قصة قصيرة

تبرق العينان وتنطفئ كفنار يهدي التائهين، تضحك من اللاشيء، تُقرر اللعب بقواعد التنمية البشرية، تُحدث نفسها.. - انظري إلى المرآة كم أنت جميلة هذا الصباح لعلك رأيتِ شروق الشمس؟ - لا لم أره. - لعلك متفائلة عيناك تتألقان بالبهجة. - فعلًا أُفكر بالموت كثيرًا. يبدو أن تعليمات التنمية البشرية لن تفلح...
هذا البريق المتسرب من روحك يُغري النساء من حولي، كثيرات منهن يرتبكن لدي مرورك بنظراتهن، تبدو مثل شعاع ضوء منفلت من نجم مرّ للتو، حضورك الزاهي ينسجم مع الألوان وأنا كامرأة وحيدة تعلمت أن أتبع الدفء، فلماذا يحتفظ الرجال بالدفء والألق؟ يخبئ الرجال شموس زوجاتهن في الجيوب الداخلية للقلب، فيشرق كل...
قرية صغيرة علي شاطئ النيل لا يربطها بالعالم سوي ذلك النهر النجاشي و طريق طويل ليصل بكوبري حديد بالي يبعد عنها عدة كيلومترات . اضطر أهل هذه القرية إلي ركوب ذلك المركب البالي ليعبر بهم النيل و يطلقون علية لفظ المعدية. اصبحت تلك المعدية هي الشيء الوحيد الذي يربط بين هؤلاء المنسيين بعالم الأحياء ...
لا أتوقع أنك ستُصدّق هذه القصة المدهشة التي أكتبها ، ربما استحق وصفي بالمجنون إذا توقعت منك تصديقها، بل إنّ عقلي يقول لي بأنها صعبة التصديق، ومع هذا أودّ أن أُطمئنك أنني لستُ مجنوناً، كما إنّني لست بالذي يحلم ؛ لكني كنت راغبا في أُزاحة هذا العبء الثقيل عن كاهلي وأموت مستريح الضمير فلابد أن...
طول السفر أرهقني، وقفت أستريح وضعت حقيبتي على الأرض لأمسح العرق المتصبب من جبيني، نظرت من حولي وإذا بي تائهةً، أضعت طريق منزلي لا دليل يوصلني إليه. أين أنا؟ مدينتي تغيرت كثيراً وكأني أزورها لأول مرة، شعرت بالرعب كأن كل شي من حولي مهجور، تهمس في أذني أصوات غريبة كأنها غابة موحشة، فيها رائحة نتنة...
على أشرعة الموجة أحزم حقائبي, وأقطع ضوء الأفق . تشدّني الآمال البعيدة وأضواء النجوم الشاحبة ومنارات الميناء . لم أسافر منذ مدة .. بدأت تضعف عزيمتي . وحده شاطئ الأمان بعيد مهجور . أيها الشاطئ الحلم متى تقترب ؟ سماء مارس شاحبة صامتة .. أبواق سيارات أمريكا الفاخرة تدغدغ أحلام نساء مدينتي ..الشارع...
أحس عبد الله بكآبة خانقة داهمته فجأة .. فلاذ بالوحشة والفراغ، وأخذ يتأمل السماء العريضة .. فتش عن نجمة المساء .. وأخذ يدقق جيداً عله يرى نجمة واحدة .. عاين السماء من أطرافها .. يا لله متى تظهر النجمة.. لكن النجمة ظلت آفلة .. لو أن نجمة واحدة أضاءت بؤر قلبه الحالكة ، لاستحضر جواداً وشراعاً وسفينة...
هي غزالة جميلة كانت تنعم برقصها الجميل بتلك الطبيعة الغناء، كان الجو لطيفاً والطبيعة غناء بديعة، أحسّت الغزالة بسعادة كبيرة لاندماجها المتناغم مع الطبيعة. مر الوقت السعيد عليها من غير أن تدرك غزالتنا البريئة بأن هناك عيوناً ترصدها، هذه العيون كانت عيوناً خبيثة ذئبية، إنهم مجموعة من الذئاب كانت...
تكنتُ قد سمِعتُ عن جبل قاف مِن حكايات جدّي، ومرّت السنوات والحكاية لا تبرح ذهني. وطفق الشوق يستبدَّ إلى صعودِ الجبلِ ورؤية قمّته، قال الروّاة إنّه جبلٌ يقعُ في الجهة الشرقية مِن جانب الطورِ، وهو جبل يحيطُ العالمَ ويشملُ الجميعَ بسكونه، ولا تفارِقه الأنوار. اجتهدُ كثيرون في محاولةٍ للوصول إليه،...
يفتح عينيه ببطء. يدير وجهَه نحو النافذة، رامقًا بوجهٍ يابسٍ الضوءَ الذي يتسلّل من وراء الستارة. يزيح الغطاءَ عنه، ويجلس على حافّة السرير. تلتقي عيناه بالمشجب الفارغ قرب باب الغرفة المشرع، فيَشعر بوخزةٍ في صدره، بينما يفكّر في بذلته العسكريّة الملمّعة الأزرار. "أتراها أدركتْ، وهو يخلعها البارحة...
- هل أنا قبيح جداً يا جميلة؟ - نعم أيها الوحش. - وبليد جداً؟ - لا لست بليداً أيها الوحش. - هل بوسعك أن تحبيني يا جميلة؟ - إني أحبك فعلاً لأنك لطيف جداً. - هل تتزوجين بي؟ - لا أيها الوحش! هنا انتهت حكاية جميلة والوحش الخاصة بي، فجميلة لم تبك فوق جسدي المرمي على الأرض، ولم تصرخ: أرجوك لا...
«الفرح المتسارع مخيف! أولست تخاف من سيارات السباق السريعة أن تصطدم بحاجز الحلبة في أية لحظة فيُسحق صاحبها المنتشي؟ كذلك الحال مع السعادة المتهورة... لا أمان لها، والخوف من عاقبتها». لو كان دوستويفسكي أبي كنت اعتبرت من حكمته هذه، ولكن القائل هو - أبي - فقط... دون أن يكون فيلسوفاً أو حكيماً...
سرنا أنا وأمي نقطعُ الطريق من محطّة الباص إلى صالون الحلاقة الوحيد في المنطقة. لاذت كلّ منّا بصمتٍ يكفيها شرّ مناقشة الأمر مرّة أخرى، فمنذ انتقلتُ إلى مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وأنا ألحُّ عليها، كنت أطلبُ وهي ترفض، أتوسّل فتسبُّني، أبكي فتصمت... كانتْ وهي المُطلّقة حديثًا قد أتَتْ على نصيبها...
مازالت فرقعة الشبشب تهوي عليّ ....، وصرخات السيدة التى تنظر من خلال شرفتها المقابلة تعلو.. تُحرّّك بداخلي مشاعري الإنسانية وكل ما تعلمته وعرفته فى بلدي التى هاجرت منها لأستقر منذ عشر سنوات فى هذا المجتمع الغريب عن نشأتي،وعن عقلي وأحاسيسي، لكني حاولت أن أتعايش مع كل هذه الظروف وتلك العادات تحت...
كانت تعتقد أنها تمتلك العالم , طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك وهى تشرب من علبة الكانز , مستمتعة ببرودة المشروب وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد , وهى تردد بعض الأغانى داخلها وتصفر بعض الصفارات الضعبفة و وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة...
أعلى