امتدادات أدبية

ذات يوم صنعت لي أمي دمية صغيرة من سيقان الذرة اليابسة . صممت الهيكل كما يجب . رأس مستدير ومرفوع لأعلى . اليدان مشرعتان والساقان طويلان ومستديران . انتزعت أمي خصل من شعر رأسها كانت ملتصقة بالمشط وثبتتها برأس الدمية فأصبح لها شعر طويل . بقلم الفحم رسمت أمي على رأس الدمية عينين سوداوين واسعتين . و...
بعد مشادة كلامية جمعت عدداً لا بأس به من الناس حول بيت جابر، إنصرف هذا الأخير حاملاً ابنه معه. فهرعت رحمة زوجته إلى الشباك لتكمل ماعندها، ثم إلى الباب، وعندما رأت أن كلماتها لا تصل مسامعه، هرولت إلى سطح المنزل، فبعثت مثالب الأصل والجدود، ومرت بالموتى واحداً واحد، ثم الأحياء دون أي استثناء لتتوقف...
أنا الآن أكتب حلما إلى امرأة أحبتها طفولتي لاحظت أنني كنت قصيرا .. غائر العينين إلا أنني كنت أهتم برص شعرات رأسي وربما رفسها أرتدي أجمل ما عندي وإن كان في نظر البعض متسخا وباليا إلا أنه أجمل من ( قفا نبكي ) بل شئ من بعضي .. شئ من تكويني .. شئ من تراثية تطوري هي أيضا صغيرة ، ومتسخة وجميلة ،...
حسن القوطي رجل ناهز الستين، وهوايته السرية جمع السكاكين! حضرته من معالم شارع المطاعم. يزعمون أنه لا يعرف من صنعاء إلا هذا الشارع فقط، إذ لم يُر خارجه راكباً أو راجلاً قط. لذا يتهامسون في قفاه أنه ارتكب جريمة قتل في قريته، وفر متوارياً في أمعاء “شارع المطاعم” المغلق والمكتفي بذاته. حتى لقبه الذي...
إن تنمْ يسكنُ الآسُ قلبكْ أو تَنُحْ ْيبتهجْ فيكَ عطرُ الغرامْ .. لا تحابي لحظةَ الشوقِ دعها تمرّْ .. وامنح لمذبحها قربانَ وجدكْ .. إهدها إنْ أتتْ دروبَ صِراطكَ المستقيمْ هاأنتَ والوجدُ تمتطيانِ المسافةَ تختلسانِ المنامَ عبوراً إلى حُلمكَ المشتهى تتخذانِ النخيلَ دليلاً إلى سُدَّةِ اللغو...
ألفيتُ فيكِ ترانيمي وقيثاريْ = ولــوعةَ الشــوقِ في تحديقِ آذارِ ومشرقَ الرّوحِ لمَّا كنتُ أفقدها = بينَ الغياباتِ كانَ الموتُ إبحاري يمَّمتُ نحوَ جحيمِ البُعدِ قافيتي = فــآذنـتـني بــبـوحِ الــوردِ للنَّـــارِ وغادرَ الوترُ المجنونُ من لغتي = فاستوطنَ النايُ منثوري وأشعاري على ضِفاف الأسى...
يُقطّرُ هذا المساء الثواني ويجثو على راحتيهِ السكونْ وحيداً أراوغُ ما أغدقَ الصمتْ لا الكأسُ تصحو ولا من نديمٍ يعيرُ حروفَ بهاهْ ولا بوحَ إلا لنايٍ كليمْ يغمغمُ .. يهذي يصولُ بكل الزاويا يُرتّقُ شُقَّ الغيابْ إلى سِدرةِ الشوقْ حيثُ القلوبُ أُسارى وموجُ الطيوفِ يمورْ نشدُّ الرِّحالْ نقيمُ...
أنا لم أشأ. وشاء الإله العلي القدير، ولو شئت كنت حماما يطير، وما مس ريشي تراب الألم. ولو كان أمر الغناء اللطيف لقيثارة الحب ما متُ سهوا ولاكان لحني دموعا ودم. وما كان وَردَ الأماني بخيل ولا رتلَ...
أنا لستُ فارسكِ الشهيدُ، ولستُ شاعركِ المسجى بالقوافي الذاهلات عن الحياة، ولست أغنية البلاد وروحها الثوري في ليل من وهبوا الظلام حديده واستنشقوا دخان خوف خائف من ضوء حراس الصباح المنتشي بغناء عطر الياسمين. فالشعرُ تكتبهُ أنامل ثائر لم يرتدِ ثوب الخديعة ، لا يبلل نصهُ الوردي بالحذر الموشح...
لا تفرّ من الكتابةِ فالشمس رائقة بكل صباحها هل تجلد الكلمات؟ اياك تجرؤ أن تجامل دمعك المخفي في لوح الألمْ. الحفاة الرائعون أكفهم ممدودة ويرتلّون على الرصيف ٱية صمتكٙ: نون ولا قلمٌ همُ الشعراء من لا يبخلون، ما أنت بالحرف الشفيف مداهنٌ كلا إلا فؤاد مسّه ما مسّنا فأعطِ الاماني رقصها و ابرق فما جفّ...
========================================= الطرق التي لا تملك نهاية لا يمكن أن نمدها بالحافلات ، ونزرع في أي مكان فيها شجرة الوصول . ولا أعرف هذا الطريق الذي انطبقت عليه الأوصاف الى أين سيوصلني في عالم الحيثيات . كيف يمكن أن نتخذ القرار إذا كنا نستعد الى الوصول الى اللاوصول ؟ وكيف سيكون لون , أو...
مدخل لا بد منه تولد رواية " الطريق الى الملح" للأديب عبد الكريم العامري في النفس العديد من التداعيات الاليمة، وتحرك في اعماق النفس الكثير من الذكريات الدفينة.. هكذ ا وجدتني مشدودا بحبل سري بابطالها كانهم احبابي واهلي.. الحب نفسه الذي اختزنته لسنوات متتالية لكاتبها عبد الكريم العامري. ولصديقي...
1 أعطاني محمود مخطوطة الرواية ثم فتح النافذة و قال لي (هاتمطر). قلت له أنني أحب السير تحت المطر و سألته عن أقرب مكتب تصوير في المنطقة. وصف لي واحداً بعد شارعين و حذرني من النزول في هذا الجو. سرت تحت المطر مخبئاً المخطوطة داخل سترتي خوفاً على الأوراق من البلل. حثثت الخطى نحو المكتبة التي...
إيه يا المبروك.. إيه!.. صوت نايك اليوم أكثر حزنا.. علق أحدنا.. ـ وفرحا أيضا.. أكمل آخر.. ـ وأرق صوتا..أضاف الثالث.. واستيقظ الوهج في الداخل.. غزالا كان.. تحولت الأرجل والأذرع رقصا غجريا.. مد عمي خليفة في مقدمة الركب يده اليمنى.. قبض على طرف البرنوس وأخذ يلوِّح يمينا وشمالا.. رجلاه تتحركان إلى...
ابراهيم منصور مبدع مصري من مواليد 1937 بالقاهرة، يختزله اصدقاؤه في انه " مؤسسة ثقافية في رجل واحد" ، إذ يعد من اهم أركان جيل الستينات العظيم الذي يشهد على مجد الثقافة العربية، وساعد على بروز العديد من المبدعين الحقيقيين الذين عافروا كثيرا من أجل ترسيخ أساليب عصرية ، تحت ظروف عصية بعد أن هرستهم...
أعلى