مختارات الأنطولوجيا

عندما غادرتُ ثكنات الهايكستيب ظهر ذلك اليوم، لم أتصوّر أنّنس سأعود إليها قبل انتهاء إجازتي الأسبوعية، لم تمض منها سوى يضع ساعات، حتّى اُلغيت فجأة في المساء. صدرت الأوامر من القيادة بضرورة التوجّه إلى وحدتي الساعة ستمائة صباحَا. تأزّم الموقف على الحدود، أهلي لم يصدّقوا حين أدركوا أن الحكاية جد،...
شارع الطبلية ذو الأرضيّة الحجريّة، يتسلّل من ميدان الأزهر في ظلال مآذن المسجد، ليتخفّى في بركات الإمام عبد الله، بفسحة “بهادر دار” المحتجب في حضن تلال الغموض بالمُقطّم، ولسعة الشتاء لم يعْفك منها طول حرمانك من الدفء في الليمان الرهيب، أضواء المصابيح يخنقها البرد والندى، ألمُّ أطراف ثوبي أتوقّى...
ما هاجَكَ اليَومَ مِن رَسمٍ وَأَطلالِ مِنها مُبينٌ وَمِنها دارِسٌ بالِ بَينَ السَنامِ وَهضميهِ وَذي بَقَرٍ كَأَنَّها صُحُفٌ يُخطها تالي دارٌ لِقَيلَةَ إِذ قَلبي بِها كَلِفٌ أَقَوَت مَنازِلُها مِن بَعدِ أَحوالِ تَمشي النِعاجُ بِها وَالعينُ مُطفِلَةٌ إِلى رَواشِحَ قَد حَفَّت وَأَطفالِ ظَلَلتُ فيها...
الى الرفيق الخالد عبد الخالق محجوب محجوب ياضحكة شمس غابت كَبل (1)الغروب يانجمة فكر جبار .... ضوّت للشعوب أدروب غمّ الكَال صوتك مات واشمعوعك مرار تذوب وانته بوجنته التاريخ نجمات وكلايد نور شوصف بيك وانت تحير " بواتير"(2) وتعجز أدب " طاغور" وآنه أدريك .. لو نخل العراق أيصير كله سطور ما تكفي الوصف...
فرز مجموعة كبيرة من الأوراق. توقف عند ثلاث منها مشدودة ببعضها بدبوس صغير، أشعل لفافة وامتص منها دفعة كثيفة من دخانها سربها بين شفتيه على مراحل، خط بالقلم الأحمر على بعض فقراتها ورسم أمامها علامات استفهام وتعجب، نظر إلى النافذة التي تحتل مساحة كبيرة من الجدار وتطلع قليلاً نحو الفضاء. فتح أحد...
كانت تصفية المعارضين قي الخارج نظاما داخل النظام، نظام له مؤسساته ورجاله وميزانياته وله خبراؤه ومجندوه ومغرياته، وكانت تصفية المعارضين عبارة عن بزنس بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ومن ضحاياه كان الصديق المحامي محمود نافع وعنه كتبت هذه القصة وهي تصور الحدث الحقيقي لمقتله.. استغل القاتل ضعف نظر...
أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا إِنَّ الَّذي جَمَّعَ السَماحَةَ وَال نَجدَةَ وَالحَزمَ وَالقُوى جُمَعا الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ ال ظَنَّ كَأَن قَد رَأى وَقَد سَمِعا وَالمُخلِفَ المُتلِفَ المُرَزَّأَ لَم يُمتَع بِضَعفٍ وَلَم يَمُت طَبَعا وَالحافِظَ...
يا وجهها في الشاطىء الثاني أسرجتُ للإبحار أحزاني أشرعتَ يا أمواجُ أوردتي وأتيتُ وحدي فوقَ أشجاني ولِمَ أتيتُ؟ أتيتُ ملتمساً فرحي وأشعاري وإنساني من أينَ؟ لا أرجوكِ لا تسلي تدرينَ … وجهُ الريحِ عنواني لو كانَ لي من أينَ قبلَ هنا قدَّرتُ أنَّ التِّيهَ أنساني من أينَ ثانيةٌ وثالثةٌ أضنيتُ بحثَ...
كنت قد شرحت أكثر من مرة سبب تفوق أركون على جميع المثقفين العرب الذين تصدوا لدراسة التراث أو تجديد التراث أو نقد العقل العربي... إلخ. وقلت إن مشروعه هو وحده الذي بقي صامداً في الساحة في حين تبخرت كل المشاريع الأخرى إلى حد كبير أو اندثرت أو فقدت مصداقيتها. والسبب هو أنه يذهب إلى أعماق الأشياء ولا...
مرة واحدة فقط جالست، وبالمصادفة، المصور السويسري الشهير René Burri رينيه بوري (1933-2014) وحين جالسته قبل ما يقرب من ثلاثة عقود لم أكن، لغفلتي، أعرف عنه ولا عن شهرته شيئا. ولم يكن هو أيضا مهتما بأن يشرح لي من هو. لكن ما حصل أن سيرة غيفارا فتحت ونحن نتغدى في المطعم. لا أدري من فتحها، لكنها فتحت...
بَـنَاتُ (عِـيسَى) و(ابْـنَةُ الـمَغرِبيْ) لَــبِـسـنَ ألـــوَانَ الـرَّبـيـعِ الـصَّـبـيْ رَجَـعـنَ بَـعـدَ (الـنَّـقشِ) مِـن بَـابِنَا يَـركُـضْنَ، يَـضـحَكْنَ، بـلا مُـوْجِبِ ومَـوْكَـبَت.(بلقِيسُ) مِــن صِـنـفِهَا عَـشـرًا، و قَــادَت رِحـلـةَ الـمَوْكِبِ ورُحـــنَ مِــن سُــوقٍ إلــى...
مجرّد محاولة استعادة لحظات بارزة يختزنها جراب الذاكرة، يجعلني أرتاد متاهة متشابكة المسالك، ذلك أننا لا نعيش الزمن منتظماً في إيقاعاته وأحداثه، واضحاً في دلالاته وحدوده. ونحن، فضلاً عن ذلك، لا نتوفّر في (بداية) علاقتنا بالزمن، على وعي يستطيع أن يمايز بين التجارب، ويصنّف الوقائع والذكريات. إننا،...
تابع .. انتقام 2 - قبل خمسة أعوام ضاقت المعيشة بفؤاد وهو الشاب النابه، وتبرم به أبواه العربيين، وآلمهما الإملاق، وضاق صدرهما على رحابته بهذا الابن المتهور، الذي لا يجد لنفسه عملا. "بنفسي أنت يا فؤاد، والداك" "يعتقدان أنك تحب البطالة" "وأنك لا تجد لنفسك عملاً" "وقد سَهَوَاْ عن الحقيقة التي"...
أخبار الأدب الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 03:28 م تعتبر مذكرات أنور كامل التى لم تُنشر حتى الآن بمثابة وثيقة ثقافية هامة، تُقدم وصفا للتيارات السياسية التى كانت سائدة فى القاهرة منذ منتصف الثلاثينيات، والأربعينيات وتمتد حتى منتصف الخمسينيات، وتكشف صراعات هذه التيارات فما بينها. كما تقدم وصفا شاملا...
فى أواسط ثلاثينيات القرن الماضى، كان الفن والأدب الطليعيان يواجهان أعتى حملة شرسة من الرجعية العالمية، ففى فيينا تمزقت لوحات رينوار وأحرقت مؤلفات فرويد، وصودرت فى ألمانيا منتجات الفنانين كاندلسكى وماكس أرنست وغيرهم، وفى روما تشكلت لجنة لتنظيف الأدب، وطردت وعاقبت كل ما هو ضد القومية وضد الجنسية...
أعلى