نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
الجزء الثاني المكمّل لـ "الرادي"
عندما أعلن المؤذن بجامع الأنصار، أن اليوم الجديد قد بدأ، هبّ النّاس من فُرِشِهم منصرفين الي أعمالهم، وفي السّوق كانوا بعد أن يفتحوا دكاكينهم، وينظفوها، ويرتبوها، يجلسون حليقات، حليقات، ويشربون قهوة الّصباح، من مقهى حمّيدة، في إنتظار الزبائن، والمشترين. وفي تلك...
الجـزء الأول
هذه الحكاية إياكم والظن بأنها مجرد كضبة، فلم يكن معروفا عني أني كضّاب فيما سبق. هذا التبرير القوي لأن الحكاية بها شئ من سعة الخيال كما سترون. وسعة الخيال تلك أخذتها من صديقي حسن عثمان فهو رجل جدّ مهذب، فلا يصف أي شخص بأنه كذّاب ولو عن طريق المزاح؛ فلم يحدث أن قال فلان ده كضّاب ؛...
صدر الفرمان رقم (......) لعام (.......) بنقل المدعو أحمد على قنديل من ديوان الرسائل بالقصر السلطاني إلى قصر الحريم وقد كتب الفرمان باللغات القومية الثلاث للدولة وسلمني إياه الوزير الأول .وكان مشهدا عجيبا .من عادتنا نحن كتاب الرسائل أن ننحنى تعظيما وإجلالا للوزير الأول-لم أصدق نفسي الوزير الأول –...
وافقت صبرة على الزواج من عبد الستار صاحب محل أثاث في الزهروني ،شاب ملتح من أنصار الدعوة والتبليغ شهير في منطقتهم برجولته وقوته. يحكى أنه: كان يبيع الخمور في صغره ثم اهتدي إلى الإسلام ولبس القميص وخرج في سبيل الله إلى الهند لمدة أربعة أشهر وتلقى دروس على يد شيخه في منزله بحي حواص بالزهروني”. كان...
فكرة شعريّة، ورديّة في البداية، ثمّ رماديّة، ثمّ سوداء.
ومع ذلك هي حقيقيّة أيضا. النهار يعقبه الليل"
جيمس جويس (يوليسيس(
فجأة آكتسحوا كلّ وسائل الإعلام السّمعيّة والبصريّة والمقروءة حتى أنني شعرت أن أولئك الرجال ذوي السّحنات العابسة، والجلاّبيات السوداء الطويلة، واللحي الغبراء الشعثاء التي تصل...
صيف 1984، ساحة السوق الأسبوعي في مدينة ميسورالواقعة بمنطقة المغرب الشرقي.
شاحنة التعاون الوطني التي تحمل الفارينا ستاتي في ظرف لحظات لتقذف ما بداخلها من اكياس الدقيق الأسود المستورد من أمريكا في أغلب الأحيان. تقذفه في بطون جائعين ، يقفون طوابير وفي أيديهم البون الذي دفعوا من أجل الحصول عليه...
في طريقهِ إلى مقهى "توارج" صادف بشاعتها .. لا لم تكن بشعة كان جمالاً وحشياً ولم يكن مستعداً بما يكفي من الفراغ لملاطفتها حينَ اقتربت منه لثوانٍ معدودة .. فاجأه القرب أولاً لكنه استسلم فالتصقت به وشعرَ بمثاليتها ما إن وضعت يديها على كتفيه كزوجة، قال لها أنتِ مثاليّة في تطرّفكِ كهيجل.
قالت له...
كان ذكيا ونبيلا بشكل استثنائي، لكن الخاصية المدهشة اللافتة للنظر والتي تميزه عن غيره هي قدرته الخارقة على معرفة الأمكنة، الأحياء والشوارع في العاصمة المثلثة – رغم حداثة عهده بالمدينة – وذاكرته (الكمبيوترية) في استرجاع العناوين والأحداث وتفاصيل الناس الذين مروا به.
كثيرا كنت أفكر من أين واتته...
رائحة الشتاء المبكر تبعث الحزن وتثير الذكريات زاد من اوجها ذلك اليوم وحشة البيت الكبير. لم يكن المنزل العجوز مبنياً من الطين الأحمر ومطلياً من الخارج بالزبالة، لكنه ركب من خلايا بشرية ومطلياً بعرق الحياة، إذا قيل له كن سينبض بالحياة أو هكذا تهيأ له. العربة في الخارج محملة بما تيسر من "كرور"...
قلت ل\"رتينة \" :
- أحب زهرتك .
ابتسمت لكنها لم تقل شيئا. وفي تلك الأثناء طار عقاب السمك يهبط من رؤوس الأشجار القريبة ليسبح في ضوء الظهيره محلقا فوق صفحة الماء . طار الرهو الناصع البياض بأجنحته المزدانة بالسواد وخرجت التماسيح من زبد النيل لتنعم بالمقيل على الرمل المظلل هنا وهناك بأغصان الشجر...
قصيرة القامة ومتوسطة الجسم ،قوية البصر تنظر لمسافات بعيدة كزرقاء اليمامة . تحرز نتائج طيبة في المدرسة ،كانت تحلم بان تكون طبيبة في المستقبل ،ولكن لوالدها حلم اخر . وفقها الله بإحراز نتيجة ممتازة في امتحان الشهادة الثانوية . فرحت زينب ام الحسن كثيراً ،كذلك والدها فرح بشدة خاصة انه يتمطع بشعبية...
الان تيقن تماما بانه يقف فى المكان الصحيح. احس بدفء الشجرة ذات الساق الضخم وهى تقف شامخة خلفه. لم يعر الحائط القديم المشبع بماء المطر اى اهتمام, برغم احتمالات سقوطه فى اى لحظة. حل الرباط وسحب سرواله قليلا الى اسفل, ثم بدا يفعلها بعد تردد. فى هذه الاثناء بدا ضوء المغيب يتلاشى, فازداد ابو منصور...
في تلك الصبيحة الصائفة استغفل شقيقته بعذب الكلام. سوت له فراشه العليل في برودة الظل المنعكس من ظهر الديوان على القسم الخلفي من الحوش. تخيرت ذلك الظل دون سواه كيما يكون في مسار دمرها ونشوقها - داخل شبرية من نسيج المحبة في صدر الشقيق - على راحلة من المطاط بين مـطبخين: الصيفي والخريفي: مطبخ الخبيز...
اختفت السقيفة التي ما أظلت أحدا سواه. بهيكلها الخشبي المهيب. مسيراتها الضفيرة من سعف النخيل. ذات العماد مغروزة الأوتاد في تربة انكسار الجفون.
يُرى رأي العين في غيابه عن حاضرة المملكة ملثما كالطوارق في طوافه القريب على الزرع والضرع فيما وراء صهريج المياه العاطل أو البعيد على الأمصار الشرقية...
حين أتيت على ذكر الغائبين جميعا بلغت مجهد الأنفاس مقام (الحجر المقدس) المنصوب في شارع طفولتي، تبسم المجيبون متبادلين النظرات ثم قيل لي عن زواله ما قيل.
انقضت 3 أيام وأنا تائه تماما في أثواب البهجة الفضفاضة والصخب الذي عم البيت: والدتي مستدفئة الكفين على جمر التبريكات بعودتي المتزامنة مع عرس...