أخذتني من يدي وساقتني برباطة جأش إلى البحباح، الخياط المُجَلبب الذي طالما جعلنا صوته الخشن نموت ضحكا حين ينهرنا شاتماً لنبعد كراتنا عن دكانه. لم يكن الدكان يبعد عن بيتنا إلا بنحو ثمانين مترا.
قلت لأمي، التي بدت سعيدة بي، إنني أريد أن أشتغل هذا الصيف كرجل مسؤول، وأنني سأشتري لوازم الدراسة هذا...
لم يكن هناك موت ، لا نهاية
بل إعادة دمج: الجسد المنهك مستقر بأخاديد مألوفة
أو كما قال وجهه المعذب علي ركبتي
أعرف أنك ستبقى يا حببي
شئتُ ذلك
***
لاحظ خضرتي الزائدة من مرضي
العظام الناتئة الحادة
تحت جلد مفكك جاف
عيني المصفرْتين
النفس الكريه
والصلاة لأرباب غير مألوفة
تبدو لديه محبوية أكثر مما قدر...
من يغترّ بما يكتبُ، تصدُر عنه رائحةٌ نتنة، تنفّر منه ملاكةَ الشعر.
مَن يتصوّر أن ملاكةَ الشعرِ طَوعُ يدَيه، واهِمٌ، أحمق، مهرّج!
فهي للجميع، حقاً، لكن مهرها الجماليّ عالٍ،
لا تبلغُ بابَها إلا بكثيرٍ من الدأب، والطرقُ دائماً بكلّ أدب!
كلما كتبتُ شيئاً جديداً، وأنا عمري 62 سنة، أتشكّك: هل هذه...
اجتازت السيارة المدينة وانسابت بين الحقول والمروج الخضراء في طريقها الى ( المرج ) تحمل بين جانبيها العروس ، وقد تبعها سرب من السيارات مشحونة بالاطفال والنساء .
وكان المساء جميلاً والهواء عليلاً وقد نفض القمر الغيوم عن وجهه وأسفر ضاحكاً كأنما أراد أن يشارك القوم في سرورهم وأهتز النخيل وإشرأب...
ثلاثة عوامل كبرى أدت إلي ولادته وانتشاره
· بن لادن وغيره حصيلة السياسة التعليمية الخاطئة التي ينبغي تغييرها بشكل جذري وفوراً ""
· الدول العربية سلمت التعليم الديني للشيوخ المحافظين والسلفيين المنغلقين علي العلم الحديث وهذا خطأ
· القنابل الفكرية التي ستجيء من داخل العالم الإسلامي ستكون إضاءة...
إشارة :
رحل شاعر العرب العظيم ومؤسّس الحداثة الشعرية العربية “بدر شاكر السيّاب” في يوم 24 كانون الأول من عام 1964 ،وكان يوماً ممطراً لم يعثر فيه الشاعر “علي السبتي” على بيت السياب في الموانىء بالبصرة فقد أفرغته الدولة من عائلته لعدم دفعها الإيجار، فسلّم التابوت لأقرب مسجد. وعلى الرغم من مئات...
من هو يحيى محمد عبد القادر زميل التجاني يوسف
يحيى محمد عبدالقادر مولود بمدينة شندي عام 1916 ، اشترك عام 1936 في إنشاء أول صحيفة يومية في السودان وهي صحيفة (النيل) وقام بمراسلة (الاهرام القاهرية) وإدارة مكتبها بالخرطوم من عام 1936 إلى عام 1952 وأصدر صحيفة (المستقبل )الأسبوعية و(السوداني) اليومية...
قبل أن ندخل في الموضوع الّذي نحن بصدده، لنبدأ بإيراد هذه الرّواية: "كان بالمدينة عطّاران يهوديان، فأسْلمَ أحدُهما ولَقِيَهُ صاحبُه بعد حين، فقال: كيفَ رَأيْتَ دينَ الإسلام؟ قال: خَيْرَ دين، إلاّ أنّهم لا يَدَعُونا نَفْسُو في الصّلاة. قال صاحبُه: وَيْلَكَ! افْسُ وَهُمْ لا يَعْلَمُون." (نثر الدرّ...
ولمّا أنعم الله على العرب بالإسلام، فقد أضاف الإسلام إلى معارفهم بالضّراط طبقةً جديدة، وعلمًا جديدًا إلى علومهم التّليدة. إذ لم يعد الضّراط، كما رأينا في المقالة السابقة، يقتصر على الإنسان والحيوان فحسب، بل تعدّاه الآن إلى الشّيطان، كما روي عن الرسول: "عن أبي هريرة، عن رسول الله صلعم، قال: إذا...
مثلما سينجلي لنا فيما هو آت من كلام دوّنه السّلف في المأثورات، فلعلّ خير ما نستهلّ به هذه المقالة هو أن نبدأها بحمد اللّه الّذي أنعم على خلقه بالفساء والضّراط. فلو عدنا إلى قراءة التّراث الّذي حفظه لنا القدماء، سنصل إلى قناعة مفادها إنّه، وعلى ما يبدو، فإنّ العرب هم أعلمُ خلق الله بضروب الضّراط...
يدخل الضميرُ المنفصل (هم) إلى ملعب الشعر وَسْطَ جماهير الكلمات الأخرى، فلا يكاد يَتَـبَـيَّنُه، أو يهتم به، أحدٌ من القراء، ومع أنه ليس الضميرَ المنفصلَ (أنا)، الذي يدور حوله الشعراءُ كالمجوس حول النار، وليس الضميرَ المنفصلَ (هو) الذي يدور حوله الصُّوفيةُ كالحُجَّاج حول الكعبة، وليس ضميرَ...
الخميسُ يوقظنُي من ياقتي ، ويقولُ لي تَعالَ أعلمّكَ لغةَ النسيّان، وأعلمّكَ كيفَ تقبضُ على نجمةِ النسيّان وتمرغ أنف البحر بإصبع الهذيان، وها أنا أرشُّ طريق طلتّها بماء الورد، فتجيؤني في الحلم كل خميس، لترسمَ قصائدي على رملِ طفولتها، وجهاً يحبُّه قَلبي،كيف أُصفّف شَعرصباحَها ، وهي تدلفُ الى بيتِ...