نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
رفعت قدمها اليمنى بصعوبة وهي تربت على مؤخرة الفرس، وبجانب الحوذي جلست وهي تبوح بألم، وبعد نفاذ صبر:
".. يا إلهي.. كدت أموت من البرد".
كانت ترتدي جلبابا بادي القدم ورأسها لف في منديل أبيض. وبينما أخذ الحوذي نفسا عميقا من سيجارته، وهو يتأمل الطريق الطويل، استأنفت المرأة بإلحاح، تقول إنها تخشى أن...
بتنا شبه متيقنين ان (سالم جبر عطيوي) يخضع لمتوالية هندسية منذ لحظة الولادة. لقد توفر لنا من المعطيات ماجعلنا نتوصل الى تحديد الثابت الرياضي الذي يحكم تلك المتوالية. وظهر ان قيمته ( 0.65 ). اي اقل من الواحد.
ومن حق الذين لايحملون فكرة عن المتوالية ان نقربها لهم.
المتوالية اشبه بقطار ركب في...
لأني ذكي، ولي طموحات خاصة آليت على نفسي أن أحققها، فقد سعيت إلى أن أكسب ود ساكنة الحي العشوائي الذي أنحدر منه، والذي غبت عنه ترفعا مذ أن عينت في الوظيفة العمومية، كخطوة أولى ضرورية لتحقيق مبتغاي
لهذا الغرض، توفقت في تأسيس جمعية مدنية لم يمانع أحد ممن جندتهم في أن أترأسها. وترأستها. وسميتها...
إهداء : إلى كل مغربي لم يتعب
من طرق الأبواب
الموصدة ..
أعرف نفسي ، أنا كما عهدتُني ، لا أنام إلا إذا سكن الليل ،، وحين أنام ، أنام وحيدا ، وعيناي مغمضتان على الخارج ، مفتوحتان على الداخل ..لي عينان سرّ جمالهما في شرودهما ، أو هكذا أخال .. وخاصة حين تكونان حمراوتين بفعل سوء النوم أو قلته ، أو...
عندما إستيقظت هذا الصباح
كدت أقسم بأنة يوم القيامه
" لن أضاجعه حتى لو كان الرجل الأخير على الأرض ، " قالت سونيا لاصدقائها ، مخمورة ومتقدة بالتحدي في عشية العام الجديد ، قبل حلول النهاية .
حدث هذا قبل منتصف الليل تماماً ، ثوان قبل أن يدور العالم بما فية ويدلف إلى الألفية الجديدة. خرجت التكيلا. ثم...
كان فخامة الرئيس المغوار يحب شعبه حباً نزيهاً عفيفاً طاهراً عذرياً، ويُعنى بمتابعة كل خبر عنه وعن حاله وأحواله، وقد نمي إلى أذنيه الكبيرتين شائعات كثيرة مفادها أن شعبه في ضيق عظيم يدفع الرجال والنساء إلى البكاء في أثناء نومهم، فطاب له أن يتأكد بنفسه مما بلغه، وتنكر في هيئة حمار هزيل يجر عربة...
دارت علي حساب مدرسة المتسولين مجموعة من الحكايات المدهشة جدا.
وأصل هذه الحكايات يعود لنقاش دار منذ فترة- في مقهي الباشا- بين مُعلم التسول أبوشاوالي والمثقف توفيق جاد. لأنه وعلي إثر هذا النقاش الذي تجول بين تفاصيل لا حصر لها، بصدد التجديد المزعوم، في جماليات النظام، سوف يصبح-...
النتوء على رأسه يكبر , يأخذ كل مرة شكلا غريبا ,لا يمكن للمرآة ان تخونه حين يسألها كل صباح قبل ان يخرج الى العمل ,,
ينظر في عيون الناس , يسألها , لا أحد يعيره اهتماما في الشارع , النتوء ينتصب فوق رأسه , ولا أحد يهتم ,,حتى زملاؤه في العمل لم يهتموا , ولا أحد منهم سأله يوما عما ينتصب فوق رأسه , ...
لا أعرف متى بدأ ذلك؟ أحيانا ننتبه إلى العرض غير المألوف بمجرد وقوعه، تظل المرة الأولى محددة، جلية، نستعيد نشوءها، بزوغها المفاجئ، تعجبنا، تفحصنا، غير أن الغالب، الأعم انتباهنا بعد التكرار، لا يمكن تعيين لحظة، أو تحديد يوم، بالقياس إلى كافة ما عرفته هذا مستجد على ذلك إن نومي عسر، لا ألجه إلا بعد...
الشمس عمودية ويونيو يكنس البشر من الشوارع، بلد عارية من الأشجار والرجل الذي قارب على الستين وبه بعض فتوة وحياة هجم عليه ذباب ورطوبة فقام مختنقا من كمية الهواء الفاسد ينظر إلى محيط الغرفة الذي يضيق عليه وقشر الطلاء المتآكل الذي يشكل كائنات متوحشة تجلب الفزع، عاودته الرغبة بالنوم. مسح عرقا نبت...
يروى أن الملاك العبوس عزرائيل أراد أن يعابث روحين لعبد وعبدة، يعملان في غيط السيد، فتنكر على هيئة شيخ ضرير بلحية، تحت إبطه لوح وبيده ريشة ودواة.
استبد العجب بالعبدين الغافلين: ما حاجة شيخ ضرير إلى اللوح والريشة والدواة؟ ولم لا يدب بعصا كسائر العميان؟
وقالت العبدة لزوجها العبد: لو أمرتني سألته؟...
الحرارة شديدة، لساني جاف، أمنيتي ، شجرة أتظلل تحتها، وعين أرتوي منها، وأتبرد بمائها. لا أدري ما إذا كنت في شارع، أم في خلاء، لكن المؤكد، انني أمشي في اتجاه معاكس للناس. كنت وحدي، فقد سبق لي أن التفت جنبي وخلفي فلم يكن هناك أحد، لكن القادمين تجاهي كثيرون، رجالا نساء، أعمارا من كل الأعمار، يتحدثون...
خرج من البيت وهو يلعن كل شيء بصوت عال، ابتداء من العجوزين اللذين كانا سببا في تواجده في هذا العالم المتعفن وانتهاء بأخته التي تزوجت فرنسيا وسافرت معه إلى بلده ولم تف بوعدها له، تذكر كلامها له في المطار:
- أنا تزوجت هذا النصراني لأجلكم فقط .. شهر واحد وكل الأوراق تكون في حوزتك لتلحق بي. ما تخممش...
* اهداء: الى شبيهي في الفقدان… المهدي المنتظر، محمد المهدي السقال
لو انه طاوعني لما كنت الان هنا ولما كان هو الاخر هناك… لكن “راسه قاصح ديال التهراس”.. القمل والخنز وسراق الزيت*. كنت اظن ان القمل قد انقرض منذ زمن لكنه مازال متواجدا في هذا المكان الحقير.. المرأة المترهلة الجالسة امامي تفلي راس...
ساح دمي على الطوار. انفصل الرأس عن الجسد كأنما قطعه سيف بتار. عز علي أن تظل جثتي ملقاة على الإسفلت فتدوسها شاحنة أو عربة نقل. حاولت أن أصدر الأوامر إلى يدي لترفعا الجثة. لكني أدركت أنهما لم تعودا خاضعتين لتوجيهاتي. الشرايين والأوردة تتدفق نافورة جامحة فتتسع البقعة، متطلعة، ربما، إلى تحقيق مشروع...