مختارات الأنطولوجيا

ملك العُمق.. أزور نجوم البحر أزوّجها بنجوم الليل أطيل لدى موضع أسرار الخلق زياراتي * * * سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة في الفصل الرابع عن حُكام الردّة وأما الآن فحانات العالم فاترة ملل يشبه علكة بغي لصقته الأيام بقلبي * * * يا صاحب هذا الفَلك المتعب كنت تسميه سفينة...
إلى جبرا إبراهيم جبرا لم يأتِ أعزلَ .. بل كانت تحفُّ به اللغاتُ والمطرُ الصافي ، له حلُـمُ المعذبين الحيارى تارةً ، ويرى السرابَ محضَ اخضرارٍ والمدىً مدناً من المجازاتِ تترى ، أو من الصخبِ .. هل جاء من جهة النسيان ؟ كان له أمسٌ ، وثم غدٌ يدعوه، محتشداً بالممكنات، وفي أقصاهُ...
حبيبتي لا تسألي إلى أين تمضي بنا خطوات الطريق إلى أين يمضي بنا دربنا طويل عميق ولا تذكري بربك اول خطوا لنا وأول همس رقيق ففي لحظة أذكر أنا التقينا فقلتُ تعاليْ وقلتِ تعالى.. وسرنا وأنبت خطوك في الدرب همسا ولحنا وفجر صوتك في أذني أملا يتغني هكذا .. ولا زال كفك بين يدي جدولا من حرير هكذا .. ولا...
إلى روح الشهيد خليل الزبن وتظنُّ أنك سوف تقنعني بموتكَ؟ لو تكفُّ عن المزاحِ، فإنه يوم طويلْ يومٌ يوزعنا على غَسق الغيابِ، تنام وحدك في الترابِ، وكلما دفنوك تضحكُ، إنّ مثلك لا يموت .. فكم مزاحك من ثقيلْ مَيْتٌ ؟ وتسكن شقّةَ الماضي؟ كأني قلتُ: كانَ..، كأنّ إبراهيم لن يلقاكَ يوم غدٍ، كأنّ الأرض...
في كلّ صباح هنا, على هذا الجسرِ الهواءِ المعلَّقِ الطويلْ , نتلاقى ونَتَبَسّم. نمدُّ يدينا الحكيمتين، الظامئتين، ونَتَصافَح بحرارةِ مشتاقْ , وغصّةِ مسافر , ولهفةِ عائدٍ من الجبهةْ. الأصابعُ تغمرُ الأصابعْ والعينُ تشمُّ صيحةَ العينْ والقلبُ يُلمَح...
(1) كائنات من السنْدِيان تُطيلُ الوقوفَ على التلّ .. قَدْ يصعَدُ العُشْبُ من خبزنا نحوها إِنْ تركنا المكانَ , وَقَدْ يهبط اللازوردُ السماويُّ منها إِلى الظلِّ فوق الحصونْ . مَنْ سيملأ فُخُارنا بعدنا ؟ مَنْ يُغَيِّرُ أَعداءنا عندما يعرفونْ أَننا صاعدون إِلى التلِّ كي نمدَحَ الله .. في كائناتٍ من...
بلد الكفاح ومعقل الأحرار في الصبح الجديد يترنم السمار في أسحاره ببهاء عيد عانقت فيه صبابتي وشهدت بعث نشيدي وصنت روضة شاعر غذيتها من وجودي فسبحت خلف فراشة ألهو وأرتع كالوليد كالحالم النشوان يرفل في وشاح من ردود كالزهرة الجذلى وقد علت القدود بكل جيد كالبسمة البيضاء تقدمها ألحان هدايا عيد آمنت يا...
رحلة الحرية من قلب القيد.... كما أحببت أن أسمي الكتاب... لئن كان لفظ القيد يأخذنا إلى الأسر والتكبيل وضيق النفس والعبودية، فإن (قيد الأوابد) يحملنا إلى عكس هذا الشعور بالضيق والأسر. فالقيد هنا يعمل عملًا عكسيًّا فهو يضم الأوابد والغرائب والشوارد التي خطَّتها يد شاعرنا وأديبنا الكبير الدكتور...
على ضفاف النهر جمّع يوسف النجّار جذوع أشجار متنوعة الثمر، عازمًا أن تكون هي مركبته التي تنقله على طوفها إلى العالم هرباً من طوفان الشرّ من حوله . ولذا فقد أسماه العسس بنوح العصر، رغم اختلافات في التفاصيل، فالرجل أطرش، وأولاده السبعة خرس، وزوجته عمياء، وقد اعتنى يوسف هنا بتجميع ما يحتاجه لرحلته...
وهل يموت التنين طالما له عدة رؤوس تطوّق فخذاي ، ظهـر الفـرس ، فتتلامس خلايـا الإحسـاس دفئـا ، ورقـة، وانعطافا ، فلا الكلام يعوّض ، ولا لغـة العيـون تتوسـط المشـاعر ، فهـو تلامس بالرعشات ، انقيـاد غـير مشـروط بـالدالات .. فحـرارة الالتصـاق تتنافذ عبر مساحات ، ونقاط الالتقاط ، وسريان الدم تحت...
من المسائل التي يُعتقد بصحتها وهي خاطئة أنّ الكاتب الذي لا يذكره النقد كثيراً هو كاتب متواضع التجربة، قليل الإمكانيات، هزيل العطاء؛ والذي يذكره النقد كثيراً هو مبدع كبير صاحب تجربة مميزة، بينما الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً، لا لأن هناك عوامل خارج أدبية تتحكم في توجيه اهتمام النقاد نحو كتّاب...
استيقظ صباحا متأخر أكثر من ساعة عن وقته المعتاد، وجد أن الساعة المنبهة القديمة قد تعطلت. قال في نفسه هذا نذير شؤم، وأحس بوحشة وحدته أليمة ممضة أكثر من ذي قبل. مع ذلك هرع ليعد شيئا يأكله قبل أن يتوجه إلى عمله في دائرة البريد. نظر من النافذة، كان فضاء بغداد متألقا بشمس ذهبية ونسيم فيه دفء، وعذوبة...
كنت أقترب من باب المحل الكبير، حين انتهت المرأة الطويلة الممتلئة من إيقاف كلبها عنده، ولوحت له مشجعة، بينما ربض هو مشرئباً مستندا على مؤخرته محدقاً بي باستنكار وتحفز؛ ما جعلني أرتد إلى الوراء وأعود القهقرى لأجلس على مقعد طويل على مسافة منه، متحاشياً المرور بجانبه ودخول المحل! أنا منذ طفولتي...
وأخيرا مات الشاعر الذي تنقل بين المنافي كثيرا، لم تبق أرض لم يقذف إليها. كان يقول ولدت وثمة مدفع ملتصق بظهري دائما. منذ العشرينات من عمره وهو مرفوض ومنبوذ ومطرود. اليوم وقد بلغ الثمانين لفظ أنفاسه الأخيرة في بلدة صغيرة في السويد تدعى أودفالا، شهد فيها مع زوجته الكثير من فصول حياته الأليمة، كان...
من بين كل الاصدارات القصصية العراقية – وما اكثرها في تلك الفترة - في سنوات الثمانينيات، يوم كانت حياتي موزعة بين جبهة الحرب وجبهة الحرب، جذبتني مجموعة قصصية بعنوان (زقاق الفئران) التي كانت تتكون من عشر قصص في طبعتها الأولى الصادرة عام 1972م، وأضاف اليها ثماني قصص في طبعتها الثانية عام 1985م،...
أعلى