مختارات الأنطولوجيا

في عامه الأخير ، كان محمود درويش يدرك أن مواجهته الحاسمة مع الموت قد دنت . وفي عامه الأخير ، كان محمود درويش يواصل مراوغة الموت. كان كمن يريد تأجيل مواجهة يشعر أنها قد تكون نهائية وقد تكون خاسرة ، أو كان كمن يريد أن يستعد لهذه المواجهة وهو مدجج بمزيد من الشعر والأغنيات. في عامه الأخير ، وفي...
تضع كلبة جراءها ، تستغيث بعدما انقطع لبنها ، وكنت مراقبا لمخزن سمك بجزيرة نائية ، فلم أجد غير الأسماك أقدمها للجراء حتى بدأت تموء مع مرور الأيام بدل أن تنبح ، صارت الجراء كلابا بصوت قطط..! تأخر الصيادون عن الإبحار لرداءة الطقس شهرا بأكمله ، فنفذ ما في المخزن من سمك ، وجاع الكلاب! لا أحد يعرف...
أنا الشمس! ما بين الظل والدفء أشع الزهر بعبير العشق ألثم وجهي بضوئي أمد يدي ولا أياد تحرق جلدها بنار نوري أنا الشمس ما بين النجم والقمر أروح وأجيئ وأجري لمستقري / / أنا الأرض! ما بين الماء والسحاب بمداري فصول همي جبال كالأوتاد دمي بحور تسيل أنا الحب كثل وضباب عجافي هطول أحفن العذاب بالتراب بي...
دعا د. محمد النويهي في كتابه "قضية الشعر الجديد": "ألا نقبلَ في الفن الجديد قبولاً مبدئياً إلا فناناً يثْبِتُ أولاً أن لديهِ القُدرةَ على إتقان القواعد الكلاسيكية لفنِّهِ المختار" ..ونحن في عصر تدريج اللغة العربية* ، أي إتقان للقواعد سيكون؟ حبذا لو بدل د. محمد النويهي كلمة إتقان / ب /فهم . ١/...
شعر مصدر شعر وهو ما ينبت في جسم الإنسان ، شعر يشعر شعورا فهو شاعر وشعر فلان أي قال شعرا. قمنا أولا بتفكيك المصدر بغية تحديد غاية الفاعل ، في محاولة لفك لغز معنى الشعر ولو بالمقاربة ، علما منا بعجز فلاسفة ولغويين في تحديد سماته وأفعاله قديما وحديثا ، ولم تك لحد الآن سوى تأويلات أو تكهنات ، وقد...
قرأت تعليقا لأحد المشايخ لا أفضل ذكر اسمه بأن الناقد ينبغي أن يكون متخصصا، لأن النقد كقاعة جراحية تحتاج لطبيب جراح لا إلى ذواق! ولم ينتبه بأنه بتشبيهه هذا قد جعل من النصوص مرضى في احتضار وأقول لو كان شبه النقد بمتحف فني، فهو لا يلجه غير الذواقين وكل منهم يقرأ اللوحات حسب ذوقه، وبالتالي تصبح...
من الصعب علينا التحكم في العقل البشري، وإلا فالرسل كانوا أولى بوحيهم، أو الفلاسفة بمنطقهم، أو المشعوذون بسحرهم.. من هنا جاء تطور النظريات، وتحديث المناهج، فكلما أراد العقل البشري تلميم الأفكار وحصرها في قواعد، جاءت أفكار جديدة تعذر عليه شملها، لأنه لا يمكن مطلقا الحد من التفكير، فما عسانا (...)...
لم أزل أذكر تلك اللحظات - طيفاً- تمر كأنها شيء من الريح الزكية، التي تنثر نفحات من طلب المعرفة، في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، وترددي إلى المعاهد واروقة الدرس هناك. كانت أول معرفتي بالاستاذ الدكتور عبد المنعم تليمة (الصورة) - رحمه الله ـ يوم جاء إلى كلية دار العلوم، أستاذاً مناقشاً لإحدى...
لقد حُسمت خلال القرنين الهجريين الأولين الاستراتيجية الثقافية العربية الإسلامية. وكان من أدواتها الكبرى التمييز القائم بين العلوم الأصلية التي تنظم المعارف الدينية، والعلوم الفرعية التي تصنف هرميا المعارف الدنيوية، وذلك بتكليفها بوظائف محددة بطريقة دقيقة. إن المعارف التي تهتم باللغة تشكل موضوع...
في الشّرفة السّعيدة تنقلب امرأة على ظهرها الضّوء ينطوي في هيئة عناقيد بعيدة الغَور اليوميّ يُحكمُ مطابقة نفسه على الحُلم فيما ينابيع الجسد تتجاوب بين الأهداب تتأجّج مفاجآتٌ اعترافُ العُضو الجِنسيّ يصقُل الزّمن يتدفّق الخمر من حدقة مثلما قطعة نسيج مُخرّمةٍ حول الرّسغ ويُفرغ شلال نفسَه من رَبيعه،...
الآباء الغارقون بالعرق ذوو الكرش، الذين يعودون من العمل ظهرًا ومعهم بطيخة وجريدة.. يتوارى الصِّبْية ذعرًا في غرفهم لأن هذا هو وقت تنفيذ الأم لتهديدها المخيف (هاقول لأبوك أما ييجي).. لا بد أن يُشرف على ذبح البطيخة كأنه يؤدي طقوسًا كهنوتية ما، ويتأكد بنفسه من أن البائع لم يخدعه، يجلس ليلتهم الغداء...
رفيق : ولنقلْ أنّ شيئاً مضى ... قد مضى .... ولنقلْ أن نجماً من الليلِ أهدى لبيتٍ على الأرض قبعّةً من شجرْ ولنقلْ أنّ قُبّرة الحقلِ نادتْ على طفلةٍ فى الترابِ : - اعقدي خصلةِ الشعرِ كي تسعدىِ في الزواجْ وليكنْ موتنا مثلاً ... أو سدىً ... سأرثيك حتى أراكَ على النافذة . . فتاة : سأطلقُ أسمي...
أصدر حنا إبراهيم، احد أبرز أدباء الأرض المحتلة عام 1948 مؤخرا، أعماله القصصية في طبعة جديدة تحت عنوان بارز،بحرف كبير، هو "أزهار برية" تقع تحته العناوين: ريحة الوطن، الغربة في الوطن، هواجس يومية، وكانت هذه المجموعات القصصية قد صدرت في الأعوام (1972) (1979) (1981) (1989). ولم تقتصر كتابة حنا...
رحل حنا ابراهيم كاتب القصة القصيرة والشاعر الكلاسيكي والروائي وبذلك تفقد الحركة الأدبية في فلسطين التاريخية المحتلة في العام ١٩٤٨ أحد أبرز كتابها ، ممن كان لهم حضور في النصف الثاني من القرن العشرين وحملوا لواء المقاومة بالكلمة في زمن كانت الكتابة فيه تودي بصاحبها إلى السجن وتكلفه الكثير فيما...
لا أدري لماذا تبحر بي الذاكرة دائماً إلى ذاك المرفأ هناك حيث كان بيتنا على الطرف الجنوبي من مدينة صيدا القديمة، حيث ولدت وأمضيت سنوات طفولتي، قريباً من البحر. كلما سئلت عن أمر يتعلق بحياتي، بما هو ناتئ في سيرتي وحاضر في ذاكرتي، يتقدم عالم ذاك المكان القديم، تتشكل صوره بسرعة فائقة، كما الخطوط...
أعلى