لا أحبّ الحكومةَ حيثُ أعيشُ
لا أحبّ استبدادَ الأغنياءِ
لا أحبّ أن يبلّغَني البيروقراطيون عما يجبُ أن آكلَه
لا أحبّ كلابَ الشرطةِ وهي تُشمشمُ حول قدمَيّ
لا أحبّ رقابةَ الشيوعيين لكُتبي
لا أحبّ شِكايةَ الماركسيين من نظراتي
لا أحبّ إهانةَ كاسترو لأعضائي
لا أحبّ الرأسماليين يبيعونني الجازَ والكوكا...
- آلو… هل أبو الطيّب هنا ؟
- نعم، إنه هنا لا هناك. من المتكلم ؟
- صديقك الذي لا ولن ينساك.
ضحك صاحبي المتنبي ضحكة قصيرة ثم أردف قائلاً :
- أقلقني غيابك الذي طال على غير عادتك. قلتُ ربما جرى إختطافك في عمّان أو في الطريق ما بين عمان وبغداد، بل وقد ذهبت الظنون بي إلى حد تصورك قتيلاً في حزام ناسف...
همومي ليس يسترها إزاري
يقينا لست أعبأ بالخوار
أمنّي القلب بالآمال ليلا
صريعا أستفيق على النهار
خيالي مثل نسرٍ في فضاءٍ
تعلق بالفراغ بلا قرارِ
وحلمي مثل نارٍ شبّ فيها
لهيب الريح دون هدى المسار
ألا يا موج ذاك البحر أنّي
أشق عباب أطراف الحوار
فأمهلني لعل الوقت أدّى
فروضا قبل تدوير السوار
أحاور بعض...
يا ربيعية الضحكات
خريفية الجنون والخيال
أيتها العاشقة المتقلبة الدم والهواء
حلمك سحاب يقطع رأس البخار
على ساحل الغربة
وبيتك ضيق لا فراغ فيه ولا رذاذ
فتبثتي من حلقة الباب
واحكمي غلق البحر على جسدي
وبالمزلاج المعدِّ للغرباء
اغلقي رتاج عمري بيديك
ولا تتعمدي تشويه الخاتمة.
طيران فوق صفحة السماء...
نظمت الجهات الثقافية الرسمية مساء الأربعاء 7 أكتوبر الحالي أمسيات في ذكرى رحيل أحمد شوقي الذي توفي في 14 أكتوبر 1932. وقد قضى شوقي حياته كلها موظفا في بلاط الخديو توفيق الذي أعاده الانجليز إلى العرش على أسنة الرماح، وموظفا عند ابنه الخديو عباس حلمي الثاني. وفي 28 أبريل 1927 تمت مبايعة شوقي أميرا...
أمامَك أيُّها العربيُّ يومٌ
تشيبُ لهولهِ سودُ النواصي
وأنت كما عهدتك لا تبالي
بغير مظاهِرِ العبَثِ الرّخاصِ
مصيرك بات يَلْمُسُه الأَّداني
وسار حديثُهُ بين الأَقاصي
فلا رَحْبُ القصور غداً بباقٍ
لساكنها ولا ضيق الخصاصِ
لنا خصمان ذو حوْلٍ وطوْلٍ
وآخر ذو احتيالٍ واقتناصِ
وتواصواْ بينهم قسأتى وبالاً...
كانت لي مدينة لها بحر تنام فيه الشمس كل مساء .... كانت لها أبنية متواضعة تأخذ مكانها تحت السماء الزرقاء فلا تتطاول لتنطح السماء بحجارتها وأعمدتها .... حول مدينتي كانت مزارع , ومنذ الأزل , كانت تلال رمل لها لون أشقر ... حول مدينتي كانت تتناثر بيارات برتقال لثمارها مذاق منعش ولأزهارها رائحة عطرة ...
هل من عادة الزهرة، أن تنتصب
مثل عصا في المسير؛ ويا أيها الصبيّ التعس الذبيح
هل هكذا تعرب عن العرفان للآلهة؟ بيضاء
بقلوب ملوّنة، تتأرجح من حولك
الأزهار الطويلة، وكلّ الفتيان الآخرين
في الجدول البارد، آنَ يتفتح البنفسج.
2
في سحيق الأزمان لم يكن ثمة زهور
ما خلا أجساد الفتيان، شاحبة، تامّة التصوير...
الآن إذْ أدركُ
أنني
أحتضر وأعرف
أنني لن أنطق ثانية، لن
أعيش بعد الأرض، لن أُدعى منها ثانية، وما
من زهرة، بل الشوك وحده، والقذارة الخام
تطبق على أضلاعي، أناديكَ
يا أبي وسيّدي: الكلّ من حولي،
الصحب كلّهم يخرّون أرضاً، يظنّون
أنكَ لا ترى. كيف
يجزمون أنكَ لا ترى
وأنتَ لم تخلّصنا بعد؟
وفي شفق الصيف،...
في ختام عذاباتي
كان ثمة باب.
أنصتوا إليّ: ذاك الذي تطلقون عليه اسم الموت
أتذكّرهُ
فوق الرأس صخب من كلّ فَجّ، أغصان الصنوبر تتنقّل
ثمّ لا شيء. الشمس الواهية
خفقتْ فوق السطح اليابس.
رهيب أنْ تواصلَ الحياة
والوعي
دفينٌ في التراب المظلم.
وبعدها انتهى الأمر: ذاك الذي تخاف منه، أنتَ
الروح، أنتَ العاجز...
أيتها الروح الصغيرة، الصغيرة المتجرّدة أبداً
افعلي الآن ما أرجوك أن تفعليه، تسلّقي
أغصان شجرة الصنوبر الشبيهة بالرفوف،
انتظري في الأعلى، متنبهة، مثل
حَرَس أو رقيب. لن يطول الوقت حتى يعود إلى بيته
يتعيّن عليكِ أن تكوني
كريمة. أنتِ لم تكوني
كاملة الأوصاف، بجسدكِ المُرْبِكِ
فعلتِ أشياء ما كان ينبغي...