امتدادات أدبية

زوجي لا يعمل, بينما أشتغل أنا بالمحاماة. على أن القول بأن زوجي لا يعمل قول غير دقيق. صحيح أن زوجي لا يعمل, إلا أنه مشغول بأمور كثيرة. بل إنه من أكثر الرجال الذين أعرفهم انشغالا. بماذا؟ بتأليف وتطوير وتطريز مغامراته العاطفية المتعددة. باختصار شديد: مشغول بخيانتي. من ذا الذي يقول إن ممارسة الحب...
كنت متكئة على جدار الغرفة الخارجي. أسفل النافذة المطلة على الزقاق حين سمعت صراخ البنت الصغرى. وكان صباح مثالي لممارسة رياضة المشي أو الركض أو ركوب الدراجة لذا أغمضت عيني ورحت أسترجع شريط ذكرياتنا معا. قبل سنوات في مثل هذا الوقت من كل يوم كنت أكون على أهبة الاستعداد. جسدي لامع و نظيف مثل مهرة...
حين صحوت من النوم ذات صباح وجدتني يابس بلا ماء. مثل جلد أضحية مكرمش ومقدود زهد فيه الذباح فتركه معلق بإهمال على الجدار. جلدي جاف ومشقق و مشدود من أطرافه بعظامي ومقعر بالوسط كبحيرة كانت نادية بالحياة فجففتها أشعة الشمس في موسم الجفاف. فتحت عيوني على حجم الكارثة. ترى ماذا حصل لي؟. أاندلق مائي...
بعد تردد طويل استقر عزم (همود بن محفوظ) على القيام برحلة علمية إلى بئر برهوت، وكتابة تقرير عنها لمجلة ناشيونال جيوغرافيك. هو أستاذ في جامعة حضرموت، يرأس قسم الجغرافيا، ويُدرّس مادة الجغرافيا الطبيعية. تقدّم إلى الجامعة بطلب تمويل الرحلة، فكان ردهم أنهم سيوفرون له كذا جالوناً من البنزين! لم يُفكر...
سمعت (الشخصية المهمة) عن كتاب ألّفهُ مواطن إسباني تتناقل ذكره الأفواه، وما لبث أن قرأه. ثم قال في نفسه «ويلٌ للعالم إن لم يكن للدون كيخوتي مكان فيه». ومن تلك الكلمة بدأ كل شيء. *** لطالما عُرف (خوان كاليخونتي) بأنه شاب رقيق الطبع، الابتسامة لا تفارق ثغره كمولودٍ ما فتئ يرضع، وإذا رأيته للمرة...
لفَّتْ جسدها الصغير بعباءة سوداء، أخفتْ شفاهً متشققة وأنفاً مُلتهباً تحت وشاح بالٍ، حامت حول المبنى بإصرار، دلفت بهدوء وحذر، أوغلت السير، تنقـَّـلت بين المكاتب دون أن تحصل على ما تنشد، البرد ماردٌ يطاردها في الأروقة، الجوع ضار ٍ ينهش أحشاءها، التصقت عباءتها الرثـَّة بحائط علي العجوز بائع...
ذات يوم صنعت لي أمي دمية صغيرة من سيقان الذرة اليابسة . صممت الهيكل كما يجب . رأس مستدير ومرفوع لأعلى . اليدان مشرعتان والساقان طويلان ومستديران . انتزعت أمي خصل من شعر رأسها كانت ملتصقة بالمشط وثبتتها برأس الدمية فأصبح لها شعر طويل . بقلم الفحم رسمت أمي على رأس الدمية عينين سوداوين واسعتين . و...
بعد مشادة كلامية جمعت عدداً لا بأس به من الناس حول بيت جابر، إنصرف هذا الأخير حاملاً ابنه معه. فهرعت رحمة زوجته إلى الشباك لتكمل ماعندها، ثم إلى الباب، وعندما رأت أن كلماتها لا تصل مسامعه، هرولت إلى سطح المنزل، فبعثت مثالب الأصل والجدود، ومرت بالموتى واحداً واحد، ثم الأحياء دون أي استثناء لتتوقف...
أنا الآن أكتب حلما إلى امرأة أحبتها طفولتي لاحظت أنني كنت قصيرا .. غائر العينين إلا أنني كنت أهتم برص شعرات رأسي وربما رفسها أرتدي أجمل ما عندي وإن كان في نظر البعض متسخا وباليا إلا أنه أجمل من ( قفا نبكي ) بل شئ من بعضي .. شئ من تكويني .. شئ من تراثية تطوري هي أيضا صغيرة ، ومتسخة وجميلة ،...
حسن القوطي رجل ناهز الستين، وهوايته السرية جمع السكاكين! حضرته من معالم شارع المطاعم. يزعمون أنه لا يعرف من صنعاء إلا هذا الشارع فقط، إذ لم يُر خارجه راكباً أو راجلاً قط. لذا يتهامسون في قفاه أنه ارتكب جريمة قتل في قريته، وفر متوارياً في أمعاء “شارع المطاعم” المغلق والمكتفي بذاته. حتى لقبه الذي...
إن تنمْ يسكنُ الآسُ قلبكْ أو تَنُحْ ْيبتهجْ فيكَ عطرُ الغرامْ .. لا تحابي لحظةَ الشوقِ دعها تمرّْ .. وامنح لمذبحها قربانَ وجدكْ .. إهدها إنْ أتتْ دروبَ صِراطكَ المستقيمْ هاأنتَ والوجدُ تمتطيانِ المسافةَ تختلسانِ المنامَ عبوراً إلى حُلمكَ المشتهى تتخذانِ النخيلَ دليلاً إلى سُدَّةِ اللغو...
ألفيتُ فيكِ ترانيمي وقيثاريْ = ولــوعةَ الشــوقِ في تحديقِ آذارِ ومشرقَ الرّوحِ لمَّا كنتُ أفقدها = بينَ الغياباتِ كانَ الموتُ إبحاري يمَّمتُ نحوَ جحيمِ البُعدِ قافيتي = فــآذنـتـني بــبـوحِ الــوردِ للنَّـــارِ وغادرَ الوترُ المجنونُ من لغتي = فاستوطنَ النايُ منثوري وأشعاري على ضِفاف الأسى...
يُقطّرُ هذا المساء الثواني ويجثو على راحتيهِ السكونْ وحيداً أراوغُ ما أغدقَ الصمتْ لا الكأسُ تصحو ولا من نديمٍ يعيرُ حروفَ بهاهْ ولا بوحَ إلا لنايٍ كليمْ يغمغمُ .. يهذي يصولُ بكل الزاويا يُرتّقُ شُقَّ الغيابْ إلى سِدرةِ الشوقْ حيثُ القلوبُ أُسارى وموجُ الطيوفِ يمورْ نشدُّ الرِّحالْ نقيمُ...
أنا لم أشأ. وشاء الإله العلي القدير، ولو شئت كنت حماما يطير، وما مس ريشي تراب الألم. ولو كان أمر الغناء اللطيف لقيثارة الحب ما متُ سهوا ولاكان لحني دموعا ودم. وما كان وَردَ الأماني بخيل ولا رتلَ...
أنا لستُ فارسكِ الشهيدُ، ولستُ شاعركِ المسجى بالقوافي الذاهلات عن الحياة، ولست أغنية البلاد وروحها الثوري في ليل من وهبوا الظلام حديده واستنشقوا دخان خوف خائف من ضوء حراس الصباح المنتشي بغناء عطر الياسمين. فالشعرُ تكتبهُ أنامل ثائر لم يرتدِ ثوب الخديعة ، لا يبلل نصهُ الوردي بالحذر الموشح...
أعلى