مختارات الأنطولوجيا

“الرابطة الأممية للعمال – الأممية الرابعة” تشكر الشاعر المصري الأستاذ شعبان يوسف على تأمينه هذه الوثيقة الهامّة والفريدة. سرقة سرق “مجهول” أصول هذا الكتاب من حافظتي في قاعة المحكمة يوم الأحد 2 مايو سنة 1948 أثناء نظر إحدى قضايا النشر التي اتهمت فيها فاضطررت إلى إعادة تأليفه من جديد...
الحربُ لا تتَّسِعُ لنوافذِ بيوتِنا البنادقُ لا تتَّسِعُ لغناءِ العصافير السِّكينُ لا تدركُ معنى جمالِ الصَّبِيَّة القيدُ أضيقُ من نفسِه وهو يحدّقُ غاضبًا في حلقةِ الرّقص الدبابةُ لا تفهمُ لغةَ الحقل الجنديُّ في برجِهِ لا يرى طفولةً هناك بندقيتُهُ مفتونةٌ بكلِّ ما في مداها وقلبُهُ ممتلئ بشهوةِ...
هٰهـــنــا عــنــدي غــريـبـات الــعــوادي عـنـدك الإنـصـات والـهـجس الـرمـادي كـيـف أروي يــا صـديـقي؟ هــل تــرى أنـنـي أزجــي إلــى الـمـوتى كـسـادي؟ هــاهـنـا مــســراك يــلـغـي وحــشـتـي وصــدى نـجواك، يَـغلي فـي اعـتقادي مِــــن هــنــا أشــتــف مـــاذا تـنـتـوي؟ أســــأل الــقـبـر...
ما اعتادَ حُبُّ سُليمى حينَ مُعتادِ ولا تقضّى بواديدَينها الطَّادي إِلاَّ كما كنت تلقى من صواحبِها ولا كيومِكِ من غرّاءَ ورّادِ بيضاءُ محطوطَةُ المَتنينِ بَهكَنَّة ريّا الروادفِ لم تُمغِل بأولادِ ما للكواعبِ وَدَّعنَ الحياةَ كما وَدَّعنَني واتخذنَ الشَّيبَ...
إنَّا مُحيّوكَ فأسلَم أيُّها الطَّللُ وإن بُلِيتَ وإن طالت بك الطِّيَلُ إني اهتديتُ لتسليمٍ على دمَنٍ بالغمرِ غيَّرهُنَّ الأعصُرُ الأوَلُ صافَت تُمَعِّج أَعناقَ السيولِ به من باكرٍ سَبِطٍ أو رائِحٍ يَبِلُ فَهُنّ كالخِللِ الموشي ظاهرُها أو كالكتابِ الذي قد مَسَّهُ البَلَل كانت منازلَ مِنَّا قد...
لأنهم من دمهم أبحروا كالصبح، من توريدهم أسفروا تكسروا ذات خريف هنا والآن من أشلائهم أزهروا وقبل إعلان الشذى، حدقوا وعن سداد الرؤية استبصروا تجمروا في ذكريات الحصى ومن حنين التربة اخضوضروا *** هناك رفوا... هٰـهُنا أعشبوا هل تضجر الأمواج كي يضجروا؟ من كل شبر أبرقوا، أشرقوا كيف التقى الميلاد...
هدير السيارة يزعج صمت الليل، لقد رست تماما، لكن هديرها ما زال يزعج الصمت، مدت المرأة يدها تحرك الرجل الذي ينام إلى جانبها. قال لها: إني لست نائما. قالت: سمعت ؟ قال: لقد جاء دوري إذن. في قلب الليل يحدث ذلك، يقومون بزيارات خاطفة ويمضون سريعا ... لكنهم يتركون آثارهم دائما. كان كل السكان الآن قد...
هابيل وقابيل التقيا بعد مقتل هابيل، كانا يسیران في الصّحراء، ومن بعيد عرف كلٌّ منهما الآخر لأنهما كانا ذويا قامةٍ طويلة جدّاً. جلس الأخوَان على أديم الثرىَ، أوقدَا ناراً وأكلاَ . كانَا صامتيْن على طريقة هؤلاء الذين أضناهم التّعبُ في آخر النهار، في السّماء كانت تطلّ نجمة مّا لم تكن قد اكتسبت...
وحين انطلقنا عن الجسر قلت لعشب الطريق...انتظرني ومال المغيب إلى جهة الشمس كانت حقول البنفسج تسقط خضرتها في الجواء وكانت سراويل بعض الغيوم تمزقها الريح لكن عيني لم تشبعا من أزاهير نيسان فاشتعل المرج بالورود واشتبه الأمر للعين هل هذه رئة البحر أم تلك هبة ريح من الشرق مرت ظباء عراقية الخطو واثاقلت...
لكي لا تموت الحكاية.. قبل ولادتها أقطع الآن في عجل حبل سرتها أغسل الجسد المتراخي لهيكلها اللغوي... وأمضي بها في طريق المجاز يدي.. يا يدي لا تعضي على يدك الثانية.. . أقيمي أحتفالا لطقس المروءة في اللحظة التالية وما كان يمكن ألا أعض يدي وهي تطبق فكي حمار على يدي الحانية أرى النار تأكل دمعي وعيني...
وحين دخلنا مداخل شتّى كإعراب.. حتّى.. وراحت تهامسنا الكائنات تقول الحياة لنا : مرحبا ونقول : هلا يا حياة وحين اعترانا الوجوم امام الظواهر والظاهرات نظرنا معاً في التخوم الخضيلة كانت تعاشب أفراحنا وتوشّي السراب الذي في هوانا وكانت قرنا تعاكس افراحنا وتصفّي رؤانا يطير الهوى صادحاً وتطير...
المَشيداتُ الَّتي رُفِعَت أَربَعٌ مِن أَهلِها دُرُسُ قامَ لِلأَيّامِ في أُذُني واعِظٌ مِن شَأنِهِ الخَرَسُ أَخلَقَت جِسمَ الفَتى جُدُدٌ ذاتُ خُلقٍ لينُهُ شَرَسُ فَشِتاءٌ بَعدَهُ وَمَدٌ وَمَصيفٌ إِثرَهُ قَرَسُ لُبتُ حَولَ الماءِ مِن ظَمَإٍ إِنَّ غَربي ما لَهُ مَرَسُ كَم أَبَنَّ الغابَ مِن أَسَدٍ...
دَعاني سَيِّدُ الحَيَّينِ مِنّا بَني أَسَدَ السَمَيذَعُ لِلمُغارِ يَقودُ إِلى الوَغى ذُهلاً وَعِجلاً بَني شَيبانَ فُرسانَ الوَقارِ وَآلَ حَنيفَةٍ وَبَني ضُبَيعٍ وَأَرقَمَها وَحَيَّ بَني ضِرارِ وَشوساً مِن بَين جُشَمٍ تَراها غَداةَ الرَوعِ كَالأُسدِ الضَواري وَقَومَ بَني رَبيعَةَ آلَ قَومي...
آه.. منذ ساعات عدة وأنا أقبع في سلة المهملات بين قطع “شاش” جفّ عليها الدم و”سرنجات” وقناني أدوية وندف مصفّرة من القطن. أراهُ غافياً على السرير بصدغين مشدودين؛ ما برح مفعول”البنج” سارياً فيه؛ ما أشد شحوب وجهه وقد غارت عيناه في نصف اغماضة! (يحّرك رأسهُ قليلاً، يفتح عينيه، تزوغان في أرجاء الردهة،...
إشارة: جماعة “البصرة أواخر القرن العشرين” جماعة فريدة ليس في تاريخ السرد العراقي فحسب بل في تاريخ الأدب العراقي عموما. فهي لم تكن “الجماعة القصصية” الأولى في تاريخ العراق فقط بل كانت مشروعاً تثويرياً في النظرة إلى دور السرد خصوصا في واحدة من أخطر المراحل التي عاشها العراق بانعكاساتها الهائلة على...
أعلى