ثقافة

حدثان لفتا انتباه الرأى العام التونسى فى الأسبوع المنصرم أولهما: طقس عرى مارسته «أمينة» من زمرة «فيمان» فى باريس بمعيّة صويحباتها من مختلف الجنسيات تضامنا مع النساء المهضومات الحقوق فى اليوم العالمى للمرأة، وثانيهما احتجاجات نظمتها مجموعة من النساء «العاملات فى قطاع الجنس» أمام المجلس التأسيسى...
يثير التفكير في علاقة الهوية بالزمن مجموعة من الأسئلة من قبيل: هل بالمستطاع تفكُّر تعرُّفِ الذاتِ إلى نفسها (son soi) في الزمن من دون فصله عنها بوصفه موضوعَ تأمُّلها؛ بدون التورّط في ما إذا كان الزمان وعاء يحتويها أيضًا؟ وحتّى إذا كان من الممكن وضع الزمان على مسافة من الذات التي تريد التعرُّف...
أؤمن بشدة بعبارة «بورخيس» في إحدى قصائده: «وأنا الذي تخيلت دوما الجنة على شكل مكتبة». يفيض هذا الكون بالكتب.. يتلون ويتشكل، يقصر ويطول.. وما أكثر الخيارات من حولنا..! ووحده الجاحد من يعيش على لغة الأعذار في هذا العالم القرائي بامتياز. أقول هذا لأنه حتى الأمي في مظاهرات واعتصامات الربيع العربي...
ضحك أبي عندما أخبره ضيفه أنه رآني على قارعة الطريق أطالع إحدى ورقات الصحف، فتبعني وأبصرني أنحني على الأرض، وألتقط ورقة أخرى. أيامها كنت في الإعدادية، أتأرجح بين غرامين، غرامي بهانم ذات الأصابع الست، وغرامي بالأوراق، وكنت كلما كبرت، شحبت هانم وكبرت الأوراق وتملكتني، حتى أنني لم أستطع أن أكتفي...
ما من نفع في توضيح مقاصد القراءة القياسية (نمو، تقويم، تطهير، متعة، فهم، اندماج) ولا طائلة من الأدلّة التي يضعها خبراء القراءة العالميون (الروائيون والنقاد والمؤرخون), وأعظمها دليل الأرض الممتدة شمالي خط العرض 29، أرض البشر وفوق البشر ودون البشر، البدء والنهاية في تاريخ الملوك والأقوام التي...
لم يكن مقهى «كافيه دو باري» في شارع الحمرا (بيروت) بحاجة إلى إعلان موته وانضمامه الى لائحة المحال التي أصبحت من ضمن أرشيف منطقة رأس بيروت وذاكرته الحافلة بأحداث وشجون يومية، أبطالها نجوم وشعراء وكتاب من هذا الزمان، وهي أشبه بمرآة لسيرة لبنان وتداعياته الكثيرة. هذا المقهى أعلن موته منذ زمن...
كنت قد كتبت مقالًا سابقًا في علاقة الهوية بالحب، وما لم أتنبه إليه وقتها هو تضاد الكراهية، وما يجلبه من أسئلة في صدد الهوية؛ ولذا أعمل في هذا المقال على استدراك الأمر. وحين أفعل هذا فعلى وعي بما يترتب على هذه المهمة من تبعات أخلاقية. وأعني بهذا الاهتمام بما عملت أخلاقيات التسامح والغفران على...
استهلال: " تُتِيحُ الفلسفة التطبيقية إعادة وضع الفكر على ذمة العمل، لا أكثر ولا أقل" لو عملنا على استعادة الذكريات الفردية والتمثلات الجماعية للمعارف الفلسفية فقط فإننا نصطدم بالعديد من المحاذير والموانع والصعوبات التي تعيق إمكانية التواصل مع المشتغلين بها وتقلل من فرص التفاعل الايجابي مع المقدم...
صغارا كنا نقبل يد الفقيه حين ندخل الكتاب وحين نخرج منه. ونخشى أن يضبطنا نلعب، أو يرانا نتشاكس، ونحن في دروبنا الضيقة. وكان المعلم قدوة لنا في كل شيء، فنخشاه ونجله، واستمرت عاداتنا تلك في علاقتنا مع الأستاذ والصحافي والكاتب والمثقف. نقدر الكتاب ونحترم الكاتب، وحين نستشهد بأحدهم في مناقشاتنا...
ماذا يكتب الكاتب؟ أكاد أجيب: تقريباً، لا شيء. ثم متداركاً أضيف: يكتب كل شيء. ثم مستجمعاً طيش الخلق ومهابته، بين المنزلتين، أقول بخفّة العقل وبالوطأة: يكتب لا شيء، كل شيء، معاً وفي آن واحد. أتحدث بالطبع عن الكتابة الأدبية، عن الخلق الأدبي، لا عن الكتابات "الهادفة". هذه، ما أكثرها. وما أوضح...
سأحكي لكم قصتين في فن صيد القارئ، فن يجب أن ندرك درايته كي لا تذهب الكتب إلى المطحنات والقارئ إلى الملل، وبالتالي التنازل أو التخلي عن القراءة، ولكي لا تتحول المكتبات إلى فضاءات تضرب على أركانها العناكب بأنسجتها، ولكي لا تصعد من مكتبات البيع روائح المشوي والمقلي بعد أن تتحول إلى بتزيريات أو...
لعلّ من السهل أن نعرف ما الذي يربط الكاتب بمؤلَّفه، إذ غالبًا ما يفضح الكتاب نفسه الخلفيّات المتنوّعة الكامنة وراء وضعه. لكنّ العلاقة المقابلة، تلك التي تربط الكتاب بالقارئ، هي التي يصعب رصد حركتها. وإذا كان من المتوقّع أن يقوم الكاتب، وهو شخص مفرد، بالتعريف عن كتابه عبر مقابلات وإجابات...
لا شك أن رواية "الطلياني" للكاتب و الجامعي و الناقد السيد شكري مبخوت و الصادرة عن دار التنوير للنشر، لم تحصل على جائزتي كومار و البوكر من باب الصدفة، فقد استطاعت الشخصيتان الاساسيتان الاقتراب من القارئ وشد انتباهه منذ الصفحات الاولى للرواية، للتعبير عن هواجسه و مشاكله ،حتى وإن كان يختلف معهما...
ولاعة سجائر، دواء للسعال، طابع بريد، سيجارة مقوسة قليلاً، مسواك، منديل، قلم، وعملتان معدنيتان من فئة خمسة شيكل، هذا جزء مما أحمل في جيوبي،فهل هناك أي غرابة في انتفاخها؟ الكثير من الناس يذكرون ذلك، يقولون: تباً، ماذا لديك في جيوبك؟ ولا أجيب غالباً، فقط أبتسم، وأحياناً أقدم ابتسامة قصيرة ومهذبة،...
لعلي لست مغاليا إذا اعتبرت أعمال الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو مفصلا هاما في الدراسات النقدية الحديثة، التي اهتمت بمجال نقد الموروث السردي استنادا إلى المنهجيات الحديثة، فقد بذل كيليطو جهدا في هذا المجال خصيبا منذ أعماله الأولى التي كتبها بالفرنسية، ثم ما لبثت أن ظهرت بالعربية تباعا في وقت...
أعلى