مقالة

الخطاب discourse هو كلّ مجموعة من العلامات اللغوية تضبط استخدامها قواعد وعادات لغويّة مرعيّة متعارف عليها وتنتج دلالات ومعاني تنتقل من مرسل إلى مستقبل في حقول معرفيّة وسياقات ثقافيّة واجتماعيّة. أصل الكلمة في الثقافة الغربيّة يفيد معنى "الجري هنا وهناك" – "اللفّ والدوران" حول موضوع، وانتقال...
البحث عن قيم بديلة في عالم منحط ينتمي المرحوم محمد بيدي إلى كتاب الستينيات من القرن الماضي. ومن ثم فهو أحد رواد التجربة القصصية المغربية في طفرتها النوعية الثانية بعد تجاوز طفرتها الأولى، طفرة التأسيس.، لتنفتح على أسئلة التجنيس. في الطفرة الأولى التي لعب فيها الرواد الأوائل (أحمد زياد/ أحمد...
معادلة ثلاثية العناصر، قد لا تستقيم منطقياً أو معقولياً، لكنها أكثر استقامة ومثولا في واقع وفي تعبير عن واقع كذلك؛ معادلة لعلها تبقى الأمثل لحديث عن الفقيد الأديب محمد بيدي، أو هي ضرورة ما يفرضه واجب صداقته والتعرف عليه عن بعض قرب. شخص متعدد المواهب والقدرات في المجالات الإبداعية، كتب القصة...
لشدّ ما فكرتُ وأنا أقرأ روايةً ، أو قصيدةً ، أو عملاً أدبياً أو فكرياً، عن الحالة التي يتلبسها المبدعُ قبيلَ انجازِ عمله! أي عوالمه الحقيقية ، الخفية التي يعيشها وهو يتهيأ لاقترافِ فعلِ الكتابة. وانطلاقاً من نفسي فإنَّ ثمة طقوسا أمارسها، فتبدو لي كتعذيبٍ للرّوح وجلدٍ للنفس، ناهيك عن قوافلِ القلق...
باكستان/ إسلام أباد: ناقشت الباحثة الباكستانية "حبيبة عبد الله" في قسم اللّغة العربيّة/ كليّة اللّغات/ الجامعة الوطنيّة للّغات الحديثة/ باكستان رسالتها الماجستير استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في كليّة اللّغات حول القصّة عند الأديبة الأردنيّة د. سناء الشّعلان في مجموعتها القصصيّة...
لماذا الشعر؟ لماذا القصيدة؟ سؤال يسأله الكثيرون من أبناء جلدتنا في الإنسانية، وكأنهم لا يدركون أو لا يريدون أن يدركوا أنه التجسد والتماهي بحالات فريدة مبتكرة تقتنص الإعجاب وتثير الدهشة بعناصر التشويق حين تتجدد بالعطاء الصرف، وتنتصر بالديمومة حتى حين يحل الانحلال، ويحين الزوال والفناء، لأنها لم...
أمس قرأت على صفحة أحد الأصدقاء الافتراضيين فقرة يشتم فيها أبناء شعبنا ويصفهم بأنهم وصلوا إلى درجة من البلادة لا تتصور ، فهم لم يعودوا ، حين يستشهد فلسطيني ، يحركون ساكنا ، وصاروا يتناقلون الخبر - إن تناقلوه - كما لو أن شيئا لم يحدث . وأنا فكرت بالأمر . في الصباح غادرت الحي الذي أقطن فيه...
- لؤلؤ منثور 1- اللؤلؤة : ماذا تفعل الموسيقى بالأعصاب ؟ " إن الإنسان لدى سماعه للموسيقى يتوجه شعوره وفكره إلى اكبر هم يشغله . يسمع الجماعة لحناً، فالغريب يذكر وطنه، ويشعر بالحنين إليه، والكهل يذكر شبابه ، ويشعر بالحنين إليه، والعاشق يذكر حبيبه ، ويشعر بالحنين إليه " 2- المحــارة : - هذه ملاحظة...
.... ان اللاثقة واللاتحدد في الواقع وانغمار الشخصية والاستخفاف بالطاقات والملكات وعدم التوافق الاجتماعي الا على اساس المساهمة في تيار الضوضاء والمظاهر والنفاق والكذب والتزويق والدوران حول محور الانتفاع – المادة – يجعل موقف الانسان مشابها لموقف الجندي الذي يقتل كي لا يقتل . تلك هي الحالة...
مقدّمة: مثَّل الأمن جوهرا إنسانيا حضاريا منذ بدايات اجتماع البشر في قبائل ثم مدن وصولا إلى الدول، بل إن له قيمة حتى في التكوينات الأسرية الأولى، وله ارتباط بالصبغة الفردية، وامتداد إلى عالم الحيوان وإلى الكون كله، فالأوزون طبقة لتأمين الأرض، والشمس والمطر من مؤمنات الحياة لمخلوقات الكوكب، وفي...
1 - في الكتابة عن صورة الفلسطيني في الرواية العربية يجدر التوقف طويلا أمام الكاتب اللبناني الياس خوري ، وذلك لأنه يشكل حالة متميزة ، بل فريدة ، في الكتابة عن الموضوع الفلسطيني والفلسطينيين . الياس خوري لبناني المولد اقترب وهو في العشرين من عمره من المقاومة الفلسطينية والتحق بحركة فتح وهي في...
وقد تجد نصوصا مُسمّاة بقصائد عامية وهى فى الواقع لا تأخذ من شعر العامية الحر / قصيدة العامية اٍلاّ الشكل الخطى البصرى "شكل الكتابة على الورق" فقط, وتفتقر اٍلى أدنى مقومات الشعرية حيث اللغة تقريرية ومباشرة, والموسيقى الصائته تطغى على الصور الشعرية فتجد الأخيلة والمجازات ضحلة ومستهلكة, ثم تجد...
كان الجو أمس الجمعة ربيعيا بامتياز ، والربيع على الأبواب . لم يؤد إخوتي المؤمنون وأصدقاؤهم صلاة الجمعة في ساحة بيتنا ، واختاروا ساحة مدرسة من مدارس الحي ، وهكذا لم أستمع إلى خطبة الجمعة ( راحت عليك ) ، وعوض ذلك وجدتني أعيد قراءة قصتين كتبهما القاص...
مارس ١٨٧٣، غوستاف ناختيغال النمساوي، دون في مذكراته، حينما جاز نواحي "البطحة"، في طريقه من باقرمي إلى وداي، أن إهداء قرطاس من الورق الأبيض يبعث مشاعر الفرح ويجلب الرضا والامتنان، ليس لدى عامة الناس فحسب، بل حتى لدى الخاصة. وأن إهداءه عقب قلم رصاص لا يتجاوز طوله نصف بوصة، كان مثار غبطة ابن...
في تاريخ الأوبئة هناك أمرٌ ساخر يشوبه التناقض داخل المجتمعات العربية: هو أننا نعزل أنفسنا هُروباً من كل وباءٍ واسع الانتشار بوصفه طاعوناً للعصر، مترقبين تحسُن الأوضاع مع التملمُل لدرجة السأم من فترات الانعزال، بينما نحن ( كنا ومازلنا) نحْجِر على حركة العقل طوال قرون من الخمول الحضاري، ولم نتململ...
أعلى