امتدادات أدبية

الفن في الأثر بدعة، وفي المؤثر بدعة وإبداع فهو في قول إحدى جواري العباسيين وهي تقلب تفاحة أهداها إليها سيدها يا رب تفاحة خلوت بها ... تشعل نار الهوى على كبدي لو أن تفاحة بكت لبكت ... من رحمتي هذه التي بيدي هو بدعة أنشأها الفكر بين عاطفة الحب ودقة التصوير، وإما الفن في الشاعرة نفسها فهو بدعة...
فتح أحمدُ أبوابَ سيارته الفخمة رولس رويس. أخذ عبقادر مكانَه بالمقعد الأمامي، وأخذتُ مكاني بالمقعد الخلفي. أذن أحمدُ للسيارة بأن تلتهم الطريق، ونحن نحلم بأن نصل إلى مدينة أكادير قبل العصر؛ لنحضر العرسَ الكروي، مع أمل أن نعيش فرحة النصر. كان أحمد يحدثنا عن ماضيه الكروي، وكيف كان هدافَ الأولمبيك...
صديقي العزيز أحمد بوزفور رحم الله صاحبَ هذين البيتين: الله يَعْلم أنّا في تلفُّتنا = يوم الفراق إلى إخواننا صُورُ و أنني حيثما يثني الهوى بصري = من حيثما سَلَكوا أدنو فَأَنْظُورُ فقد "مات ملء جفونه "عنهما وترك النحاة يسهرون ويختصمون جراءهما. وأنتَ تعرف أن ابنَ جني ذكرَ هذين البيتين في سر الصناعة...
الهواء الذى يترجرج فى سُنن الليل ليس أقل قليلاً من ذلك الهواء الذى يسكن فى أعلى البرج وفوق أسطح البيوتِ والطرق الرطبة للكوابيس ليس ثمة ما نفعله طيلة الزمنْ سوى أن نراقب الليل وهو يتسلل من فُرَجِ النهار مثل فراشة ضالة ونراقب النهار وهو يكنس بيديه المعروقتينِ تلك الحيوانات المتفحمة التى تركها...
قلمي هو حياتي والصحافة هي شريكته فيها، هكذا ألخص مجمل حياتي وطبيعة شخصيتي وسائر سلوكي وأفعالي، وليس هذا تعبيرا مجازيا أشرح به شيئا أو أوضحه أو أبرره، لكنها حقيقة ساطعة قد لا يفهمها الكثيرون ممن يتعرضون لي بالنقد والتجريح والتشهير، ولعل هذه الحقيقة هي السبب الرئيسي وراء عزوفي عن الزواج أو مجرد...
لَمْ أكُنْ فِي يَوْمٍ مَا ، مَحْظُوظاً فِيكَ يَا وَطَنِي ، فَالضَّجَرُ وَجْبَتِي الوَحِيدَةَ تَحْتَ سَمَائِكْ ، وَقَصَائِدِي الّتِي تَسْبَحُ فِي نَفْسِ النَّهْرِ الهَادِرْ ، أقْرَؤُهَا علَى مَسَامِعِ الْقَمْلِ والذُّبَابِ وَالأَسْوَارْ ، وَفِي مَطَارِحِ الْأَزْبَالْ . وُلِدْتُ ، فِيكَ ، مُوحِلاً...
بنات الجنوب دَّوَّارَة رِياح الآلِهة الدافئة حين تمر بمدار شَمَس الإستواء وترتجَّ ككلمة الرّوح في الإيقاع الشعري إهتزاز المَطَر الناعَمَ الحميم لحفيف حدائق المانجو والأناناس صَّلاة الأبَنوس الخَاشِع للَّوْنُ الشَاهِق لسَواد اللَّيْل حين يشتعل به اللَّهيب بنات الجنوب طواطم من الأساطير القديمة...
«ليت لي قلباً بِقلبي...» حقّاً يا أبا نواس ! قلباً أوّل يُمْكنه أنْ يُحلّق أخاً للطّيور، و أن يتألّم، يُهصر ويتبدّد وآخر يسهرُ عليّ يُفرّق عني جيوش الأرق ولا يتْرُكُني أَمنح ابتساماتي المسكوكة من بُقَع الضّوء ولا خُطُواتي لهذي الهاوية التي تتبرّج أمام قدميّ لا يتْرُكني أنْثُرُ لحظاتِ تمرّدي على...
" العادية السرّية " عبارة متناقضة، إذ كيف تكون عادة وهي سرّية، لأن التسمية إضاءة المعتم، وهناك تناقض ألد، ويعنيها في أحادية التجنيس: ذكوريتها" جلْد عميرة ". هل المرأة مستثناة؟ ذلك إحكام لطوق سلسلة من العادات فينا، وليس ما توضَّح منذ القديم، ودون إمكان تأريخه، كما لو أننا في تفريد " السرّية " هذه...
صوت الدانة يغوص على قلب الرمانة... فينجب زهر الغضب العاشق... طفل الحرية... انا امرأة كردية... انا من انبت من رائحة الغسق الأحمر من صوت الرصاصة.. بنهدي الطازج... بضفيرة شعري.. وحذاء الجندية...
تترنّحُ نغماتُ المطرِ فوقَ شبّاكِ الفضاءِ، وتشكّلُ الرّياحُ صوتا آخر للموسيقى: اللّيلُ يهتفُ للقادمينَ من سماء أخرى ويسمّيهم واحدا واحدا. اللّيلُ مفتاحُ الصّدقٍ إذا تصالحَ الشّمسُ والقمرُ فتلاحما وصارا قلبا أسودَ يشعّ دما: يُهجَرُ القربانُ، ويَهْجُرُ الكاهنُ غابتهُ نحو قلبهِ إذا ما مرّ على...
أغلقت الباب، وأمرت الخيتعور أن يبقى أمامه ليحرسه. أخذتُ طريقى إلى مقهى بابل حيث ينتظرني الخليل بن أحمد الفراهيدي هذا الصباح. كانت الأشجارُ أمامي تأخذ طريقها إلى الغابة. كانت الفراشاتُ تستنشق نسائم البحر، وتحلق أمامي، وهي تستحم بأشعة الشمس الرقراقة. فتحت باب المقهى الزجاجي، كان الخليل جالسا...
* عبدالقادر وساط و من ْ لسجينٍ شاخ في السجن بعدما = تكنفه الواشي بسجن كثيبِ رائعة هذه الملاحظة شاعر يوقع قصائده كأنه تشكيلي يوقع لوحته! يذكرني هذا بالشاعر مشعث العامري الذي قال مخاطبا نفسه: تمتّعْ يا مُشَعّثُ إنّ شيئاً = سبقتَ به الوفاةَ هو المتاعُ بإصْرٍ يتَّركْني الحي يوماً= رهينةَ دارهمْ و...
احمد بوزفور لعل شاعر الرقيات هو الوحيد المسجون بحق وعدل في سجن الكثيب. فلا يرتكب هذه الضرورة الثقيلة الأثقل من توبقال في حق اللغة وحق الشعر وحق الغواني الخفيفات وحق نفسه ( وهو من هو في الشعر ) إلا المغتر باسمه المعتز بشعره الملقي بنفسه إلى التهلكة. والكثيب أخف ما يجب في حقه. أصفق للطاغية أخي سي...
لنسهر الليلة فوق جبل جلعادْ أنت تدخن الحشيش والماريجوانا وأنا أتلقف حليب الزرقةِ الغاويةِ لا تبتئس أيها السيد محمد مستجابْ فليس للزمن وجود وليس للمكان من معنى آخر سوى تلك الروح القلقة التى تتلفها وراءك مثل سلة من المحارْ أو تلك الفكرة التى تقيم عليها مقبرتك وبعيدًا عن مدار الجاذبية تحت قبة...
أعلى