المكتوب
أو حميدة صرصور
كان ابن عمي عبد الغفار نهارياً في حين أننا كنا داخليين ويقال لنا "الليليون". من هنا كان حظه في الغزوات الغرامية أكبر من حظنا نحن الذين لا يحق لنا مغادرة المدرسة إلا بعد ظهر الخميس وسحابة يوم الجمعة. واستثمر هو نقطة الضعف فينا فطفق يُنشِّف ريقنا بحكايات لها أول وليس لها...
ملحوظة من عبدالرزاق دحنون:
هذه القصة غير منشورة في الأعمال الكاملة التي أصدرتها وزارة الثقافة السورية لأعمال الأديب السوري حسيب كيالي القصصية والروائية. ولكنني أذكر أنها نُشرت في جريدة الخليج التي تصدر في إمارة الشارقة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الملحق الثقافي يوم الاثنين 12يوليو/تموز عام...
منذ القدم، كان الوعي بأن متلقي الأدب ليس صفحة بيضاء تستقبل النص، نجد ذلك الوعي عند العرب من عصر ما قبل الإسلام كما نجده عند فلاسفة اليونان. وعلى الشراكة بين الكاتب والقارئ يرتكز عمل مؤسس علم البلاغة عبدالقاهر الجرجاني؛ حيث يعتبر «المزية والفضل للكلام إذا احتمل وجهًا آخر غير الوجه الظاهر الذي جاء...
اعتدنا أن نراها – تلك العجوز – ونحن في طريقنا إلى القبور.. تجلس أمام عشتها على شاطئ النهر بجلبابها الأسود المهلهل، وبجوارها المقطف والعصا. ما كانت تبدى اهتماما عندما يمر أحد على الطريق.. حتى هؤلاء الذين يتقدمون ليضعوا في المقطف شيئا.
كانوا يحكون في طفولتنا عن الشياطين التي تحوم دائما حولها...
توقفت حركة المرور. كانت الشوارع الأربعة المزدوجة تتقاطع في ميدان صغير تتوسطه نافورة جافة تهدم حوضها. فزعت الفئران المختبئة بها وقفزت هاربة. أربعة من ضباط المرور برتب كبيرة وقفوا على رأس الشوارع المكدسة بالعربات يصدرون أوامرهم بأجهزة لاسلكي كانت في أيديهم، وضباط برتب صغيرة وجنود انتشروا على...
نَحنُ من أسرةٍ معروفةٍ بأن أفرادها يقومون بعد الموت بثلاثة أيام. لذا عندما ماتت أمي - عليها الرحمة - لم ندفنها ولم نُعلن عن ذلك. وضعناها في حُجرة داخلية بعيداً عن الضوء والمتقولين من الجيران وسُكان المدينة وأطفال الأسرة. وفي اليوم الثالث، عند منتصف الليل، نهضت من موتها، تقلبتْ على الفراش قليلاً،...
سميح القاسم -
ربما أفقد ماشئت- معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً.. وعتالاً.. وكناس شوارع
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد.. عريانا.. وجائع
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على...
مريرة وممتعة في أن واحد بدأت منذ فترة مبكرة كيف وصلت إلي هيغل؟ تخرجت من قسم الفلسفة عام 1957 – أنهيت التمهيدي عام 1958 وسجلت عام 1959 بدأت من عبارة لرسل يقول فيها أنه رغم الشروح الكثيرة ابتداء من أرسطو حتي كانط وهيغل على مصطلح “ المقولة” فأنني لم أفهم معناها علي وجه الدقة.
وما يقال على مصطلح...
أيقظه صفير القطار بينما كان يحلم بمدينة تطل على البحر .. واندهش، لأنها المرة الأولى التي يستيقظ فيها من حلم قبل أن يرى مشهد دفنه . كانت تلك أيضاً المرة الأولى التي يوقظه فيها باعث واقعي ، فطوال سنوات مديدة فشلت كل الأصوات ، و المحاولات اليائسة لزوجته ، في إخراجه من مناماته.
أول شيء فكر فيه هو...
ذلك هو السؤال الذي يطرحه القارئ على نفسه عندما ينتهي من قراءة كتاب «الغائب» لعبد الفتاح كيليطو. هو سؤال محرج، لانه موضوع على صيغة الاستفهام الانكاري. والحقيقة ان قراءتنا السابقة للمقامات كانت تعتمد على اختزال اساسي وهو ان «المقامة» لعب سردي غايته الاساسية والوحيدة ابراز براعة الكاتب اللغوية...
يكثر الحديث في السنوات الأخيرة حول ضرورة إعادة قراءة التراث الأدبي العربي بشكل مختلف عما ساد خلال سنوات الانبهار الأولى بالمناهج النقدية الحديثة، حيث شَكَّلَ النُّفُورُ من إنتاجات الأجداد السِّمَةَ الْأَبْرَزَ لهذه المرحلة، فَغَدَتْ نصوص هذا الْإِرْثِ طيلة زمن غير قصير مُرَادِفًا للإنغلاق...
في ص206/ خوارق اللاشعور/1952 كتب الراحل الدكتور علي الوردي التالي: [ان العبقري النادر هو من يجمع بين العقل والجنون وبين السعي والكسل وبين الإرادة واللامبالاة ونود الان ان نقول اضافة الى ذلك: انه يتصف بالتفكير الفطري والتفكير المدني وربما صح القول: بان العبقرية هي اجتماع النقائض في شخصية واحدة]...
جسدي كان المسيح
وانحناءاتي طلاء يخدع الطاغوت-
لابد من العُرى- إذا اشْتدَّ من قهر جموح
وطني امرأة أسكن فيها
هذه الكينونة الأولى- رغبتي كون فسيح
كان لي ملكاً وحيداً
أصبحا ملكين- صارا عالمين
أصبح السلطان والعفريت عندي
لعبتين
سأعيد الجن لأصفاد مغلول اليدين...
1.
يلزمني صمتٌ طويل، يطوي السواحل والآفاق، حتى يتوقف هدير الانفجار الذي أصاب بيروت، أصاب مرفأها، في وسط المدينة، بيروت. صمتٌ بحجم ما لا ينتهي من صدمة الفاجعة. لكأنني كنت هناك، على مشارف المرفأ، أطل من نافذة في عمارة أو أستمتع بغروب الشمس. انفجار أول، دخانه أحمر ممزوج بالرمادي القاتم اللون، ثم...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ
كانت مصادفةً أَن أكونْ
ذَكَراً …
ومصادفةً أَن أَرى قمراً
شاحباً مثلَ ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
ولم أَجتهدْ
كي أَجدْ
شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !
(محمود درويش)
كان مصادفة أن ولدنا في أجسادنا. الجسد غلافنا الذي يقدمنا إلى العالم بهويات يحددها المجتمع. كيف...