قصة قصيرة

- أحقاً أنت من قبيلة الزغاوة القريبة من بحيرة تشاد؟ سألت العجوز عندما صار رفيقها في السفر تحت ضوء القمر. من غير أن يجيب، ردّ عنه القماش الذي كان يغطّي وجهه وصدره فانكشفت أمام العجوز عضلات عظيمة تحت جلد غامق لعربيّ مولود في أفريقيا. وانكشفت أيضاً علامة مقدّسة على جبينه لا تُمنَح إلا لرسُلٍ لهم...
الى عبد العزيز جاسم .... - الدببة المتوحشة الفاتنة المولودة يوم الحرب بالذات ... تنطق بامنيات بريئة - رسالة نسبت لاحد ابناء مدينتنا الذي مات في ظروف غامضة قيل انه •- رسالة اسرار ومفارقات !....... او كان سقوطها في احد مكاتب بريد مدينتنا صدفة ... حيث لم يستطع سعاة البريد من...
منذ طفولتنا المبكرة.. عودنا أهلنا ومعلمينا أن رفع الأصابع.. يعني طلب الأشادة والامتنان والتأكيد على الرأي، وليس الأعتراض عليه أو تقديم رأي مختلف عن سابقه ..الأصبع الأولى، أصبع تأكيد لمن سبقنا عمراً وعلماً وتجربة.. واصبعنا المرفوع هو من طبع الوفاء والأخلاق الحميدة .أما الأصبع الثانية، فهي اصبع...
كطيفِ حبيبةٍ غابر، أو كحالة عشق تتلبّسك زمناً ثم تتلاشى، فيما تحاول جاهداً أن تستعِيدها من بقايا ذاكِرةٍ بعيدة؛ تبدو كسلا مدينة الشغفِ الزاهر الجميل، كحورية تحرّشت بها أمواج عاتية فَلَفظتها على يابسة محبوسة بين جبلين على ضفة نهرٍ مُتمردٍ وغدّار؛ حورية برشاقة غزلان براري القاش الخصيب، تربعت على...
تماماً ، وسط المقبرة القديمة ، على حافة الليل المتهادي فوق كاهل الأموات ، والهدير الأملس للريح الضجرة في لج البؤس .. كانت ضربات معول “السيد” ، وهي تثقب الأرض ، تتخلق نظاماً موسيقياً صارماً.. يشبه ، فعلاً ، نبض ضبع جائع لم يعرف الرعب إلي قلبه سبيل ، أو كخفقان ساعات القدر الحثيثة المؤقتة للقيامة...
تمددت مساحة الفراق وسيطرت عنوة علي مشاعر بيت السيدة العجوز, التي بدت وكأنها قد كبرت أضعاف عمرها بعد أن غاب ولدها البكر( سعد) في فوضي الحرب, غاب من دون موت, أو مات من دون جثمان وقبر.. تلاشي تماما ولكنه ترك خلفه ذكري حزينة وانتظار ثقيل.. بعد ان انقطعت أخبار‏(‏ سعد‏)‏ وانطفأت أضواؤه في مسرح...
لم نكن نعرف ونحن صغار‏,‏ في بلدتنا الكائنة هناك علي رافد النهر‏,‏ من اين جاءت هذه المرأة ـ الست دميانة‏,‏ فلم تكن لها عائلة أو بيت تنتمي إليه مثل كل أهل البلدة‏,‏ ولم نكن نعرف عنها سوي اسمها‏,‏ وانها تسللت ذات ليلة‏,‏ وراقت لها الحياة. ‏ فواصلت‏..‏ تحمل فوق رأسها كرتونة مملوءة باللب والسوداني...
الرائحة الغريبة التي تحملها العواصف الشمالية تنشرها في الصحراء تنفر منها اشعة الشمس التي تميل للغروب في وهن‏,‏ الرائحة الغريبة تجتاح الدار التي تاوي الفتي من أهوال الصحراء. منذ ان هبط علي الرمال من رحم أمه لم يستطع ان يسد الفتحات الضيقة في الجدار امام تياراتها الشديدة فتقتحم أنفه ويضيق نفسه حتي...
تلوح له كالحلم‏..‏ كالطيف‏..‏ كنسمة منعشة‏..‏ كالفرح المباغت‏..‏ طيبة وطيعة ورقيقة‏..‏ تغمره بالحنان‏..‏ تغرس الزهور في حدائق أيامه‏..‏ ما أسرع انتشارها في نفسه‏..‏ مثل العبق في ليالي البهجة‏..‏ يحلو له الهرب من صخب العمل والمسئوليات الملقاة علي عاتقه‏..‏ يتمدد ويتمطي‏..‏ يدخل حيث الأمسيات...
أري في تدفق الحشود علي أرصفة المترو؛ احتدام العناصر تحت الأرض، تفجر الينابيع الحالمة بالجريان، احتشاد النمل لنقل كنوز مخبوءة، ومن قلب هذه الحشود الفوارة عبر الجهات الأربع؛ أراها تتابع رقصها الأبدي نحو اللانهائي. وعلي حين بغتة، ضرب نيزك هائج حافة الأرض، فاختل إيقاع الرقص، ففتح في جدار المترو ممرا...
دقت الساعة السابعة صباحاً. أستيقظت وفاء كعادتها في كل صباح،ونزلت من على سريرها،وأتجهت نحو الجدار،و وقفت أمام الصورة تنهدت في سرها،وقالت” صبّحك الله بالخيرأبو وحيد” ثم أستدارت إلى السرير حيث ولدها كان لا يزال نائماً أيقظته؛ ليذهب إلى المدرسة،و ذهبت هي إلى المطبخ؛ لإعداد الفطور الجميع لا يزالوا...
مضى يوم تقريباً وجواد لم يتصل أو حتى يرسل رسالة ،حاولت الاتصال به مرات عديدة ،فلم يكن جوالهِ إلا مغلقاً! حاولت أن تتذكر إذا ماحصل بينهما أي خلاف أو مشكلة ،فلم يكن سوى الخير بينهما،بل على العكس كانا في غاية الروعة حتى المكالمة الأخيرة لم يتوقف جواد عن المزاح والكلام الجميل ! قررت الاتصال...
لأول مرّة يشعر أنه مغتبط ، وهذا أمر جعله يقف في حيرة من نفسه ، لقد أصبح يضحك كثيراً ، وكانت الوجوه تحدّق به باستغراب وتغرق معه في ضحك غير مبرر .. ترى هل هو الآن في وضع لايحسد عليه ؟. فجأة توقف عن الفرح والضحك وتذكرها وسأل نفسه : _ترى متى يستقر ويهدأ بالقرب منها وهي التي لاتكترث به ؟. كان يشعر...
صدى الذكريات أيقظ في نفسي ما حدث للشاب ( محمود ) ولا أدري لماذا ابتسم عندما أتذكر المشهد في ذلك اليوم الصيفي الحار . ومحمود شاب في الخامسة والعشرين من العمر . يسكن في قرية غافية على ضفاف نهر صغير . أسمر اللون . طويل القامة . قوي الجسم . متدين يقرأ القرآن والأدعية الرمضانية . يحفظ من التراث...
عندما التقيت الفتاة التي صارت زوجك فيما بعد، أوهمتك أنها تقرأ كل ما تكتب، ولها محاولات في القصة والخاطرة والشعر بل ولها محاولات في كتابة اليوميات، وهي في الحقيقة تلقي بالطعم للمبدع لتستدرجه للزواج، ولم تنس أن تقول له أنها تهيم بأبطال قصصه، وهي في سرها تضحك منه، ومن أبطاله، ومن القراءة قاطبة بل...
أعلى