سرد

أتاه الليل فأقعى فوق عشه، وخزه عود في حيزومه فتململ ، عدّ ل جلسته قليلاً فصار العود أكثر إيلاماً،وبغضب النسر الملك سحبه بمنقاره ورماه بعيداً ، ثمَ عاد إلى نومه...تحسَس ما تحته ... إنَه كنزه ،رمز قوّته و ملكه،تناثر في أرجاء العشِ جمعها متلمساً إيَاها، بضع عظيماتٍ لطرائد صعبة لا يفوز بها إلاَ...
- كم سعر هذا الرب؟ بحسب ملابسك الأوروبية المستعملة فأنت لا تستطيع دفع ثمنه! خذ هذا الرب فهو رخيص ولا يتوفر إلا على خاصية واحدة، فهو يخبرك بأصحاب الأرقام الهاتفية التي تزعجك وأنت تتخبط في كسلك المُفجع، خذه سوف لن تندم، ضعه على الطاولة وضع على يمينه مزهرية حتى لا يشعر ربُّك بالملل! ولي نماذج مصغرة...
جرسٌ في حيّنا واجبٌ أن أقرعَه، وستارٌ يُخفي مسرحا آن أن أرفعَه، جامع يحصي مُصليّيه وماله وجامعَه، مُقبّبُ، مُسيّجٌ بواجهات أربعَه، عمارة تطاولت ولا يزال دون صومعَه. صاحب العمامة اللآّمعَه أفتى في رمضان في اللّيلة الرابعَه: أجّلوا أيها المؤمنين الصومعَه، وابنوا لي بيتا أين أقبعَ، ولكم عليّ دروسه...
ملتفّة شوارع هذه المدينة .. وشاح متسربل بهالات من دموع قادرة على الاستنفار في كل لحظة يكفّن جسد الشوارع الراقدة في عزّ المنفى .. أكشاك بيع الصحف تستنفر هي الأخرى. تزحف المقاهي و ويزحف الرواد .. تعانق المقاهي الحانات والمراقص التي يتجمهر حولها ساهرو الليل.. تُسدّ الشوارع بأجساد الباعة والتجار ...
شطّ يلفّ المدينة ومرايا تعانق الشاطئ.. وطريق السانية يحتضن الغابة الممتدة من سيدي بلعباس إلى وهران . جلسنا معا .. كنا أربعة ..أخوها وزوجته . مسكت كأس البيرة في خمارة البطّ البلدي .. بدا وجهها نقيا شفافا , رسم حزمة نور داخل الكأس وسافر إلى البحر . هل تحبين البحر؟ مدّت عينيها صوب الأفق. كانت...
الإهداء إلى : أخي وصديقي الدكتور إبراهيم سعد الدين ـ القاهرة الكابوس الأول:‏ يحاصرني الجند.. تشرئب أعناقهم، تلمع رماحهم كوميض برق.. يصطفون في أنساق متلاحمة، تتشابك الرماح وتتعانق الخوذ، ترتفع الأيدي ومعها النصال، تضيق الحلقة من حولي وأصرخ، لا أحد يسمع صراخي، أستنجد بكل الذين عرفتهم.. يشيحون...
حزم حقائبه ودع أمه.. هبطت الأحزان على قلبه الصغير.. زيناً راقب الموانئ والمطارات.. تمدد على الشاطئ.. راقب النجوم الأليف ما وجد نجمة واحدة.. انطرح على الرمال.. رسم سفينة.. مد لها أشرعة.. شكل امرأة.. وضع لها حاجبين خضراوين.. اجلسي أيتها المرأة على دفة هذه السفينة، واحمليني معك واقذفيني حيث شئت...
تماسك على مقعده جيدا وغاص في حديث ينصح نفسه: - لا يجب أن أقع في فخ لعبة التنس. .! من البدء حدد هدفه ثم ارتكن جانبا، فكان وحده جمهورا رائعا، عكس ما ينوي المشجعون حذر نفسه مرارا من التورط في متابعة لعبة رياضية لا تهمه. هو الوحيد الذي صفق قبل أن تخرج اللاعبتان من غرفة تغيير الملابس، فعل هذا...
وهــــم / حقيقة الهمُّ وِزرٌ هَدَّ كياني ، حمل ثقيل ، راحلاً كنت مع الراحلين ،حامل الأختام صار صامتاً ، أمل واهن ، واصد الباب حاسر ، خائن ، حاسد . أوراقي هموم سطّرتهُا رسائل للمسافرين ، رؤى وضعتها حالماً قربي ، ما إن مال صاحبي محمود الوزان ، ساهراً أفقت لم أجد محموداً و اختفت الرسائل . بإسهاب...
لا أحد يجلس في المقعد الأخير ومع ذلك يستطيع شم رائحة إبطيّ سائق الحافلة إلا في ظهر صيف بغدادي، حين يلتهب الهواء وتغلي الأدمغة، ويقول الجالس في المقعد المجاور: إنها جهنم. يسيل إسفلت الشوارع فيمخره الأولاد بأصابعهم على شكل كرات بحجم بيضة العصفور، يلوكونها كأنها علوك مجانية بعد أن يبصقوا أول الأمر...
1 قد يبدو " جميل " خارجا على السياق في المواصفات البشرية فإذا رسمنا مثلا علامة استفهام سيكون تكورها الكبير رأسه الذي هو أكبر عضو في جسده فهذا الرأس ملتصق بجذع قصير تتدلى منه ساقان نحافتهما دقيقة حتى يحار من يراه ويتساءل : كيف بإمكان هاتين الساقين أن تحملا الرأس المكور الكبير ؟ رأس " جميل" الذي...
سمعت الحديث عنه صغيرا، كنا ونحن نتجمع تحت أضواء مصابيح الشارع في أماسي الصيف هربا من حرارة بيوتنا تأخذنا الحكايات العجيبة التي يسمعها كل واحد من والديه أو أحد جدّيه فيأتي ليرويها لنا، وكان تأثيرها فينا يتوقف على قدرة الراوي الصغير وبراعته وما يضيفه للحكاية أو يحذفه منها إذ لا أحد فينا ينقل...
طريق مكتظ بالسيارات التي حشرتها إشارة المرور الحمراء في ثلاثة طوابير كثة ، أسفلت الشارع يلهث بالحرارة ، مائدة بأربعة مقاعد يتصلب فوقها رجل مهموم ، طاولات أخرى ، رجل آخر ملتح يحتسي كأسا من البيرة وهو يتحرك في جلسته بينما تتحرك شفتاه بكلمات غير مسموعة ، مراهقات يشربان البيرة كذلك ، يحتلان طاولة...
قلب الفردتين ...راوح بينهما بين كفيه . - ﺇنه حذاء ذو جلد متين !! - يبدو ذلك من أول نظرة !! جرب الفردة اليسرى ...ﺇنزلقت قدمه داخلها بسهولة واستقرت أخيرا فيها , لقد كانت على مقاس قدمه . - أريد شراء الفردة اليسرى , فقط. هذا ما تسمح به نقودي .! - لا يمكن أن أبيعك فردة واحة فقط !! - أنت ترى أني لا...
كثيراً مايمشي أبي في ظل الجدار ، لا يحب أن يلفت نظر أحد ، ويكره أن يحكي جليسه في السياسة ، يقول لي دائماً ، انتبه لنفسك ، لاتثق بأحد حتى لو بدا لك صديقا ، ربما ورث هذا الخوف عن جدّي الذي اشتهر بكلمته المعهودة : ( يابني ، لاتكن رأسا ، إن الرأس كثير الآفات )، حتى أن أبي يضيف من عنده ، أن أول...
أعلى