبيني وبين العيون حجاب كثيف، قول شافي المرهق...
ارتبط بذاكرة القرويّين على أنه صباح تخلّله نسيم بارد تسلّل من بين الكساء العالي لنباتات الدفلى، مثلما يمكن للمرء أن يتخيّل كيف يكون الصباح من تلك الفترة من شهر جانفي على ضفّتي مجردة الممتد كالبحر. كانت غالبيتهم متّفقة على أنها كانت مراسم جنائزية بسماء منخفضة ومحتشدة بسحب داكنة، ورائحة كثيفة من...
وصلت الحافلة إلى الجسر والشمس تتأرجح بين الشروق والغروب، زمنان بعيدان في مكانين لا يربطهما سوى جسر خشبي لا يخلو من أزيز الزمن القادم عليه، نزلنا جماعات نتهادى وكلّ يبحث عن إبرته في كومة قش قديمة، كانت الشمس تحاول أن تطمس نور عيني فتحجبهما عن الحلم الذي علمتني إياه جدتي وهي تحكي لي ولأخوتي الصغار...
اختفاء/قصة قصيرة … فهذه هي المرة الاوّلى التي اراها فيها بعد غياب دام اكثر من عقدين , اعلم انها لم تلحظني , كانت عيناها تبحلقان في الوجوه الخارجة من غرفة المكتب , لمحت عينيها ترقبانني , قبل انّ يحجبها عني رف من الاكتاف المتراصة , ثم غابت عن عيني وراء جدار من الرؤوس المندفعة امام المكتب ...
كانت الأبواب مشرعة تنتظر الزوار المنتقين بعناية، وأنا من أولئك الزوار. لابد أن المطر ينزل بغزارة وإلا لما كانت ماسحات زجاج السيارات تتحرك ذات اليمين وذات اليسار. دخلت منفلتة، حاذرت أن يراني أحد، والعيون كلها مفتوحة عن آخرها، علها تلتقط هفوة أو غلطة أو حتى انزلاقا بعد وطء قشرة موز. لتطلع علينا...
كانت تتحدث بطلاقة أمامه عن كل شيء ؛ وعن آخر موقف حدث لها مع زملائها الذين فاجأوها بذكرى ما، كانت قد نسيتها منذ سنين ..أما هو فلم يكن مركزا على ما تقوله ..حيث تظلّلَ وجهُه بأفكار أخرى ..وعينه تركزت على أشياء في جسدها بينما ظل يهز رأسه مسايرا لحديثها ..وضع كفه على وجهه مدّعيا الإنصات ..لكن موجة ما...
حركة وئيدة تدب باكرا، سرعان ما تمتصها المنحدرات الزلقة على جانبي الطريق، بقايا ابتهالات مشتعلة لم تزل تتصاعد لكاتب أو شاعر، وأوراق متناثرة طواها الصباح على طاولة صغيرة تحت أشجار الكينا، غواية التلصص تفقدني نفسي… تماما كفقداني لأشيائي القديمة، فوضاي العارمة يعكسها زجاج المحال وأنا أحث الخطى في...
أنا – على الأغلب – كائنٌ ميْت، وموتي يتجدَّد بعللٍ تافهة؛ كأن لا يرد عامل النظافة الغاضب تحيَّتي لي، أو أن يقع زرُّ قميصي في فتحة تصريف الماء، أو حين ينتهي – بي – عدُّ حجر الرصيف إلى عدد لا يقبل القسمة على اثنين إلاَّ بباقٍ، وأحيانـًا حين أصادف تاءً مربوطةً عاريةً عن غمَّازتيها. كنت أموت...
أعلى