الشعور بكونك كاتباً قبل أن تكون قد كتبت أي شيء هو غرور لا يستند إلى الواقع أو التاريخ الشخصي. لكني أرى اليوم أنه دون هذا الاعتقاد الذي لا دليل عليه لا يصبح المرء كاتباً. إنه قرار، وإيمان، وفعل جذري إلى درجة أن بوسعنا القول مثل المتدينين: إن مجرد امتلاك الإيمان هو شكل من أشكال الخلاص. (الكاتب...
نفس عن الحب ما حادت ولا غفلت = بأي ذنبٍ وقاك الله قد قتلت
وعين صبٍ إلى مرآك قد لمحت = كفى من الدمع والتسهيد ما حملت
دعها ومدمعها الجاري فقد لقيت = ما قدمت من أذى قلبي وما عملت
أفديك من ناشط الأجفان في تلفي = والسحر يوهم طرفي أنها كسلت
وواضح الحسن لوشاءت ذوائبه = في الأفق وصل دجى الظلماء لاتصلت...
غازلتنا فأعيدي ماضي الغزل = شواهر البيض من مسودة المقل
إنا الى الله تلهينا الأوانس عن = مساجد النسك بالاصداع كالقبل
غيد بدت فتولى الظبي من حنق = يسعى وأطرق غصن البان من خجل
بأوجهٍ من بني بدر تناضلنا = من دونها لحظات من بني ثعل
من كل مسكرة الألحاظ مائسة = يهزها الدلّ هزّ الشارب الثمل
معسولة الثغر...
عذيريَ من ساجي اللواحظ أغيد = يصول بأسياف الجفون ولا يد
غزالٌ يناجيني بلفظٍ معرب = ولكنه يسطو بلحظٍ مهند
وقدّ روت عن لينه واعتداله = صحاح العوالي مسنداً بعد مسند
إذا قعدت أردافه قام عطفه = فيا طول شجوي من مقيم ومقعد
كلفت به من قبل ما طال قدّه = فطوّ له فرطُ العناق المردد
وعاينت من فيه العقيقي...
لا أترك الحبّ والعذّال وعّاظ = ما دام في حفظه للقوم احفاظ
يرتاض قلبي إذا ما الحب خامره = فخل عاذله في الحب يغتاظ
رووا الشجون على سمعي فاني من = قوم هم لحديث الشجو حفاظ
وانظر لالحاظ من أهوى وقل لي عن = علم أتلك ظباً أم تلك الحاظ
أعيذ بالكهف ألحاظاً مناقضة ً = تخالهن رقوداً وهي ايقاظ
ومبسماً لبهيّ...
لسائلِ دمعي من هواك جوابُ
فما ضرَّ أن لو كانَ منك ثواب
بعيني هلالٌ من جبينك مشرقٌ
وفي القلبِ من عذلِ العذولِ شهاب
لئن كانَ من جنسِ الخطا لك نسبةٌ
فإنَّ شفائِي في هواك صواب
وإن كانَ في تُفَّاح خدَّيك مجتنًى
ففي الرِّيقِ من تفَّاحهنَّ شراب
وإن كنت مجنوناً بعشقك هائِماً
فإنِّي بنبلِ المقلتين مصاب...
ما ضرَّ من لمْ يجدْ في الحبِّ تعذيبي
لو كانَ يحملُ عنِّي همَّ تأنيبي
أشكو إلى اللهِ عذَّالاً أكابدُهم
وما يزيدون قلبي غيرَ تشبيب
وخاطرٍ خنثِ الأشواقِ تعجبهُ
سوالفُ التركِ في عطفِ الأعاريب
كأنَّني لوجوهِ الغيدِ معتكفٌ
ما بينَ أصداغِ شعرٍ كالمحاريب
كأنَّني الشمعُ لما باتَ مشتعلَ ال
فؤاد قال...
الإهداء : إلى (I.F) أقدم ..
ما أوحت به إلي ...لأنها نفسي، وقلبي وروحي ..
1/8/1940
1 - انتقام...
بكت السماء حتى نضبَ دمعها ، و أعولت حتى بُحَّ صوتها، لكنها كانت كما ابتدأت تحاول استنزاف آخر قطرة مما في مآقيها علّها تستريح وتُريِّح .
همدت الأصوات أخيراً، وساد الطبيعة سكون رهيب، وانبلج...
إلغاء المتابعة
وضع إشارة مرجعية
أودُّ أن أتحدَّث عن شاعر من الغرب قلَّ نظيره بين الشعراء المحدثين في الحاسَّة الفنية التي استقامت له بضربٍ من الدراسة العقليّة والرياضة النفسيّة خلال فترة من العزلة تفرَّدتْ بطولها وبخصب نتاجها , وبقوة ما عانى فيها صاحبها من النظر والتفكير ...
إنه بول فاليري، مارد...
كان الوقت ظهرا , وكان الأصدقاء الثلاثة مازالوا يسيرون رغم التعب الذي بدا عليهم, يمكنك استخلاص ذلك من العرق الذي بلل مناكبهم ورؤوسهم وبذلاتهم الرمادية, وكذا اعتمادهم على أيديهم من حين لحين, وبالرغم من أنهم قاربوا شجيرات الطلح لم تخطر لأحدهم فكرة الاستراحة تحت ظلها .. فقد كانت أبصارهم مصوبة نحو...
الوعي الجالوقة كدروب المدينة العتيقة.. ضيقة ومتشعبة ومتداخلة في بعضها.
تنسى الصباحات أسماءها لتختلط بالزوالات الرديئة رأسا ثم حصرا مع انفراجات السرويات واللمسة التي تتركها صلاة العصر على المساجد والناس التي انتهت لتوها من أشغالها.. وأولئك الذين لتوهم أفاقوا وانزاحوا عن ضوضاء ليل صاخب. كل هذا...
تداعيات خبِرتها فى طفولتى حين كنا نسكن مطلع الأربعينيات فى بيتنا، 9 شارع العباسية ذى الطابقين والشقق الخمس، وكنا العائلة المسلمة الوحيدة فباقى الشقق تسكنها أربع عائلات يهودية واحدة منها أرضية منفردة فى مدخل العمارة يسكنها «فليكس» المخمور الذى يضرب زوجته «إلن» كل يوم وإذا حاول متطوع أن ينقذها...