خفيفٌ في مشيته،
كفأرٍ يسكن بيتاً إسمنتيّاً به عشرون نافذة
عشرٌ منها لا تعرف معنىً للضوء
والعشر الأخرى تفتح كُلُّ واحدةٍ منها في وجه حبيبة
الحبيبة الجيدة،
بإمكانها أن تملأ المكانَ بالهواء، بإمكانها أن تُرتِّب جوقةَ موسيقى
وترقص في عصبك في آنٍ واحد
بإمكانها أيضاً
أن تدفنك نهاية الحفل في...
في كل مرة أنوي الحديث عن حياتنا الأدبية في مدينتي الناصرية وبخاصة منذ سنواتِ سبعينياتِ ما قبل السفر الدراسيّ إلى بغداد فإني أتجنبه متذكراً أخاً كبيراً لي ومعْلَماً من معالم مدينتنا : القاص والروائي والكاتب المسرحي والناقد والشاعر والمترجم والفنان : أحمد الباقري ، وأقول لعله يبدأ هو فيأتي حديثه...
حَقاً كان كتاب (الق الحكاية) كتاباً ممتعاً ورائداً في محاولته توثيق وتسجيل ملامح القصة القصيرة جداً.. هذا الجنس الادبي الجديد... الذي لاقى أعتراضاً سطحياً من لَدن كتاب القصة القصيرة ونقادها... وليس ذلك بغريب، فكل حركات التجديد في الشعر والقصة لاقت ما لاقت القصة القصيرة القصيرة جداً من عَنَت ورفض...
عندما انتهوا من دفني؛ سمعوا ما تبقى مني يناديهم
يد مزهرة بالعفن الوليد:
عندما أعود؛ أريد جسدًا كالبرق.
لو سمعني شخصٌ ما لا أستطيعُ أن أجيبه.
أصلي رُغم الصمت
رُغم الليل الذي لا يموت
حيٌّ على سطح الموت
راكعٌ بين ركبتي الرب
والآخرون يتسولون المطر والإيجار وأسباب البقاء..
جسد مثل السماء يبحث عن الحق...
أشكو إلى الله علام الخفيات * من جور ألحاظك المرضى الصحيحات
إن أنكرت هذه الأجفان ما صنعت * سل عن دمي الوجنات العندميات
روت لواحظها عن بال خبرا * ويلاه من سقم هاتيك الروايات
فيا جليسي بدا ما كنت أكتمه * إن المجالس فاعلم بالأمانات
لله سرب ظباء من بني أسد * حررت معهن أرباب المسرات
حلقت أحداقها بعدي...
منذ زمن ليس ببعيد كنا نرى خالي " تشارلز" مرتين في السنة؛ الأولى في عيد الميلاد والثانية في عيد الفصح. هو يعيش في " سدني" وقد يأتي، بحكم العادة، فنحن تعودنا أن نجتمع كلنا حول مائدة جدي الكبيرة بعد العودة من الكنيسة. نحن " بنتاكوستاليون" ( فرع من اللوثريين)، نؤمن أن كل ما جاء في الكتاب ( التوراة...
وأنا أقرأ "غزليات حافظ شيرازي" انتبهت لنفسي أني في القراءة أقفز على تعابير مثل "سواد زلفك" و "دموعي التي فاضت كالطوفان" و "قوس حاجبك" و "نواسة الحبيب" أو "طرّته" و"الهجر" و "السهام" … الخ. أحاول تجاوزها كي لا تؤخرني عن المعنى الآخر الكامن بين العبارات، أو الومض الشعري الذي يتخاطف بين سطور...
تقتصر هموم هذه القراءة الوجيزة، على الأبيات الأحد عشر الأخيرة، من معلقة امرئ القيس :قفا نبك، أيْ من :"أحارِ ترى برقاً"، نأمل على ضوئها أن نقف على بعض تقنيات هذا الشاعر المفطور، وما سرّ ثرائه، وكيف يؤثث تكويناته الشعرية النادرة، حتى ليصدق الحدس أنه من أكثر الشعراء تنوعاً، وإيقاعاته نفائس.
بحر...
عيد للذبح أم عيد للفداء
خليفة الله في الأرض ليس حيواناً اجتماعياً يفسد في الارض ويسفك الدماء لغرض التكاثر , بل هو أنساناً يحمل عقلاً من شأنه أن يكسر الحلقة المفرغة في عالم الغريزة ويخرج بالحياة من دائرة التكرار لهدف التكرار إلى دائرة مفتوحة قابلة للنمو المُطّرد في إتجاه الأفضل.
النيهوم
*
من...
دائماً يخطر ببالي هذا، أن أكتب عن العربة، عربة قطار آخر الليل الذي يعود من المدينة المكتظة إلى إحدى ضواحيها الشمالية الفقيرة.
يخطر ببالي أن أكتب عن تلك المرأة ذات اللكنة الإسبانية، الخمسينية التي يبدو أنها تعمل في تنظيف المباني بقمطة رأسها، وبنظرتها المتعبة التي تذكّر لأمر ما بالغبار.
أكتب عن...
تحتفل الأوساط الثقافية هذه الأيام بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور على الراعي المولود في السابع من أغسطس عام 1920. وهي ذكرى عزيزة على قلب كل مثقف وطني مستنير، ليس فقط لأن د. الراعي ترك لنا أكثر من خمسين كتابا في الأدب والثقافة لكن لأن في كل كلمة من كلماته داخل كتبه شعت المحبة السخية للناس،...
محمد مستجاب، كاتب ذو خصوصية فريدة في أدبنا العربي الحديث. وأسباب ذلك كثيرة ومعروفة، من بينها أنه كان صاحب رؤية خاصة لا ينازعه فيها أحد، وأنه قدم للمكتبة العربية أعمالا سوف تظل دائما مثيرة للجدل والتأمل ومفجرة للطاقات الإبداعية عند الآخرين. إضافة إلي أنه امتلك سمة عبر عنها بصدق سيد الوكيل في مقال...
يا ليتني برغوثه أدخل في ثيابها
أرقص فوق جسمها أنساب في إهابها
وإن اصل ربوتها أهل في محرابها
أنال منها بغيتي بالرغم من حجابها
ألثمها من فرعها لمنهتى كعابها
وتاره أغدو كخال لاصق شوقاً بها
أجثم فوث خدها ارنو الى رضابها
أرشف ريقها ولو أخرج في لعابها
رضابها خير دواء...