حفنةٌ من البلهاء، حفنةٌ من العملاء، جمعتْهما على صعيدٍ واحد نزعةُ الوصوليةِ والانتهازية، وتحكّمتْ في سلوكِ كلٍّ منهما جرثومةُ حقدٍ شرِهةٍ تأكل في النفوس وفي الضمائرِ كلَّ نبتةِ خير، وكلَّ زهرةِ حُبٍّ وبَصيرة...
وشرُّ البليّةِ بهؤلاء وأولئك، أنّ وراء الوصوليّةِ والانتهازيةِ والحقدِ فيهم،...
يُعد الشاعر علال الفاسي من الرواد الأوائل الذين اهتموا بالكتابة للناشئة في المغرب؛ منذ العشرينيات من القرن الماضي؛ ويبرز ذلك من خلال ديوانه الشعري الكبير، ودواوينه الثلاثة: "أناشيد وطنية" و"رياض الأطفال" و"أساطير مغربية ومُعَرَّبَة" التي كرَّسها لهذا الغرض. فمن مقدمات هذه المجموعات نَسْتَشِفُّ...
لا لزوم للمعنى في الشعر، لا ضرورة للدلالة فيه يقول اتجاه نقدي جمالي له موقعه واعتباره في النظر النقدي، والتلقي الأدبي العام. بينما يَنْبَري اتجاه آخر له عُدَّتُهُ ومنظوره، للقول بلزومية المعنى للشعر، إذ هو مقوم مندغم وَمُسَامِتٌ للنص الشعري إذا شيءَ أن يقبل عليه / التلقي، ويتداوله الخاص والعام،...
منذ متى وأنت تنتظرهم
على نواصي الغابات، طيعا
ودودا ككلب بلا أسنان؟
كنت تبدو مثل قرصان تجاسر عليه الصدأ
وصار كل ما يفعله ينساه على اليابسة..
الأوشام، العضلات
وناب الفضة..
كلها من الماضي،
مجرد تذكر تتعتعه الكاسات.
حيلتك في استدراج الجمال
كانت ارتماءة باهظة
في بضاعة لا تؤكل،
ارتجاجا يغطي الهدوء...
إحَدى الكواعب من بنى نصِر
شهِد الظلامُ لها على البدرِ
كالبَيْض تحضُنه نعائمه
بيضاءُ في كِلَلٍ من الشَّعرِ
سكَرى اللواحظ وهي صاحيةٌ
فدموعها فنٌّ من الخمرِ
ما خِلتُ أنّ بياضَ مقلِتها
وسوادَها صُحفٌ من السِّحرِ
بسَمتْ وقد برزتْ قلائُدها
فرأيتُ ما في النحرِ في الثغرِ
ومن العجائبِ أن تصادف في ال
عذب...
ليتَ الهوى يصرِفه الراقى
إما بحَيْنٍ أو بإفراقِ
رشفُ الثنايا والتزام والطُّلىَ
إن أمكنا أخلاطُ درياقى
يا قارعا بالعذل سمعى ومِن
ورائهِ قلبٌ بأغلاقِ
من أوجب التوبةَ من خمرةٍ
يعصِرها من لحظِه الساقى
كم بالكثيب الفَرْدِ من نابلٍ
أسهمهُ ليست بأفواقِ
وقامةٍ تحسبُها غصنَها ال
وَرقاءُ لو كانت بأوراقِ...
من علَّم القلبَ ما يُملى من الغَزَلِ
نوحُ الحمام له أَمْ حَنَّةُ الإبلِ
لا بل هو الشوقُ يدعو في جوانحنا
فيستجيبُ جَنانُ الحازم البطلِ
لكلِّ داء نِطاسىٌ يلاطفهُ
فهل شفاك طبيبُ اللوم والعذلِ
بيْنٌ وهجرٌ يَضيع الوصلُ بينهما
فكيف أرجو خِصام الحبِّ بالملَلِ
يُميت بثِّىَ في صدرى ويَدفِنه
أنى أرى...
قالت: أحبك و الهوى أشقاني = وعلى طريق شائك ألقاني
قلت: المحبة هكذا لم يختلف = في شرح خافي أمرها اثنان
قالت: فهل أشقاك حبي قلت:لا = قالت:إذن هل نحن مختلفان
قلت: اسمعي يا بسمتي و شقاوتي = إنا بأحضان الهوى طفلان
نبكي و نضحك في زمان واحد = شاء الهوى فتجمع الضدان
فإذا بكينا قال دمع...
في الصباح
لم يمت أحد
لم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة
والمصابون في مستشفياتِ الحجرِ الصحي
استيقظوا ورئاتُهم نظيفةٌ تماماً
حتى أنَّ بعضَهم
وبَّخَ الأطباءَ والممرضين
على بقائِهم أكثرَ من اللازم
في هذه الغُرفِ المعقَّمةِ بمرارةِ انتظار الموت
لم يمت أحد
ولم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة
وما كان...
وصل عزرائيل في موعده المحدّد. لم يسجَّلْ عنه يومًا أنّه تأخّر دقيقةً أو ثانيةً عن موعده. كان في كامل زينته الملكوتيّة، وفي أبهى رهبته وهيبته.
لكنه لم يجد أحدًا في انتظاره. لم يعرف الملاكُ ما يعمله بجناحيْه وزينته. طاف على البيوت والشوارع، فوجدها خاليةً عن بكرة أبيها. وقف في ساحة مقبرةٍ امتلأتْ...
غير بعيد عن هذا المكان الذي يحمل اليوم اسمه بعد رحيله، كان الشاعر أحمد المجاطي يتردد على الأماكن القريبة، ليلتقي بأصدقائه، وعلى رأسهم توأمه الروحي الشاعر الراحل أحمد الجوماري، والقاص والروائي محمد زفزاف، هذا الأخير كانت له مكانة خاصة لدى المجاطي، بل كان صاحب "الفروسية" لما يكون في أحسن أوقاته...
في الصباح
لم يمت أحد
لم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة
والمصابون في مستشفياتِ الحجرِ الصحي
استيقظوا ورئاتُهم نظيفةٌ تماماً
حتى أنَّ بعضَهم
وبَّخَ الأطباءَ والممرضين
على بقائِهم أكثرَ من اللازم
في هذه الغُرفِ المعقَّمةِ بمرارةِ انتظار الموت
لم يمت أحد
ولم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة
وما كان...