سرد

جاء بي إلى هنا عنوة ، فرضخت للأمر الواقع ، ولم أجادل ..!! ثم ما فائدة الجدال مع ديكتاتورٍ مثله ، لا يقيم للأنثى وزناً ؟؟!! حينما اقتادوني إليه ، كنت على مشارف العشرين ، وبدا لي كهلٌ متصابٍ ، يمتطي الجينـز الضيق ، ويعاقر الديسكو بصفاقة مقززة .. على مضضٍ مني تقبلته ، وأمضيت معه ليالٍ ألوك المرّ...
تناثرت الرواء فقد حاسبت الاستماع ففي داخله فراغ رهيب. جاء من خليط حلم. وزعه بحدب في قصصه التي شمخت بأسماء شخصياتها المنزوعة من زحام المدينة ونداء نادل المقهى الذي يأتي أليه بجوعه وينشد عنده الأمن والطمأنينة. فضاء الصحراء يمتص رغبته في إتقان دوره وهو يلعب الورق لإزجاء الوقت ونسيان سؤال ملح جاء...
..عضت على شفتها السفلى ، من كثرة البلل انتشر أحمـر الشفاه بين أسنانها ، أخرجت منديلا من الورق ، مسحته بلطف ، رسمت مسافة بين عينيها وبين الورق المغمس في مزيج بلل أحمر .. بقوة لملمته ودسته في المطفأة .. أخذت رشفة من الكأس ، تأملت حافته ، ابتسمت .. بدأت تبحث في محفظتها اليدوية عـن هاتـفها المحمول...
حاولت المسكينة الإفلات من بين أيادي النسوة ينهال عليها الرجال سبا و قذفا تحاول بيديها حماية وجهها و جسدها من أمطار الحصى التي تتساقط عليها من كل صوب تركض المسكينة فارة بنفسها اعترضت إحداهن ( بعصاها ) رجليها النحيلتين ، تسقط على وجهها تحس طعم التراب والدم مختلطان في فمها...
تميم البقال – بعد الضنى – اغتنى ، وقعد فى دكانه ، والناس هم وحدهم يأتون إليه، يروح للمدينة الحرة ، ويعرف كيف يخرج من مخارجها كالشعرة ، ويدخل البلدة بأحمال ، ووجهه كله يسقط عليه الرضا . وابتنى بيتا من طابقين ، تحف به أشجار النخيل ، والمانجو والجوافة التى لها ظل على الأرض ، وشجرة فل معطر غرسها فى...
أطبقت عيني، لكني لم أنم. ضحكت على جسدي ولم أنم. ظل عقلي مستيقظاً، متوثباً لأي حادث قد يطرأ. أنا الرقيب على عقلي. وعقلي رقيب على نفسي. آه من نفسي، نفسي الأمارة بالسوء وغيره. هل تصدقون! سأروي لكم بعضاً من نزقها. أمرتني ذات مساء أن أبحث عن أحلامي. وعندما رفضت، اتصلت بالشرطة وأخبرتهم عن شروعي في...
اﺧﺘﺎﺭ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﻭﺣﻂ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻜﺎً .. ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ .. ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ﺗﺸﺒﺜﺖ ﺑﺮﻓﻖ .. ﻫﺒّﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺻﻔﺮ ﺍﻟﺴﻠﻚ .. ﺗﻤﺎﻳﻞ , ﺗﺸﺒﺚ ﺃﻛﺜﺮ .. ﻫﻮ ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ .. ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ , ﻓﺠﺄﺓ ﺗﺄﺗﻲ , ﻓﺠﺄﺓ ﺗﺤﺪﺙ , ﻓﺠﺄﺓ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺷﻘﺸﻖ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻠﻔّﺖ. ﻓﺠﺄﺓ ﺭﻓﺮﻑ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺻﻮﺻﻮ .. ﺍﻧﺘﺸﻰ ﻓﺠﺄﺓ ...
تململت في الفراش، بعد أن انتابتني أوجاع كبيرة، تسرّبت من الرّقبة لتمتدّ إلى كامل الظّهر، حتّى هجر النّوم أجفاني فبتّ ساهرة ، أنتظر بين الفينة والأخرى ،أنّ تمرّ أزمتي بسلام ،وأن ينجلي عنّي الألم ،تجرّعت الحبوب المسكّنة واستعملت المراهم لكنّها لم تخفّف من حدّة أوجاعي إلا لمدّة قصيرة، دامت ساعتين...
رأى الحفرة من بعيد بعينين ثاقبتين ذلك الحوذي، حاول سحب لجام فرسه الجامحة لتفادي السقوط، إلا أن العربة كانت مسرعة، لم يستطع إيقافها، سقط وفرسه والعربة تردّوا فيها كلهم، خرج من ثقب الأرض المقابل للحفرة، ليجد نفسه في عالم آخر ليس كعالمه الذي خبره، وهو ينفض غبار الزمن عن كاهله من هول الصدمة التي...
اعترض دربي .. فسلكت دربا شائكاً .. متعرجاً لأصبح بمنأى عن تلصص عينيه الجاحظتين .. وبطش يديه المرتجفتين .. العاريتين إلا من قفازين تمزقا عن مخالب معقوفة للأسفل .. تكسّر بعضها. وتشبث بالحياة بعضها الآخر..! وقدماي تواصلان الركض فِراراً منه أحسست بإجهاد فلجأت إلى شجرة وارفة الظلال قريبة مني .. خلعت...
الليلُ دابَّةٌ عرجاء يتقدَّمُ نحوي في بطء ويجثمُ على صدري... كلَّما تقدَّمَ رغبتْ عينايَ عن الغفو.. أظلُّ على هذه الحال إلى أن يتلاشى الظلامُ ويُرْخي النهارُ ضوءَهُ طارداً الستائر التي حجبت نوره. تأخَّرَ سطوع شمس النهار اليوم، سماء حالكة فوق رأسي المثقلة بالهموم.. كلما أوغلَ الظلام وانتشر حولي...
اليومُ، أعددّتُ صينية بطاطس ودجاج محمّر. وجبتنا المفضّلة، الملائمة لبراح الويك إيند. مرّاتٌ قلائل لا يزعجني فيها تقطيعُ البصل الذي تحتاجه هذه الوصفةُ بكثرة. انسابت دمعاتٌ بالطبع، كالعادة تدرّجت غزارة المنسوب كلما توغّلتُ في بشر البصلة إلى عمقها. هذه المرة كنت أَحوَط، أُغنّي... كنت مُرتاحة. كنت...
عزيزى مُحرر باب (اسأل قلبك) .. بعد التحية، ترددتُ كثيراً قبل الكتابة إليكم بمشكلتي، وربما هى ليست مشكلة من الأساس، مقارنةً بما نقرأه كل يوم ، لكنها بالنسبة لى أزمة وأى أزمة، تكاد تجعلني أُجن، إن لم أكن أصبت بمس من الجنون فعلاً. أنا يا سيدي موظف متوسط الحال تجاوزت الخمسين بعامين ، متزوج منذ أكثر...
ماقالته الجدة لملاك الرب الذى زارها وهى تصلى العصر: كلت يداى وأنا أحمى هذه الجدران، انحنى ظهرى، وتساقطت رموشى من السهر عليها .. استحلفنى وهو على فراش الموت أن أحفظ إرثه، أطعت أبى وتزوجت ابن عمى، ارتضيت بنصف زوج وابن وانتظرت أحفادى جاء الأول ولد، فرحت وزاد شوقي للثاني، لكنها جاءت ولم يأت بعدها...
لم تعد جدتى رقية تقدر على النزول من الطابق الثانى ، أو الصعود إليه . عانت تورم قدميها ، وأبطأت الشيخوخة حركاتها . حتى ما كانت تثيره من أسئلة ، لم يعد يشغلها .. ضايقتها فكرة أنها لن تستطيع الخروج من حجرتها ، هبوط درجات السلم ، السير ـ عبر الشوارع الضيقة والحوارى والأزقة ـ إلى شاطئ البحر ، التطلع...
أعلى