مختارات الأنطولوجيا

عن عبد الفتاح الجمل مرة ليست أخيرة تميّزت أخبار الأدب منذ صدورها عام 1993 بالملفات الخاصة، سواء تلك التي تستوعب كامل صفحات العدد، باستثناء صفحات الأخبار طبعا، أو تلك التي تقتطع جانبا من صفحاته فقط. وكانت تلك الملفات مجالا لاختبار المحرر المسئول عن الملف من ناحية، وإتاحة كاملة لقدراته الخاصة...
توطئة: تعد مرحلة طه حسين (1889-1973م)، وعباس محمود العقاد، هي الحلقة الوسطى من حلقات النهضة الفكرية بدأً من مرحلة التنوير الأولى / قبل الحرب العالمية الأولى، التي كان الاصلاح الديني أولآً مرتبطاً بجمال الدين الأفغاني ، ثم أعقبه تلميذه محمد عبده، وهو من الساردين المتنورين، وكان طه حسين يمثل...
متى تجري مياهك في مياهي = وتسمحُ لي شفاهكِ أنْ شفاهي ,,, ؟ وتنتبهين مثلي حينَ أصبو = ليمتزجَ انتباهُكِ في انتباهي أحبيني وعودًا دونَ مطلٍ = وزوري أو أعشْ في ألفِ آهِ لك البيتُ المزخرفُ في فؤادي = إذا أهملتهِ فالبيتُ واهي إذا لم نحصدِ القبلاتِ يومًا = فزهرُ الحبّ يصبحْ غيرَ باهي إذا قبّلتني أغدو...
كاخضرار الحياة في البستان ِ = وكصوتِ الخرير في الغدران ِ مثل شمس ٍ تهدي العيون عيونا = كغناء ٍ يموج ُ بالألحان ِ كالليالي العِذاب ِ في القلب تغفو = كارتحالِ الآلام والأحزان ِ كابتسام ٍ يلوّن الوقت ودّا = وكغيث ٍ يهلّ في الوجدان ِ كربيع ٍ تخضّرُ منه نفوسٌ = كقدوم الضحى كعزف الأغاني كامتطاء الفؤاد...
وقد مات المغني هل نستعيد حكاية السنوات عاريةٍ بلا وترٍ يرافقها ولا صوتٍ يغني هل تعبر الايام ارصفة الشوارع أوجه الاطفال ، اثقال الرجال وكوةً في باب سجني منها أرى أمي واصحابي ومنها يدفع السجان لي خبزي وكفاف اليوم منها ترحل السنوات عني وتعود مثقلة السلال أعود طفلاً ، اسرق التفاح من بستان جارتنا...
1- إنتقلنا في بداية السبعينيات من البصرة الى بغداد بشكل نهائي، بسبب أنتقال الوحدة العسكرية التي كان يخدم فيها والدي، واستقرارها في العاصمة . ومثل كلّ القرويين كان والدي يتمنى ان ينشئ عائلة كبيرة، تسند وحدته في بغداد، بعد ان ظلّ اجدادي وأعمامي في البصرة. ولسبب مبارك مكّن الله والدي من تحقيق...
- مهداة الى ثوار الجزيرة العربية - يَطَقاتُ الجنودِ على الرملِ والناقلات .. إلتَحَمْنَ مع الأفق فلتوقظي .. في الهزيعِ الأخيرِ من الليلِ صافِرَة الحارس المتلفّعِ بالفقرِ والثورة فالقوافلُ .. قد غادرت أمسِ عاصمة الملك الأموي .. أقول لصَحْبي : سأصلبُ في ساحةٍ عَشِقتها العصافير واستعذبت فجرها ...
طَرِبنا حينَ أَدرَكَنا اِدِّكارُ وَحاجاتٌ عَرَضنَ لَنا كِبارُ لَحِقنَ بِنا وَنَحنُ عَلى ثُمَيلٍ كَما لَحِقَت بِقائِدِها القِطارُ فَرَقرَقَتِ النِطافَ عُيونُ صَحبي قَليلاً ثُمَّ لَجَّ بِها اِنحِدارُ فَظَلَّت عَينُ أَجلُدِنا مَروحاً مَروحاً في عَواقِبِهِ اِبتِدارُ كَشَولٍ في مُعَيَّنَةٍ مَروحٍ...
إِنّي وَرَبِّ رِجالٍ شَعبُهُم شُعَبٌ شَتّى يَطوفونَ حَولَ البَيتِ وَالحَجَرِ جاءَت بِهِم قُلُصٌ فُتلٌ مَرافِقُها قُبُّ البُطونِ مِنَ الإِدلاجِ وَالبُكَرِ مِن كُلِّ قَراوَءَ مَعقودٍ فَقارَتُها عَلى مُنيفٍ كُرُكنِ الطَودِ وَالضَفَرِ يُمِرُّ مِرفَقُها بِالدَفِّ مُعتَرِضاً مَرَّ الوَليدِ عَلى...
الولادة في الثالث عشر من مارس ليست بالأمر السهل لذا أتيت بكامل أرقي لم أبك وقتها ولم أُتعب القابلة بمحاولة تهدئتي اليوم أيضا لن أتعب حبيبتي بارسال معايدتها السنوية أسبح عكس التيار كسمكة الحوت التي ترفض الانكسار للموج الولادة في الثالث عشر موت إضافي وحبر يأبى التشرذم، كلما أبصرت الحب لا أفرط فيه...
كَتَبَ اللَّهُ البَحْرَ عَلَى وَزْنِ المِلْحِ. وَضَمَّنَهُ إِيقَاعَ الدَّوَرَانِ الدَّائِمِ حَوْلَ الشَّمْسِ بِوَزْنِ الرِّيْحِ. وَلَوْلَا المِلْحُ بِوَزْنِ البَحْرِ لَمَاتَتْ لَغَةُ تُدْعَى: الأَسْمَاكَ، وَعَامَتْ كَلِمَاتٍ مَيِّتَةً فَاحَتْ مِنْهَا رَائِحَةٌ قَتَلَتْ مَنْ في الأَرْضِ وَمَا...
على شاطيءِ الحُلُمِ،يأخذُني البحرُ إليّها، طِفلٌ يَلهو بضفائرَ النسيّان،وضفائرُها غافيةٌ على كَتفِ قصائدي، كانَ قمرُها القتيلْ، يبحثُ عن موجةٍ، غابتْ وراء الأفقِ البَعيد،وجهُها رغيفُ خبزٍ قرَوي، وليلُها بهيمٌ كأياميَ الصامتة ،كانتْ تجلسُ أمام البّحر،وترسمُ لها عينيّن واسعتينِ كالبحر،وكنتُ أرسمُ...
فخور أني نحيل .. لأني خفيف على أرض هذا العراق لا ادوس التراب.. كما داسه الآخرون! * لكلّ البلاد الغريبة عيبّ وحيد: عيبها انها – اينما وجدت- … فالعراق بعيد! * هذا الوطن المحسود – الوطن التفاحة- يحميه الله من الدود! * من (اخناتون) الى الامريكيين.. – الدين لله .. والوطن.. للاقوياء! * ونحنُ في...
أمطار البصرة – سبحان الله، كما الجُدريّ ـ تُنقر وجهَ النهر… هنا، في البصرة، نحن نقول: الدنيا تمطر! لاحظْ ! كل الدنيا نعني! لكنْ. تبتدئ الأمطار هنا من غيمة حزن سوداء، الدمعة ، أعني الأولى لا تسقط إلا خجلى، مثل حزين خجلانَ.. هنا، في البصرة، لا يبكي رجلٌ قدّام الناس.. بلى. قد تبكي أمٌ علنا.. لا...
لقد قمت بترجمة هذا العمل الروائي الفذ منذ سنوات طويلة (1979-1980)، وأذكر كيف أسرتني هذه الرواية بشكل فريد، إذ لم يحدث لي أن شعرت بهذه المشاعر المكثفة والتي تضيء بداخلي إلي حد الإحساس باحتراق كثير من الأعمال القصصية والشعرية السابقة عليها مثل زيت يمد تلك المشاعر بالوقود لتزداد كثافة و" انضياء" ...
أعلى