سرد

كشيوعي منشق عن الجماعة ؛ جلس الرفيق عابدون في أريكته الوثيرة بباحة مزرعته في سوبا.. الباحة تطل على أفق أخضر ممتد حتى النهاية. وقد استدعاني كمحام لرفع عدة قضايا اغلبها تتعلق بتركات وأراضي وخلافه... جلست اليه بكل احترام.. فأنا أعرف أنه أذكى مني كثيرا ، وأنني لن أستطيع ممارسة التجهيل المعتاد كما...
تجاعيد خمسينية.. يا إلهي!! ها انا أعيد الكرة! احتفل بعيد زواجي الذي أعشق خاصة أنه يتوافق مع بداية العام الجديد رغم أنه لا يبالي، أراني أستذكر على مرآة زينتي تجاعيد السنين ما ان أتلمس وجهي خلالها تلك كانت نتيجة اول عراك، والأخرى نتيجة زعلي مع والدته، وهاته كانت بسبب غيرتي حين رأيته يتحدث الى من...
الباص السفري قديم جدا...كانوا يطلقون عليه فورد .. كل حديده يصرخ... لا مذياع ولا حتى زجاج يغطي النوافذ ، الباص الأزرق الذي تنتفخ مقدمته وتتكور جوانبه نصف تكويرة لتناسب حجم عجلاته ، عجلاته كانت هي الشيء الوحيد من هذا العصر. وأما كل مكوناته الأخرى فهي أناجيل صناعة المحركات البخارية... مع ذلك فلو...
قبل عام، فُزت في مسابقة توظيف وصِرتُ ممّن يُمكنهم الاحتفال بعيد العمّال. لحدّ ذلك اليوم، كنتُ أظنّ أنّ الفوز في مسابقة توظيف كان كافيا لكي يعمل الإنسان ويعيش بسلام إلى النهاية...لكنّي كنت مُخطئا. وهذه مذكراتي باختصار، وقد كتبتُها طوال قرابة عام من العمل في وظيفتي الأولى. قبل 320 يوم أنا سبعاوي...
هو عندي حامل القرابين، رغم أنه كثيرًا ما كان يحمل صينية القهوة، يخرج بها بكل حماس من حجرة صغيرة يسميها أهل المكان "بوفيه"، رشيقا يتفادى الآخرين، يخطو كأن الأرض تنسحب من تحت قدميه، ينقر الباب المصقول المغلق بطرف سبابته ويدلف، يضع فنجان القهوة بحرص ويده مرتعشة تمسح بسمته المتواضعة بحركة محسوبة،...
قال خوان كارلوس أونتي: «..ولكن عندما يرغمونك على الانعزال.. فالأمر يختلف تمام الاختلاف». هذه العبارة لأونتي.. نعم لاأزال أتذكر ذلك جيدا.. إنه الشاعر.. لكن من أين أخذتها.. قد تكون من إحدى رواياته.. لأتأكد من ذلك الآن بنفسي.. ها هي رواية «الحياة القصيرة «..أوراقها مالت إلى الاصفرار، لقد...
رجلنا هذا ورب العرش المنجي, رأيناه يركب حماره في هذا اليوم, وهذا يحدث, رغم أننا أدخلنا الأتومبيلات, والميكروباصات إلى شوارع البلدة, بعد أن صارت بورسعيد مدينة حرة, تاريحنا هذا, وبه نؤرخ. رجلنا كان أيضا يغني, ويقول: معايا جنية. أجيب به أيه. أجيب وزة . والوزة تكاكي ..وتقول يا وراكي..يا وراك الشوم...
وقف بجانبى ينظر حوله يبحث عنى كان طويلا لكنه اليوم اكثر طولا واكثر نحافه رآنى مد يده لتحيتى كانت اصابعه بارده بلاحراره وضمه يده خاويه واثار بداخلى سؤلا جدليا .. من هو؟.. جلس على طرف المقعد امسك بالقلم بمنتهى الرقه والحميميه وتحول القلم بين اصابعه لعصفور يشرب من الفراغ الابيض ويلقى كحل الاحرف...
يونس .. يتحدث بعصبيته المعتادة ؛ اسود نحيل لكن جلده متقشف ورمادي من قسوة عمله في مصنع الرخام: - انا عملت في مصنع الرخام منذ عشرين عاما... صمت كعادته فهو لا يكمل جملته أبدا.. الرجال الباقون يحدقون فيه في انتظار اكمال جملته لكنه يخفي عينيه تحت مظلة قبعته ومعطفه الجلدي الأسود وينظر بخط مستقيم الى...
1 ــ فصـول من فقـه "الفُتُـوّة": ركام السنين يتداعى، تتبطنه فجوات عكسية التصويب، ضبابيته الأبدية ينفثها في وهن شيخ أضر به التقاعـد. رطوبة المناخ تعلن مسبقا عن إخفاق، الإدلاج الجمعي. و الوصيد الحديدي يرفض الانفراج في وجه القادم، داخل السور تتلملم المدينة الثكلى، تتعاطى العشق...
لما رأيتُ الأرملة الشابة.. تنظر للقطط.. ويدها قد يبست علي شيء ما تمسكه.. وكأن في الأمر ما يروقها, ويشدّ انتباهها، أيقنتُ أني بصدد أمرٍ ما سيحدث.. بلعت ريقي بصعوبة.. كتمت أنفاسي, حتى لا تراني، انزويت متخفياً.. أتابع المشهد عن قرب.. القطة تهز ذيلها, تموء, تثني رأسها.. القط يقترب منها ببطء, تنفر...
دق جرس الباب فأسرعت نعمات هانم لتفتح لزوجها كما هي عادتها في أول كل شهر فما كادت ترى وجهه حتى بادرته - استلمت المرتب طبعاً. . . سلمه بدورك فقال لها وهو يدخل: - انتظري حتى أدخل وأستريح. . . انتظري قليلاً - لا. . . هاتها. . . أمدد يدك في جيبك. . . أوه. . . أسرع وضع حسن أفندي يده في جيب سترته...
أفاقت (خيرية) - في غرفتها - على صدر (سارة)، أو لعل الأصح والأقرب إلى الصواب أن نقول إنها استعادت سكينة نفسها فيما ترى العين، بعد أن اسبلت ملء حفنةٍ من الدموع روت بها زهور خديها النضيرين، وأصارت أرنبة أنفها كالجزرة. وفي قليل من البكاء شفاء للصدر وجلاء للبصر، وغنى عن المساحيق! وأحست (سارة)...
البنت االجميلة، التى لا تزيد عن تسعة عشر ربيعا، قوامها النموذجى مخفى عن عمد مدروس تحت زى يحاول طمس هذا التكوين السحرى وطمس أنوثتها. كانت تحمل حقيبة متوسطة، وبين يديها ألعاب صينية. وقفت قبالتنا. - مساء الخير. - مساء الخير . قمت بالرد، فهذه عادتى مع مندوبى المبيعات . بادرتنا با لحديث عن بضاعتها،...
تهالك على السرير الحديدي ، فغاص في غلالة شاحبة منبعثة من السهّارة ... فارق ذهنه الغرفة ، مخلفاً جسداً هامداً، تجمّعت كل حياة في أصابعه السمراء، التي تحاصر لفافة تبغ رخيصة كلها أعواد ، يسحب منها أنفاسها ينفها سعالاً ... النار تقاوم " أعواد التبغ "...الذهن يعيد تفاصيل اللّقاء الإذاعي مع " صديقه "...
أعلى