الطريق تتلوى صاعدة فوق الجبال المتلاصقة ، تمضى إلى نقطة غير مرئية . زرقة السماء صافية ، إلا من سحب صغيرة ، متباعدة ، وثمة نسائم خريفية باردة ..
افترش الناس الأرض فى دائرة واسعة . النساء خلف الرجال ، فى مواضع تتيح لهن الرؤية . على الأسطح ، وفى الشرفات ، وعلى مقاعد أمام الجدران ..
الديكان...
صمّمت «عزيزة البحيري» على أن تتزوّج ـ وهي في الثانية والأربعين ـ أول طارقٍ لبابها، أو طالب ليدها، فالزواج ـ على كل حال ـ أقل عبئاً من هموم الكتابة والتمثيل، وأخف عبئاً من وظيفة المستشار القانوني للدار الصحفية التي تعمل بها..
هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست...
في ليلة الدخلة والمرتبة جديدة وعالية ومنفوشة رقد فوقها بجسده الفارع الضخم واستراح إلى نعومتها وفخامتها وقال لزوجته التي كانت واقفة آذ ذاك بجوار النافذة:
- انظري..هل تغيرت الدنيا؟
- لا لم لتتغير
- فلأنم يوما إذن
ونام أسبوعاً, وحين صحا كان جسده قد غور قليلاً في المرتبة فرمق زوجته وقال:
انظري ..هل...
عزلوه عن محبوبته ذات الظلال الوارفة وشجر الزيزفون ، لم يطردوه منها ولكن حبسوه فى زنزانة ضيقة بعد ان كانت مدينته كلها ببراحها الواسع هى كل عالمه ، اليوم أصبح العالم أربعة جدران فقط ، له باب واحد بعد أن سرقوا مفاتيح المدينة ذات الأبواب السبع وأغلقوها على ساكنيها ، لم يتأقلم مع محبس المدينة الواسعة...
"ابتلعتني دوّامةٌ وراء الدّائرة القطبية، حيث يطول النّهار ستّة أشهر، ويطول اللّيل مثلها، وتشرق شمس منتصف اللّيل وتغرب رمادية اللّون على صقيع أبدي لا يرحم. هيّجت عشر سنوات من التّغرّب الصّبابة في قلبي إلى وطني. يَمْثُلُ طيفه أمامي كلّ حين شامخا كالطّود العظيم. كنتُ مثل طائر منتوف الجناحين.
نظرتُ...
كان الوقت مابين الفجر وشروق الشمس في أكثر ساعات اليوم ظلاما ، خرج( عادل) من المنزل للحاق بالطائرة المغادرة للكنغو برازافيل حاملا معه حقيبته ، أثناء خروجه القى نظرة عميقة للوراء كأنما ينظر مودعا شئ يراه للمرة الأخيرة وهذا هو ما قد قرر فعلا وهو عدم الرجوع لهذا المكان الذي يعيش فيه فقد صفى كلما...
فالبنت التى تشبهنى كثيرًا، حتى إننى أراها كلما وقفت أمام المرآة، أصيبت بالعنوسة فوبيا، رغم أنها وقعت فى الحب عدة مرات، وكنت أنصحها فى بداية كل علاقة بالتريث، لكنها تندفع بسرعة صاروخ سرعان ما ينفجر بمجرد احتكاكه بالغلاف الجوى، وكان هذا الغلاف يتنوع فى كل قصة من قصصها، ما يجعله قادرًا دائمًا على...
الخير والطاهر مزارعان نشيطان، اذا لم يكن المزارع نشيطا خاصة في فترة موسم الشتاء سيعاني في الصيف، قد يضطر لشرب الخمر لا ليبتهج، بل لينسى أن الناس تنظر اليه كفاشل، وقد يضطر للهجرة ليبحث عن عمل آخر ومجرد هجرته تفسر في القرية بأنه فشل في الزراعة وسيسافر ليس بحثا عن رزق اخر ولكن بحثا عن (السترة) لأنه...
ضاع الدرب في المويه
عندما تصبح المدينة وضاحيتها مغسولة بالضوء كالنهار، تظهر وتبان المساحات المترامية الأطراف الخالية من العمران والشجيرات إلا القليل منها، تلك هي امدرمان وضاحيتها الغربية امدرمان الجديدة – امبدة - سابقا، في العقد السادس من القرن العشرين.
تتبع القصاص الأثر من شارع إلى شارع إلى...
إهداء
إلى الأخ رحمابي
***
الفتاة.
الشابة الخارجة من نهر الصبا إلى بحر نساء فيها سيتعاقبن، تعبر ظل شجرة اللالوب، ويتشجر ـ بالظل المخلل بخطوط ضوء شمس الضحى ـ بنطالها التريفيرا السماوي، وفستانها القصير المحزق. ساعداها عاريان، وشعرها الممشط كحقل، معفي من طرحتها المدرسية "البيضاء...
سعت جاهدة بأن تخفف من حدة شوقها إلي رؤياه، وكلفها بمقابلته، فهي قلقة ما في ذلك شك من هذه المشاعر الغامضة التي تنتابها تجاه شخص تجهله كل الجهل، ولا تظن أنه سيتاح لها أن تعرفه في يوم من الأيام، لتمتع ناظريها من وسامته ونضارته وروائه، ينبغي أن تدعو نفسها إلي شيء من القصد والإعتدال، وأن تترك هذه...
كان (البلوله) يفرك ظهره بابهامه, ويحركه حول الجراح التى تماثلت للشفاء, تلك آثار السياط التى كان يركز لها فى حفلات الاعراس.
بينما كانت (الخزنه) تلف الكسرة وتضعها على الطبق لتضع بعدئذ عليها الرغيف فى شكل دائرى ,وكانت نظرات البلوله تلتف حول خصر (الخزنه) فى شكل دائرى ايضا,والزغاريد تعبق أجواء الفريق...
كنت أجلس خلف منزلي صباحا أتشمس .أمامي فنجان قهوة .تنعكس صورة وجهي على جدار خزان الماء الحديدي ،فأراه وجها غير حليق وبائسا نسبيا ،حيث تحاول عيناي تلافي ضوء الشمس ،فتنكمشا للداخل ،الأمر الذي يزيد من انقباض وجهي ،فأشعر أنه وجه لرجل في غاية العوز والإفلاس والألم ،وأحيانا أشعر أنه وجه رجل سجين ...
يلتقط الأصداف بأنامل قلقة لكنها بصيرة ماهرة : تري، تحس و تقرأ في نفس لحظة اللمس، تقوص قدماه في مياه النهر الدافئة، يسمع أنين الرمل تحتها، كان يستهدف الأصداف الكبيرة ذات النهايات التي تشبه منقار النسر، هي كثيرة تقبع في المياه الضحلة، ولكن العثور عليها يحتاج لوقت و خبرة، هذا هو يومه الأخير في كلية...
مياه الزير باردة برغم حر الصيف الشديد، وهى تقبع تحت عشة سقفها من الجريد الناشف الذى تدلى خوصه حتى وقع أرضا، السيدة التى وهبته للطريق عقيم لا تلد، وضعته كى يشرب منه الشارد والوارد، وعلى حمالته التى بُنيت من الطوب ودُهنت ببعض الطين حتى يبس، ولونتها ببعض الجير الأبيض، جعلت أحد المارة يكتب عليها...