نثر

بين البؤس والضجيج والحرمان تتكثف حد المواجع يتصاعد أنينها يصل عنان السماء بشمس تشرق على ليلهم البعيد وغيمة تروي ظمأ وربيع يخفف جفاف الخريف ينفثون دخان وهمهم في سجائر الغد لم تحترق أصابعهم المتربعة على أطراف الشجن لاتبتر لحظة وجع ليحل محلها فقدا ولا تنضب أسباب العويل أشرئبت الأعناق لمأدبة...
يا من لذكراه حن الغصن والشجر نتوق اليك يا سيد الأخلاق والبشر صلى عليك الله ما أشرقت شمس وما ناح طير..وتدفق النهر وما لاح نجم في ليلة ظلماء مقفرة وما تهادى غصن وتساقط المطر ما لي سواك يا رسول الله يشفع لي عند الصراط اذا ما تطاير الشرر يهفو الفؤاد اليك يا خير الورى وتسيل عيني شوقا كما البحر...
1 كلما تطوَّرتْ بلادي في أحد الحُقول، شَعرْتُ أني أجْني ثمرة انتقاداتي، لكن فرحتي لن تكتمل وأمدُّ يديَّ للتَّصْفيق، حتى تتضمَّن تشكيلة حكومية في المستقبل وزيراً للفقر، وإلا ما جدوى حكومة تنْتَفخ بكل الحقائب وتفتقر لحقيبةٍ مُهِمَّتها توزيع الثروات بالعدل ! 2 فرقٌ كبير بين الأعمال الأدبية التي...
أول حبيب انتحر للخلاف الديني والثاني مات للخلاف العقائدي والثالث هرب يوم التلبيسة والرابع كان مشروعاً فاشلاً أي أصبح زوجاً وبعد نومة أهل الكهف جاء اللاهث بقربها دوماً والمغمضة عنه عينها التي ترى بها. مِن (اترك محراثك واتبعني) أو مِن (في البدء كان الغمر) إلى (في البدء كانت الكلمة ) من (إقرأ وربّك...
كلما جنى الليل هامت على وجهها الحروف نبيذ الغواية يتسكع في جنباتها تتلاطم عواصف الشقاء على متن الوجع تلامس الشوق على شفا جرف تتلاحق هبات كامنة كبركان ينتفض على أهبة الاستعداد للانتفاضته العظمى توشك النواة أن تصيب كبد المساء ياالله ماكل هذا الضجيج في روحي ؟! ومن أين أتت هذه الضوضاء العارمة؟ ...
هل اختنق الوقت أم الشهيق في صدري؟ اتعلل بتغير الجو والملل يسيطر اطوي فزاعة الفراغ بالضوء انحت مطرقة للأمنيات ولم أصلني ولن أُصلني فراغ مكتسح لصدري القابل للتعديل عنوة أسد نوافذ الذكريات لأحظى بغفوة جدائل الصمت ملقاة على عاتقي بين فوضى عارمة وضجيج لايتوقف تتأطر حياتي دون تخطيط واستلقي على...
في حماة: يضغط بيبرس على ذاكرتي أراه طفلاً أشقر الخصلات يجهل القراءة والكتابة متخفٍ خلف باب الجامع الكبير المطلّ على ساحة سوق لا أذكر اسمه أرى-فيما يرى الحالم-حاميه البندقداري يعاين النواعير الحموية أرى قلاوون صديقه وقاتله يلاحق فلول الإيزيدية أرى الدماء تسيل وتتطرشني الناعورة ببقاياها الساخنة...
قبل ظاهرة فقدان حاسة الشم وقبل أن يصيبنا كوفيد بسهامه وكأنه (كيوبيد)، وبالفسحة السماوية بين أزمتين-وهو الزمن المعاش في بلادي- كنتُ بنت شوارعٍ بامتياز ففي الرقة حيث ولدت ولم أترعرع (أحب هذا التعبير ) كانت الشوارع مغبرّة بكثافة واللون الرملي الأصفر طاغٍ ورائحة القيظ عالية فنحن في تموز وأحدهم...
عشرون عاماً ومازلت في الصفحة الأولى من كتاب الهوى عقدان مرا في الزمان بلا احتواء اراني مثقلا بحمل الشوق والجوى كطائر انهكه التحليق في الهواء وظل وجهته وما راى في نومه او صحوه غير العناء او كمارق ظل أهله وما اهتدى يطارد الليل بين ذكرى واحلام للشباب وما حوى اغافل القلب بالتجاهل والنسيان...
على عكس جميع الأمهات وبعد تفكير، قررت أن أكون صادقة مع أولادي. (كذبُ الأمهات جميل) هكذا تجرعنا الأمومة منذ اليوم سأقول لهم: لم نكن أنا وأخوتي أطفالا مثاليين-كما حدثتكم من قبل- وكنا نشاغب كثيراً وكانت جدتكم تضربنا بقسوة كانت تخيفنا أكثر من الشرطة. كنتُ أقول لها أنني لا أحبها وأحب أبي(جدكم)أكثر...
أمّا قبلٌ.. أمّا بعدْ ميسُ الوردْ بنتٌ حلوهْ.. لا عن قصدْ قدْ علّاها اللهُ مقاماً لمّا سمّاها النهوندْ أسراها يوم سوّاها كالنسمةِ طيباً بسماه هل تجدي في العشقِ الآه والنارُ مزيدٌ من بردْ؟! صاح الصبّ: "وا ويلاه حظّ العشّاق محتومٌ كالسبعةِ في حجرِ النردْ من يرجع للعينِ النورَ إن شقشقَ صبحٌ للخدّ...
جرحي لايندمل،حاولت مراراً غلقه. كلما قرأتك ياوطني على صفحات الأزرق تماوجت بحورك أمامي وعدتُ للغطس تحت الموجة لئلا ترى دموعي وهي تختلط بالملح والفرح لاجتياز الموجة من تحت. وطني لاتنشر غسيلنا الوسخ هكذا لاتفتق درزاتي المتعرجة لقد لفقْت قلبي بسرعة لئلا ترى النزيف. وطني ليس حبيباً يموت وآخر يأتي...
I فَوقَ قَنَاطِرِ الأبْوَابِ الأُولَى قَنَادِيلُ تُلَوِّحُ في العَتْمَةِ البَارِدَةِ بـِمَائِعِ ضَوْئِهَا. II صَوتُ جَلَبةٍ لُـهَاثٌ يَتَقَطَّعُ فَوقَ طَقْطَقَاتِ الـحَصَى خَشْخَشَاتٌ فَوقَ العُشْبْ لِأَقْدَامٍ دَامِيَةْ خَلْفَ الفَرَاشَاتْ تَصْعَدُ نَارُ الـمُتَسَامِرِينَ تَطْرُقُ النَّوَافِذَ...
كتلة أخرى من الصقيع ألف قالب المعجنات أضيع قلبي في محاورته يتشكل كل يوم حسب وجهة الرياح وتوقيت مواجع الفقد لاشعار لم تحن ساعة بزوعه. ندف الثلج المتساقط على ضاحية صدري لم توكل إليه دائرة الأرصاد . الذوبان في قلبي شرخ الماء الذي يشقه العبور جعل آخر توابيت الهجوع مقذوفات النفس الأمارة بالحرق...
أشتاق لرائحة بيتنا المظلم في الطابق الارضي من بناء مظلم بثلاث طبقات أشتاق لصحن "أم جهاد"وهي تمدّه لنا بصعوبة من الفتحة التي تفصل بيتنا عن بيتهم صحنها كان نظير الجوع وانتظار أمي التي لاتعود قبل ثمان ساعات طويلة وكنا نأكله رغم الفارق بالطعم بين طبخ أمي وطبخها أشتاق لتلك الفسحة السماوية التي كانت...
أعلى