سرد

قطرة الماء كرة بلورية، فوهة الحنفية تساقط قطرات الماء بانتظام آلي... "عطا" يقيس المساحة الزمنية بين القطرة و الأخرى وحينما يدرك الدقة المتناهية لرتابة المقاييس بإيقاعها المتناوب يكف عن المتابعة ويصوب بصره إلى أعلى حيث يحط جسم ضئيل يتقافز بين أفنان شجيرة الليمون القائمة بجوار الحنفية، العصفورة...
هذه ضفة تلك أُخرى أكان بين ضفتين ؟... أثمة جسر ؟... عمق النهر ضحالة المرسى ليل أدلج موج يتكسر رمال عطشى شاطئ أجرد بلا عشب وجه الأرض أرقط مشقق يبتلع الشق باطن القدم تغوصح تتوحل يعلو الوحل الساق يتلوث ذيل ثوبه تدافع قدماه الموج المتكسر تغتسلان تذوب ذرات الوحل وسط ماء النهر تعصف به موجة عالية...
من بين غلالة أسجاف الماضي تراءت من خلف الغيوم آثار عنفوان الشباب عميقة و شفيفة !!؟.... يستحلب "عطا" الذكرى كقضمة الثمرة االناضجة يستبقي مذاقها الطازج طويلاً يستعيد تشبثهم بوهج البرق حينما كان قاب قوسين أو أدنى يخبو الآن نور اليقين !!؟.... تترنح رموزه تفقد صلابتها يلتبس على الرائي تختلط أمام...
... إنها ... يدي ... تلك ... الجسورة ... الحانية ... المخاتلة ... الكريمة ... الرادعة ... الرحيمة ... الطاغية ... ذات الأصابع الطويلة ... تأخذك أخذاً ... تمسك بتلابيبهم ... تقذف بي ... إلى أقاصي الدنيا ... تحطه ... ترفعه ... تتسلق بهم ... مدارج الغايات الكبرى ... عسى نور السماء ... أن يسمو بنا...
أنت بلهاء وسأخبرك ـ حالاً ـ لماذا ! تبتسمين بتحدٍّ قبل أن تصغي، وهذه أيضاً إحدى مشكلاتك ! هذا إلى جانب تلذذك الماسوشي بإذلاله لك، تتمسحين تحت قدميه كقط., لا أتحاذق ولا أتذاكى، لكنني مغتاظة منك لأنك جبانة ! وتعرفين بأنك هكذا، فلا تضيعي وقتي لأنني سأذهب إلى الجحيم كما تتمنين ولكن بعد قليل ...
ماذا أفعل بنفسي وبأنهر اللّوم التي تتراقص في سواد عينيك الفاتن الآسر كلما تململت أساريري؟! حين تلكُم قلبي لا مبالاتك أرقبُه ينكفئ هنيهةً. فإذا به يتهيأ للصفح !! امنحني فقط حق التململ. هل أطلب الكثير؟! ثم ... من ذا الذي يملك زمام الأسارير؟! تابع القيادة ... لن أتقيأ سخطي ! أنا فقط أبغض ذلك...
زعيلة بنت جلوي أنثى أثبتت خصوبتها بحماس فيه بعض المبالغة، فقد كانت زوجةً قبل أن تنهي ألعاب طفولتها وأصبحت أماً قبل أن تقف بثبات على أعتاب الأنوثة، وعندما صارت جدة كان ذلك قبل أن تصل إلى سن العنوسة حتى! تفنُّن العجوز زعيلة في ممارسة أنوثتها ما هو إلا شكل من أشكال سطوة التقاليد في قريتها الصغيرة...
في الثالث من يناير 2002، بعد ثلاثة أيام من دخول اليورو، قررت بالتشاور مع صديقي الهولندي مايكل أن أزور قبر اسبينوزا في منطقة "اودر كيرك" (التي تعنى الكنسية القديمة) جنوب غربي امستردام حيث أعيش منذ ثلاث سنوات. لا أذكر متى سمعت بإسبينوزا لأول مرة أو متى قرأت له شيئاً في اطلاعي اليسير على الفلسفة،...
في عالم البرزخ الروحاني جلست روح الشاب مع مجموعة من الأرواح التي فارقت أجسادها في لحظة انفصال العقل عن الجسد جراء نزاع قوي ونقاش مثير و معاناة طويلة مع داء الغرام الروحي انتهى بصعود الأرواح الى السماء وهبوط الجسد الى الأرض. بدأت كل روح تحكي عن تجربتها المثيرة والفريدة وكيف أنها قررت مفارقة الجسد...
صغارًا خفافًا نطير إليها ممسكين بأيدي الأهل والصحاب. نداوة خفيفة ترطب نسماتٍ قادمةً من ناحية النهر، ونحن نعبر الطريق الترابي المرشوش. طيور الهدهد تحجل أمامنا وديعة حذرة والبلابل تحلق صادحة في فضاء مفتوح. البوابة الخشبية الكبيرة تئن تحت وطأة رؤوس المسامير الضخمة الصدئة تثقب لحم صدرها، مفتوحة على...
لا أعلم قطعياً كيف تكون الأفكار وما شكلها؟ وكيف تدور كأنها تركب صحناً أو تتقافز كالقردة الماجنة. لكنني أكاد أقطع أنها تجهيزات مادية قلقة ممكن تفكيكها تماماً كلعب الأطفال. وهي على تناهيها تنغز وتشك وتنفلت. تصطدم ببعضها محوّلة ضجيجها إلى ألم وتمتد وتشف ثم . . . ها هي ذي أفكار صغيرة سوداء كالبقع...
لا بأس عليك البتة أمام المرآة، والوالدة تغدو وتروح وهي تردد برتابة الصباح: يا ولدي الماسورة! يا ولدي الماسورة! الماسورة في هذه اللحظة كأنها شعيرة دموية في نسيج مجهول. لا أثر لها عليك إذ أنت، لا بأس عليك، شابٌ يتهندم ويدور حول نفسه دون أن يعرف بالضبط النقطة التي دار من أجلها ثم يرش من قارورة...
كيف تنعمل اجازة كومباكت؟ لدي أيام لابد أن (استعملها). بمجرد أن أخذت الاجازة صارت الأشياء سائلة وصنعت لها جداول ودروب. ما من موضوع واحد كنت أنتظر له الاجازة، مد رأسه! الغناء الذي قلت (أضايرو) بهنا وهناك ثم أسمعه حتى ينهري، بالله زاغ مني في اليوتيوب مثل زوغان سمك الصير من شباك قديمة. اجازة يصعب...
() عندما عرفت كيف أخطو على الجليد وفي جيبي ضمانات ضرورية أوصاني بها رجال الهجرة، حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة. وبعد أن علمني باب الدخول بشئ من اللف و الدوران كيف أترك الزمهرير ورائي وأنا أشيد برشاقته الكاملة في استخدام تقنية شبيهة بتقنية الساقية،...
كانت حكايته أشبه بأسطورة، يتلوها كاهن عجوز من كتاب أصفر، اللمين ذلك الذي حتى مجيئه لبلدتنا كان محض صدفةٍ، فأعاد الحضور إليها مرات ومرات أُخرْ، فاضحى دائم الزيارات. ما الذي أعجبه في بلدتنا. وهي كواحدةٍ من مدن البلد الواسع اللائي يحتضرن تحت سنابك أسراب البعوض، وإنعدام الخدمات، وأحياناً كثيرة...
أعلى